حكم قذف الفنانات/ الشيخ د. مصطفى راشد

للإجابة على السؤال الوارد إلينا طالباً للرأى والفتوى  على موقعنا على النت ، من السيدة \هالة محمود سرحان   والذى تقول فيه : -  ماحكم الإسلام  فى قذف الشيخ عبدالله بدر  للفنانة إلهام شاهين  على الهواء وإتهامه لها بالزنا والفجور ؟ –
وللرد على هذا السؤال نقول :-
بداية نصلى ونسلم على كليم الله موسى  عليه السلام ، وكل المحبة  لكلمة الله  المسيح له المجد فى الأعالى  ، كما نصلى ونسلم على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله -----------------             
وبعـــــــــــــــــــــــــــــــــد
نقول للدكتور عبدالله بدر  مع كامل إحترامنا له إن ماصدر منكم  تجاه إحدى الفنانات  وإتهامها بالزنا  ( سواء إختلفنا مع هذه الفنانة أو إتفقنا ، ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عنها،  ولكن لتوضيح صحيح الشريعة الإسلامية  )------ لذا نقول للشيخ عبد الله ، إن هذا الأسلوب  مرفوض  شكلاً وموضوعا ً وخلقاً وشرعاً وقانوناً ، ويضعه تحت طائلة العقاب القانونى  والشرعى ، حيث أن  الإتهام بالزنا  يستوجب الإثبات  بأربعة شهداء َعدول ، يكونوا شاهدوا  واقعة  الزنا  كاملة ، من حيث الفعل  بالإيلاج والإخراج  ، مثل القلم فى المحبرة ، فهذه هى أحكام الشريعة الإسلامية  وقد طبقها  الخليفة عمر ابن الخطاب ، عندما أتى أربعة من الصحابة ، ليشهدوا على الصحابى  المغيرة ابن شعبة ،الذى كان عَيَنه الخليفة عمر واليا على البصرة ، حيث رأوه يزنى ، مع أم جميل وكانت امرأة لعوب مشهورة بالعهر والفجر، فتطابقت شهاداتهم على المغيرة  إلا الصحابى زياد الذى شهد بزنا المغيرة لكن لم يرى  كالقلم فى المحبرة  ، فقرر الخليفة عمر  جلد الصحابة الثلاثة وهم أبا بكرة ، ونافع ابن الحارث ابن كلدة  ، وشبل ابن معبد ، وخلى عن زياد، وبرأ المغيرة  -----------    وقد ورد ت هذه الواقعة فى  كتب : -
1- الغدير ج6 ص196 ـ 198 و (ط أخرى) ج138 ـ 139 والنص والإجتهاد ص354 المورد رقم 57. وأشارا في الهامش إلى المصادر التالية: وفيات الأعيان= = ج6 ص364 الرقم 821 وفتوح البلدان للبلاذري ص339 وعمدة القاري ج13 ص208 والمستدرك على الصحيحين ج4 ص560 و 561 ح5948 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص234 و 235 وتلخيص المستدرك (ضمن المستدرك للحاكم) ج3 ص448 وتاريخ ابن كثير ج7 ص81.
وراجع: الكامل في التاريخ ج3 ص540 ـ542 حوادث سنة 17 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص69 ـ 72 حوادث سنة 17 ونهاية الأرب ج19 ص345 ـ 347 والأغاني ج16 ص94 ـ 98 أخبار المغيرة بن شعبة ونسبه، وسير أعلام النبلاء ج3 ص28 الرقم7 وشرح نهج البلاغة لللمعتزلي ج12 ص231 ـ 239 والإيضاح لابن شاذان ص 552.
أيضا لنا اسوة فى مافعله الرسول عليه السلام فى السنة السادسة  من الهجرة فى حادثة الإفك الشهيرة ، عندما إتهم بعض الصحابة  السيدة \عائشة بالزنا مع صفوان ابن المعطل ، يوم تخلف ركبها  عن القافلة ليلة وضحاها ، فنزلت آيات القرآن توضح حد قذف المحصنات  بسورة النور  ونحدد منها الآية  رقم  4  ونصها : -
قال تعالى: ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ) ص ق
ونحن هنا لانشبه السيدة عائشة بالفنانة المذكورة ،ولكن نوضح حد القذف دون دليل ، مما يعنى أن حكم  حد القذف  قد وقع فيه الأخ الداعية عبد الله بدر،  لرميه سيدة مسلمة تنطق بالشهادتين  بالزنا  دون أن يأتى بأربعة شهداء َ، قد رأو واقعة  الزنا بالإيلاج والإخراج كالقلم فى المحبرة كماحددها الشرع الإسلامى وإيضا لاتقبل شهادة ابداً بعد ذلك ، كما أنه قد وضع نفسه ضمن زمرة الفاسقون ، وهم من أهل النار وعليهم لعنة الله .
ايضا الشيخ عبدالله بدر  معروف عنه العصبية ، ولم ينجومن لسانه أحد ، وهذا الشكل وهذا السلوك يختلف مع صفات الداعية تماما، الذى يجب أن يكون هادئاً حليماً متكلماً بالحجة والمنطق، ودون التعرض لشخص بعينه، وعليه أن يحبب الناس  فى شرع الله ولا ينفرهم وأن يقرأ دائماً الآية 159من سورة آل عمران  قوله تعالى (  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ  ) .  
ايضا علينا أن نسأل الداعية  لماذا علا صوتك الآن، ولم نسمع منك أيام مبارك --- فهل أنت تتقوى بجماعتك التى وصلت إلى الحكم  ؟ وتعلم أنهم لم يطبقوا عليك شرع الله، لانهم يطبقون شرع المصلحة الوهابى على المعارضين لهم فقط -- فأن كان كذلك  فهذه ليست أخلاق الفرسان والنبلاء  -- هدانا الله وإياكم  للدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة  .
والله من وراء القصد  وغاية الإبتغاء .
الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة
وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى
E - 
rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق