.....في إطار فوضى الفتاوى وسياسة الجهل والتخلف،وتسليم أمور الأمة لأصحاب وحملة الأفكار الانغلاقية والتكفيرية وتصورهم بأنهم هم النساك والوعاظ والذين لا ينطقون عن الهوى،والمالكين للوكالة الحصرية لمفاتيح الجنة ومنح شهادات وصكوك الأيمان والتكفير أسوة بصكوك غفران الكنيسة في القرون الوسطى لمن يشاؤون من عبادة،من منهم مؤمن ومسلم يستحق الجنة؟،ومن منهم ملحد وكافر مصيره جهنم؟،وفي إطار التصريح وتقديم الخدمة المجانية ليس للقوى الظلامية والتكفيرية والاقصائية،للتسلح بهذه الفتاوي المشبوهة والعمل على تخريب وتدمير المجتمعات العربية والإسلامية،وخلق الفتن الطائفية والمذهبية بينها،بل حتى تشويه جوهر وحقيقة الدين الإسلامي كدين محبة وتسامح،وفي هذا السياق نضح ما يسمى بالشيخ عبد العزيز وهو ليس بعزيز بن عبدالله وهو ليس عبدا لله رئيس هيئة علماء "المسلمين" في السعودية والمفتي العام فيها بفتوى تدعو إلى هدم الكنائس المسيحية في الجزيرة العربية،على اعتبار أن وجودها يشكل اعترافاً بصحة دين متبعيها،معللا ذلك بأمر صادر عن الرسول محمد(صلعم) بأنه لا يصح دينان في الجزيرة العربية،وكأن هذا الشيخ الظلامي الانغلاقي،لم يسمع لا بالخليفة عمر بن الخطاب،والذي هو حجة على الإسلام والمسلمين والمشهود له بعدله ورجاحة عقلة،فعندما أتى إلى القدس فاتحاً رفض الصلاة في الكنيسة،لكي لا تصبح مكان عبادة للمسلمين،وأمن المسيحيين على أماكن عبادتهم وأموالهم وكراماتهم،وكذلك فالقران الكريم يقول"أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وأيضاً قال في مخاطبة رسول الأمة"لو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك" فهذا الكلام وهذه النصوص يتجاهلها هذا الشيخ الظلامي لغاية في نفس يعقوب وأهداف وأجندات مشبوهة،وهذه الفتوى وغيرها من الفتاوي المشبوهة والتي تصدر عن أكثر من دار إفتاء ومرجع ديني إسلامي،في ظل تراجع هيبة ومكانة دور الإفتاء والمراجع الدينية،حيث الكثير من الفتاوي لا تستند الى نصوص شريعة أو دينية،بل تجري وتصدر عن الكثير من دور الإفتاء موظفة خدمة لأغراض وأهداف سياسية أو تبرير سلوك أو موقف أو سياسة لهذا الحاكم أو ذلك،كما هو الحال في فتوى الشيخ المرحوم الشعراوي،تحريف وتزوير فاضح لمعنى الآية الكريمة "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"،فهذه الفتاوي صدرت من أجل تسويق وتشريع اتفاقية كامب ديفيد" بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي،والتي بسببها يدفع العرب الثمن ذلاً ومهانة وامتهاناً للكرامة وضعفاً وتشرذماً حتى اللحظة الراهنة،وفتوى هذا الشيخ الظلامي الوهابي هي ترخيص وتشريع لكل قوى التطرف والعنصرية المتزايدة في أوروبا من أجل شن حملة على الإسلام والمسلمين،فهناك أكثر من 2200 مسجد في أوروبا والكثير من المراكز الإسلامية،ناهيك عن عشرات ملايين المسلمين،فهل هذه دعوة لدعاة العنصرية والتطرف في أوروبا للشروع في هدمها وطرد وتقتيل المسلمين هناك يا سماحة المفتي؟فنحن عندما كانوا لا يسمحوا لنا برفع الآذان أو مآذن الجوامع لاعتبارات عمرانية تخص بلدانهم،أو يمنعوا محجبة من الدراسة،كنا نقيم الدنيا ونقعدها،ونتهمهم بالعنصرية واللاسامية والحقد على الإسلام والمسلمين؟كيف وأنت تدعو إلى هدم كنائسهم ودور عبادتهم،فهل تتوقع منهم أن يدخلوا في الدين الاسلامي أفواجاً؟،فأنت ليس لك علاقة بالاسلام أو المسلمين،بل انت وسمة عار في تاريخ المسلمين،انت من تريد أن ترمي بهم الى التهلكة،تريد لهم الخراب وهدم البيوت،تريد لهم أن يصبح الاسلام والمسلمين مطاردين ومطلوبين في بلدانهم،ألا يكفينا ما تقوم به العديد من الجماعات المتسترة بالدين من أعمال إجرامية وإرهابية حيث تمارس القتل من اجل القتل تحت يافطة وشعار المقاومة والنضال،وهي بأعمالها وإجرامها وضعت علامة استفهام كبيرة على مشروعية نضال ومقاومة شعوبنا المحتلة في فلسطين والعراق وغيرها.
ألا تخجلون من أنفسكم يا دعاة الحرص على الإسلام والمسلمين،ودعاة المحبة والتسامح والوحدة الوطنية،عندما تصدرون فتوى بتكفير وتحريم حضور جنازة رجل ديني وقائد وطني وقومي بحجم البابا شنوده الثالث،هذا الرجل الذي تاريخه ومواقفه القومية والوطنية،أشرف من تاريخ ومواقف الكثيرين منكم،فهذا الرجل كان عمودا من أعمدة الوحدة الوطنية في مصر،ولم نعرفه سوى داعية للمحبة والتسامح والوحدة الوطنية،وهو لقاء مواقفه الوطنية برفض الموافقة على اتفاقية"كامب ديفيد" ودعوة الأقباط المسيحيين الى عدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال،تعرض للإقامة الجبرية والنفي والتهميش،في وقت أفتى زعماء الإفتاء المسلمون بشرعيتها وجوازها،وايضا فالرجل لا هو ولا أي من القيادات الدينية ولا الوطنية المسيحية وضعت انتماءها الديني فوق انتماءها الوطني،في وقت مارست هذا السلوك العديد من القوى الإسلامية،فعن أي تسامح ووحدة وطنية تتحدثون،؟ أليست فتاويكم هي من تسيء الى الإسلام والمسلمين؟،أليست هذه الفتاوي هي من يعمق الصراع والخلاف بين أبناء الشعب الواحد والقومية الواحدة؟،تريدون لأهداف مشبوهة ليس لها علاقة بالإسلام ولا بالمسلمين ولا مصلحة الشعب ولا الوطن ولا الأمة،شعبنة الصراع نقله من مستوياته الرسمية إلى مستوياته الشعبية،وهذا ما يريده دعاة الفوضى الخلاقة الذين احتلوا العراق وقسموا السودان وخربوا الصومال ويقسمون ليبيا حالياً،ويحاولون تعميم ذلك على سوريا ومصر وما تبقى من الأقطار العربية،كل هذا يجيء بدعم مباشر من بعض الجهلة دعاة فقه البداوة وحنفيات البترودولار في الخليج العربي،فهم الممول الرئيسي لمثل هذه الجماعات والتي تقوم بإعمال وممارسات من شأنها ضرب الوحدة الوطنية وتفكيك الجغرافيا العربية وتذريرها وإعادة تركيبها خدمة للمصالح الأمريكية والعربية،وإعادة إنتاج سايكس- بيكو جديد يقسم العالم العربي على أساس الثروات والعوائد لا الجغرافيا.
توقفوا عن فتاويكم المغرضة والمقيتة،والتي الدين منها براءة،بل هي إساءة كبيرة للإسلام والمسلمين،وأنت يا من تدعي انك مفتي السعودية،أبقى غارق في جهلك وتخلفك وأبقى عند حريمك،فلا أنت بالعزيز ولا بعبد لله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق