الدولة الاسلامية تستولي على دير مار بهنام للسريان الكاثوليك جنوب الموصل

بي بي سي
يعود تاريخ دير مار بهنام الواقع جنوب شرقي مدينة الموصل الى القرن الرابع الميلادي.
قام بتشييده الملك الآشوري سنحاريب الثاني، وذلك للتكفير عن ذنبه بقتل ولديه بهنام وسارة لاعتناقهما الدين المسيحي.
وكان يزور الدير العديد من سكان المنطقة والعراقيين عموما، الذين يعتقدون بأن زيارته "فيها بركة" وانها "تحقق المراد."
استولى مسلحو "الدولة الاسلامية" على دير تاريخي شمالي العراق وطردوا الرهبان المقيمين فيه، حسبما افاد الاثنين احد رجال الدين المسيحيين ولفيف من سكان المنطقة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن هؤلاء قولهم إن مسلحي "الدولة الاسلامية" - التي باتت تسيطر على مناطق واسعة وسط وشمالي العراق - اقتحموا دير مار بهنام الذي يعود تاريخه الى القرن الرابع الميلادي والذي تديره كنيسة السريان الكاثوليك. ويبعد الدير مسافة 14 كم جنوب بلدة بخديدا وحوالي 30 كم جنوب شرق الموصل.
ونقل احد القساوسة السريان الكاثوليك عن المسلحين قولهم لرهبان الدير "لم يعد لكم مكان هنا، وعليكم المغادرة فورا."
وقال القس إن رهبان الدير التمسوا من المسلحين ان يسمحوا لهم باخذ بعض التحف التي يحتويها الدير، ولكنهم رفضوا وامروهم بالمغادرة سيرا على الاقدام بالملابس التي يرتدونها فقط.
ونقلت الوكالة عن سكان مسيحيين من المنطقة قولهم إن الرهبان اضطروا للمسير عدة كيلومترات على اقدامهم قبل ان تلتقطهم دورية تابعة للبيشمركة الكردية وتنقلهم الى بلدة قره قوش.
وقال القس السرياني إن خمسة رهبان طردوا من دير مار بهنام، فيما قال سكان محليون إن عدد الرهبان الذين كانوا يقيمون في الدير تسعة.
وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" قد اعلن في الشهر الماضي اقامة "خلافة اسلامية" في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا مما يهدد الوجود المسيحي في هذه المناطق والذي يعود تاريخه الى الفي عام خلت.
تحليل: سيبستيان آشر، محرر الشؤون العربية
تظهر المعالم التاريخية القديمة في العراق مثل دير مار بهنام الواقع في الشمال إلى أي حد أن المسيحية متجذرة في ثقافة وتاريخ البلد.
وكما هو الشأن في بلدان عديدة بالمنطقة، فإن الكنائس والأديرة جزء خالد من المشهد.
لكن المسيحيين ظلوا ومنذ سنوات يحذرون من أن وجودهم في أجزاء من منطقة الشرق الأوسط يشهد تراجعا.
وفي هذا الإطار، أرسلت السيطرة السريعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" على أجزاء واسعة من العراق تهديدا مرعبا جديدا.
لقد فر الآلاف من السكان من مدينة الموصل وأصبحت لأول مرة بدون سكان مسيحيين بعدما وجه لهم تنظيم الدولة الإسلامية مهلة أخيرة بشأن إما الخضوع لسلطته أو مواجهة الموت.
لكن إذا كان المسيحيون العراقيون يواجهون عقوبات وتمييزا تحت حكم تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن طوائف دينية أخرى تعاني أوضاعا أسوأ.
فالإيزيديون والشيعة يواجهون تهديدا بالقتل فورا لو ألقي عليهم القبض بسبب معتقداتهم.
وكانت مئات الاسر المسيحية قد اضطرت للفرار من مدينة الموصل في اليومين الماضيين تاركة وراءها ممتلكاتها وذلك بعد ان خيرتها "الدولة الاسلامية" بين "اعتناق" الدين الاسلامي او دفع الجزية او الموت او الهجرة.
وقال زعماء الكنيسة الكلدانية وغيرها من الكنائس في العراق إن الموصل اصبحت خالية من المسيحيين للمرة الاولى في تاريخها.
ادانة
من جانبها، ادانت منظمة التعاون الاسلامي الاثنين الاضطهاد الذي يتعرض له مسيحيو الموصل واصفة اياه "بالجريمة التي لاتحتمل". وتبرعت المنظمة بمد يد العون للمسيحيين الذين اجبروا على النزوح من ديارهم من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية."
وقال الامين العام للمنظمة اياد مدني إن "الاقتلاع القسري" لمسيحيي الموصل يبرهن ان "ممارسات ما يسمى بالدولة الاسلامية لا علاقة لها بالاسلام ومبادئه التي تدعو للتعايش والتسامح."
واضاف مدني "ان هذه الممارسات تنتهك مبادئ منظمة التعاون الاسلامي" ملمحا الى ان المنظمة "مستعدة لتوفير المعونة الانسانية اللازمة للنازحين والمهجرين الى حين تمكنهم من العودة الى ديارهم."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق