روز اليوسف - وليد طوغان
أدي صهيب ويب، إمام أحد مساجد كاليفورنيا، صلاة الجمعة الماضية في حراسة عناصر من البوليس الفيدرالي، الذين انتشروا في المسجد، بزي مدني، بعد تلقي «صهيب» تهديدات بالقتل، إثر فتواه بجواز رفع مطربات البوب الأمريكيات أذان المسلمين، ومطالبته بإلغاء الحواجز بين النساء والرجال خلال الصلاة بالمساجد الأمريكية. ونقلت لوس أنجلوس تايمز، عن صهيب، نفيه علمه بتواجد عناصر البوليس الفيدرالي خلال الصلاة، مؤكدا أنه هو الذي استعان برجال من أحد مكاتب الأمن الخاص لحمايته، ممن أسماهم «المتشددين الإسلاميين».
وأضاف صهيب، حسب الصحيفة، أنه اتفق مع إحدي المطربات الأمريكيات المسلمات، رفض الإفصاح عن اسمها، علي رفع الأذان، وبدأ في تدريبها بالفعل، إلا أنه لم يصرح بالميعاد الذي سيسمح لها فيه بالأذان، في الوقت الذي تكهنت فيه صحف أمريكية بأن المطربة التي رفض صهيب الإفصاح عن اسمها هي «ماريا كاري»، لكن هذا لم يجد قبولا لدي كثير من أوساط المراقبين، خصوصا أن «كاري» ليست مسلمة.
وفي الوقت الذي قالت عدة جمعيات للمسلمين في الولايات المتحدة إنه ليس هناك بدائل عن عزل صهيب من إمامة المسجد، مشيرين الي ان استمراره قد يجعل «الأمور خارج السيطرة»، قال صهيب الأسبوع الماضي لإحدي قنوات التليفزيون المحلية في الولايات المتحدة إنه مسئول تماما عن فتواه، مؤكدا أنه لن يتراجع عنها، مشيرا إلي أنه اعتمد علي العلوم الشرعية في استخلاص فتواه.
وكان الإمام صهيب، المولود في أوكلاهوما، قبل اعتناقه الإسلام عام 1992 ودرس بالأزهر قرابة الست سنوات، قد أطلق دعواه بوجوب تخريج أحكام إسلامية جديدة تتناسب مع ثقافة المجتمعات الجديدة، لأن مخالفة هذا يدخل المسلمين في عصور الجمود حسب قوله.
ووصفت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية صهيب بـ «صاحب المشروع إلاسلامي الحداثي»، بينما رد هو علي هذا بأنه مسلم وحسب، مشيرا إلي أن الإسلام منفتح بطبعه، حداثي بطبيعته، وأن قضيته هي في الذين يطبقونه، لا في سماحة شريعته».
وطالب صهيب، أيضا بمنع الحواجز بين الرجال والنساء خلال الصلاة، اعتمادا علي أن استثارة الرجال في الجاهلية بالنساء، مختلفة عن استثارة الأمريكي الحالي بهن، وقال «مايوهات الشواطئ لا تفتن الأمريكي أو الأوروبي في الوقت الحالي»، بينما كان مجرد ظهور «وجه المرأة» يثير رجال مجتمع الصحراء.
ودعا صهيب أيضا إلي ضرورة إعادة النظر في قواعد المواريث، اعتمادا علي أن لتوريث المرأة وقت نزول القرآن أحكاما، انتفت في الوقت الحالي، أو علي الأقل بالنسبة للمسلمات في المجتمع الغربي، ما دعا منظمات المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة إلي مهاجمته، مؤكدين أن دعوته التي استجاب لها آلاف الشباب من المسلمين الأمريكيين، لم تكن إلا «أفكارا براقة من حيث المظهر سممت عقول المراهقين». وطالب الجمعيات الإسلامية بإغلاق موقع صهيب الإليكتروني، بعدما فاقت أعداد زائريه العشرة آلاف شاب يوميا، إلا أن سلطات ولاية كاليفورنيا رفضت هذا، لتعارضه مع الحريات الشخصية، وحرية الاعتقاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق