البابا بالأردن: ندعو لحل سلمي بسوريا.. وعادل بفلسطين

العربية ـ عمان - فرانس برس
وصل البابا فرنسيس، اليوم السبت، إلى الأردن، أولى محطات رحلته إلى الأراضي المقدسة والتي ستقوده أيضا إلى بيت لحم والقدس تحت شعار الحوار بين الأديان والحركة المسكونية في منطقة تشهد اضطرابات.
وحطت طائرة البابا التابعة للخطوط الجوية الايطالية "أليتاليا" عند الساعة 12:50 بالتوقيت المحلي (9:50 بتوقيت غرينتش) في المطار، وكان الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك عبدالله الثاني للشؤون الدينية، على رأس مستقبلي الحبر الأعظم، بالإضافة إلى العديد من المسؤولين ورجال الدين.

ثم قدم طفلان يلبسان الزيّ التقليدي الأردني باقتين من زهور السوسنة السوداء، التي تعد بمثابة الوردة الوطنية للأردن، للبابا في حين اصطف حرس الشرف الأردني على مدرج المطار.
وبعد استراحة قصيرة تناول خلالها فنجان قهوة في صالة استقبال الضيوف، توجه البابا فرنسيس مباشرة إلى قصر الحسينية في عمان ليلتقي بالملك عبدالله الثاني والملكة رانيا بحضور كبار المسؤولين الأردنيين وقيادات دينية، إسلامية ومسيحية، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المملكة.
وبعد اللقاء عقد البابا والملك عبدالله الثاني مؤتمراً صحافياً، وجّه فيه البابا فرنسيس دعوة إلى إيجاد "حل سلمي للنزاع في سوريا وحل عادل للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني".
وقال البابا: "أشجع سلطات المملكة على متابعة التزامها في البحث عن السلام المرجو والدائم من اجل المنطقة بأسرها"، مضيفاً: "من هذا المنظور يصبح أمراً ضرورياً وطارئاً التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، وإلى حل عادل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني".

كما اعتبر البابا أن مسيحيي الشرق الأوسط يشعرون بأنهم مواطنون يتمتعون بمواطنة كاملة ويريدون المساهمة في بناء المجتمع مع مواطنيهم المسلمين.
من جانبه، قال الملك عبدالله في كلمته: "يجب أن نساعد سوريا على استعادة مستقبلها، ووضع نهاية لإراقة الدماء وإيجاد حل سياسي سلمي هناك".
وأضاف: "أتمنى أن نواصل العمل معاً في الأيام المقبلة لتعزيز الوفاق ومواجهة التحديات، فعندكم من حب البشرية والحكمة ما يمكن أن يساهم بشكل خاص في تخفيف أزمة اللاجئين السوريين والعبء على البلدان المضيفة المجاورة مثل الأردن".
وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، قال الملك عبدالله موجهاً كلامه للبابا: "هناك حاجة أيضاً لخطوات تتخذونها ودعم تقدمونه لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على إيجاد حل لصراعهم الطويل".
وأضاف أن "الوضع الراهن الموسوم بحرمان الفلسطينيين من العدل والخوف من الآخر ومن التغيير يحمل وصفة للدمار المتبادل، وليس الاحترام المتبادل المنشود".
وخلص: "معاً يمكننا مساعدة القادة في كلا الجانبين على اتخاذ الخطوات الشجاعة اللازمة لتحقيق السلام والعدل وتعزيز التعايش".
وسيتوجه البابا إلى استاد عمان الدولي، في وسط العاصمة، ليترأس قداسا بحضور حوالى 30 ألف شخص.

ويتوقع أن يحضر القداس الذي يستمر ساعتين وربع الساعة لاجئون مسيحيون سوريون وفلسطينيون وعراقيون. ويعقب القداس جولة للبابا بين الجماهير على متن سيارته الجيب المكشوفة.
ثم يتوجه البابا إلى "المغطس"، وهو الموقع الذي قام فيه يوحنا المعمدان بتعميد السيد المسيح على بعد 50 كلم غرب عمان، ليلتقي نحو 600 معوق ولاجئ جاء كثير منهم من سوريا والعراق المجاورتين. وستكون مناسبة للتحدث عن هجرة مسيحيي الشرق والصلاة من أجل المصالحة في سوريا وكذلك من أجل لبنان والعراق.
رابع حبر أعظم يزور الأراضي المقدسة
ورحلة البابا إلى مهد المسيحية، والتي تستمر 55 ساعة وستقوده إلى بيت لحم بالضفة الغربية والقدس، هي الرابعة لحبر أعظم يزور الأراضي المقدسة، بعد زيارة البابا بولس السادس عام 1964 والبابا يوحنا بولس الثاني عام 2006 والبابا بنديكتوس السادس عشر عام 2009.
و"هذه الرحلة محض دينية"، كما قال البابا حتى لو اعترف وزير دولة الفاتيكان بيترو بارولين بأنها ستأخذ طابعا "سياسيا" لأنها تأتي في وقت تشهد حربا بشعة في سوريا، وجمودا في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتصاعدا للتطرف في المنطقة.
وستتضمن رحلة البابا 20 محطة و14 خطابا باللغة الإيطالية، إلا أنه سيتجنب المناسبات البروتوكولية خلال زيارة ماراتونية ستجرى في إطار تعقيدات سياسية ودينية وسط تدابير أمنية مشددة لمنع تعرض هذا البابا الذي يحب الاتصال بالجماهير، لأي اعتداء. يذكر أنه لن يكون للبابا سيارة "بابا موبيل" مصفحة.
ودعماً لندائه للحوار بين الاديان، سيرافق البابا في رحلته صديقاه القديمان، حاخام مدينة بوينوس ايرس الأرجنتينية، ابراهام سكوركا، والبروفسور المسلم عمر عبود، رئيس معهد الحوار بين الأديان في العاصمة الأرجنتينية.
وحشدت السلطات الامنية في المحطات الثلاث التي يزورها البابا، الآلاف من رجال الشرطة. وقامت السلطات الإسرائيلية بإبعاد 15 يهودياً متطرفاً من الذين يمكن أن يثيروا البلبلة أثناء زيارة البابا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق