هتفت عروس النشيد التى تمثل النفس البشرية عندما استرخت وفترت علاقتها بالله وقالت "فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى طلبته فما وجدته . انى أقوم واطوف فى المدينة فى الاسواق وفى الشوارع واطلب من تحبه نفسى .طلبته فما وجدته. وجدنى الحرس الطائف فى المدينة قلت أرأيتم من تحبه نفسى .فماتجاوزتهم الا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسى فامسكته ولم أرخه.."نش3: 1-4 ‘ والحرس الطائف هم جماعة القديسين والانبياء والمرشدين الذين علمونا كلمة الله وأرشدونا للإيمان الصحيح ‘ فإذا بعدت النفس عن مسيحها عليها ان ترجع الى حراس الإيمان ونعيش معهم حتى يردونا الى من تحبه النفس.
ومن الشخصيات المهمة والمحورية فى الكتاب المقدس وفى طريق الخلاص ‘ومن الحراس الطائف الذى يرشدنا لطريق الله ‘والتى أريد منكم ان تشاركونى فى التعمق فى حياتها ‘ ولو قصر الوقت ‘ شخصية داود التى قال عنها الكتاب:
- لوقا1: 26و27" وفى الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف."
- لوقا1: 32" هذا يكون عظيما وابن العلى يدعى ويعطيه الرب كرسى داود أبيه."
- لوق 24: 44و 45" وقال لهم هذا هو الكلام الذى كلمتكم به
- وانا بعد معكم انه لابد ان يتم جميع ماهو مكتوب عنى فى ناموس موسى والانبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب."
- 1صمو 13: 14" قول صموئيل النبى لشاول الملك: " وأما الآن فمملكتك لا تقوم. قد انتخب الرب لنفسه رجلا حسب قلبه وأمره الرب ان يترأس على شعبه."
- أع 13: 22" قول بولس الرسول عن داود: وأقام لهم داود ملكا.الذى شهد له أيضا إذ قال وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبى الذى سيصنع كل مشيئتى.." وفى عدد 23يقول " من نسل هذا حسب الموعد أقام الله لإسرائيل مخلصا يسوع ."
- مز132: 11" اقسم الرب لداود بالحق لا يرجع عنه.من ثمرة بطنك اجعل على كرسيك. 17"هناك أنبت قرنا لداود .رتبت سراجا لمسيحى."
من هو داود؟
- 1صمو16: قصة اختيار الرب لداود تستحق الذكر والمذاكرة ‘ فعندما وقع اختيار الرب على داود ليصبح ملكا على اسرائيل بعد رفضه شاول بن قيس ‘ اعلم الرب صموئيل بذلك الإختيار بدون ان يعرفه بالشخص المختار‘ فعندما خالف شاول وصية الرب من جهة المحرقة قال له صموئيل" قد انحمقت. لم تحفظ وصية الرب الهك التى امرك بها لانه الآن كان الرب قد ثبت مملكتك على اسرائيل الى الابد. واما الآن فمملكتك لا تقوم. قد انتخب الرب لنفسه رجلا حسب قلبه وامره الرب ان يترأس على شعبه . لانك لم تحفظ ما امرك به الرب.ثم بعد ذلك قال الرب لصموئيل حتى متى تنوح على شاول وانا قد رفضته عن ان يملك على اسرائيل. املأ قرنك دهنا وتعال ارسلك الى يسى البيتلحمى لانى قد رأيت لى فى بيته ملكا. فقال صموئيل كيف اذهب ؟. ان سمع شاول يقتلنى .فقال الرب خذ بيدك عجلة من البقر وقل قد جئت لاذبح للرب.وادع يسى الى الذبيحة وانا اعلمك ماذا تصنع .وامسح لى الذى اقول لك عنه. وبالفعل عندما جاء اولاد يسى ورأى صموئيل بكر يسى – اليآب - قال ان امام الرب مسيحه ‘ فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لانى قد رفضته . لانه ليس كما ينظر الانسان . لان الانسان ينظر الى العينين واما الرب فانه ينظر الى القلب ‘ وبعد مرور السبعة اولاد يسى امام صموئيل سأل ان كان يوجد آخر ‘ فقيل له عن داود" بقى بعد الصغير وهوذا يرعى الغنم ‘ وهم لا يعلمون اختيار الرب له مع انه الصغير او انه راعى الغنم‘ فقال الرب قم امسحه لان هذا هو. فاخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه فى وسط اخوته وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا . ثم قام صموئيل وذهب الى الرامة."
- داود كلمة معناها المحبوب ..ولد عام 1085 ق.م.
- -ابوه يسى البيتلحمى – من بيت لحم –
- -كان له 7 أخوة وأختان. (اليآب – ابيناداب – شمة – الى آخر السبعة –هو الصغير وهو يرعى الغنم – وكان أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر
- -مسحه صموئيل وهو فى سن ال 17
- - صرع جليات وهو فى سن العشرين (1صم17)
- -ملك على يهوذا فى سن الثلاثين -فى حبرون – 7سنوات ونصف‘ وفى أورشليم 32سنة ونصف‘ (40) سنة ملكا‘
- -مات فى سن السبعين1015ق.م.
تعريف داود :
أحسن تعريف لداود ورد على لسان أحد الغلمان ردا على سؤال شاول الملك أن يبحثوا له عن رجلا يحسن الضرب فقال هذا الغلام " هوذا قد رأيت ابنا ليسى البيتلحمى يحسن الضرب.. وهو جبار بأس.. ورجل حرب... وفصيح... ورجل جميل.. والرب معه." 1صمو16: 18 .
داود ..فى رأي الآباء والمفسرين أنه جمع فى شخصيته العظيمة جوانب متعددة من الشخصيات العظيمة فى الكتاب المقدس:
1- مثل أخنوخ فى سيره مع الله " الرب راعي فلا يعوزنى شيئ. مز23
2-مثل ابراهيم فى قوة ايمانه: " واحدة سألت من الرب واياها ألتمس ان اسكن فى بيت الرب كل ايام حياتى لكى انظر الى جمال الرب واتفرس فى هيكله. مز27‘ ويقول لشاول " الرب الذى أنقذنى من يدي الاسد ومن يد الدب هو ينقذنى من يد هذا الفلسطينى.1صمو 17: 27.
3- مثل اسحق المتأمل العميق: " فاض قلبى بكلام صالح مز 45
4- كيعقوب فى كفاحه وجهادة: إنتظارا انتظرت الرب فمال الي وسمع صراخى.مز 40
5- كموسى فى وطنيته : يقوم الرب وليتبدد أعداؤه مز 68
6- يشوع فى صمته: "صمت لا أفتح فمى لأنك انت فعلت مز 39
7- جدعون فى شجاعته وقوته: "ان نزل علي جيش لا يخاف قلبى مز 27
8- مثل صموئيل فى عدله وغيرته: " لأنى بكمالى سلكت. مز26
كان نبيا – ملكا – شاعرا – عازفا – مرنما – وكان انسانا فى كل مشاعره,‘كل هذه الصفات اجتمعت فى شخصيته ‘لم يكن داود معصوما من الخطأ كالسيد المسيح ‘ ولكنه كان يتوب عن خطأه ويؤدى دوره حسب مشيئة الله. وقصة حياته فى الصواب والخطأ تعلمنا كيف نتمسك بالصواب ونتجنب وننتصر على الخطأ.
(( كان داود أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر‘ وهذه اول صفات جسدية له بالمقارنة بأخوته‘ ولكن بمقياس الله يمتد الى داخل النفس والقلب والنية ‘ داود اتسم بقلبه الحلو وجمال روحه أمام الله‘ كان قلبه مجددا نقيا طاهرا أمام الله. وهكذا عاش رغم أخطاؤه فى ستر العلى طوال حياته ‘ ودعونا نتعرف على
جوانب من شخصية داود
داود الرقيق القلب:
وهو فى سن السادسة عشرة سمع صراخ شاة صغيرة بين أنياب دبا وأسد ‘ لم يستطيع قلبه تحمل صرخة الشاة الضعيفة والمختطفة تستنجد براعيها ‘ فهب الغلام الصغير ودخل فى قتال حياة أو موت من أجل صرخة الحيوان الصغير ولم يأبه بقوة الدب او الاسد وهو مؤمن بان الرب سينقذه من الدب والاسد حسبما قال لشاول بعد ذلك. كان داود مثلا لرب المجد يسوع المسيح الذى عرف نفسه بأنه" هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف ‘وأما الذى هو أجير وليس راعيا وليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب فيخطف الذئب الخراف ويبددها والاجير يهرب لانه أجير ولا يبالى بالخراف." يو10: 11-13. وأيضا عندما عد داود الشعب مخالفا وصية الله ‘ وجاء غضب الله بوبأ أكل من الشعب 70 ألفا‘ فكلم داود الله مستعطفا عندما رأة الملاك المهلك والضارب الشعب قائلا: ها أنا قد أخطأت وأنا أذنبت واما هؤلاء الخراف فماذوا فعلوا فلتكن يدك علي وعلى بيت أبى ‘ وفى هذا قد كشف الله لداود نبوة عن الذبيحة والفدية التى ستتحقق فى ملء الزمان لخلاص البشرية‘ "2صمو 24: 17‘ وجاء السيد المسيح الذى رققلبه على أورشليم وبكى عليها ‘ ثم أخذنا من بين أنياب الأسد المهلك إبليس ومات على الصليب دافعا الفدية عنا. وأيضا رقة قلب داود ظهرت فى علاقته بشاول الملك الذى كان يطارده يريدقتله ‘ ومع ذلك عندما وقع شاول فى يدى داود ‘ لم يقتله وأكتفى بقطع طرف جبته بالحربة ‘ ويقول الكتاب" أن قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول." 1صمو 24: 5‘ قال له رجاله هوذا اليوم الذى قال لك عنه الرب هانذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به مايحسن فى عينيك ‘ كان الشيطان يحفذه لقتل شاول ليجلس على عرش ملكه الممسوح من أجله ‘ ولكن حساسية ورقة مشاعر داود إنتصرت على العراك الداخلى ورفض مجرد فكرة قتل شاول وقال كيف أمد يدى على مسيح الرب‘ وهكذا الرب يسوع المسيح الذى رفض ان يترك أذن ملخس عبد رئيس الكهنة مقطوعة وهم يهاجمونه بغية القبض عليه وشفى أذن الغلام ‘ وعلى الصليب صرخ " ياأبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون." لو23: 24."
لقد تأوه مرة داود عطشانا ليشرب من بئر فى بيت لحم ‘ كان وهو صغير يرتوى منه (2صمو23: 15-17) ‘تأوه وقال " من يسقينى ماء من بئر بيت لحم التى عند الباب." وبينه وبين بيت لحم يربض جيش الفلسطينيين‘ وسمع تأوهه ثلاثة من أبطال جيشه فشقوا محلة الفلسطينيين وأسرعوا عدوا لبيت لحم وأحضروا ماء لداود من بئره المفضل‘فماذا فعل داود ؟ لم يشأ ان يشربه بل سكبه للرب قائلا: حاشا لى يارب أن أفعل ذلك ‘هذا دم الرجال الذين خاطروا بأنفسهم ‘ ولم يشأ أن يشرب‘ ماأعظم هذا القلب الرقيق النقى لداود.
داود جبار بأس
إتصف داود بإرادة حديدية ‘ جبار بأس ‘قويا ‘ مفتول العضلات ‘ وكام يرجع سبب قوته لله الذى يعبده ويحبه غيفول"الذى يعلم يدى القتال فتحنى بذراعى قوس من نحاس. وتجعل لى ترس خلاصك ويمينك تعضدنى ولطفك يعظمنى."مز18: 24و25. كان صلب الإرادة قوى التصميم والعزم ‘ لم يكن يعرف الحلول المائعة طوال حياته ‘فكان شديد العزم والتصميم ‘ فقد رأى جليات الجتى يعير صفوف إله اسرائيل ‘ لم يأبه ولم يخاف داود من جبوت وقوة جليات العملاق الرهيب ‘ بل استقر بأنه لابد من قتل جليات هذا‘ ولم يستطيع شاول الملك وأولاده وأخوة داودعن رجوعه عن رأيه ‘ فقد صمم على مواجهة جليات ومقاتلة هذا الجبار ‘ لقد إختبأ الاسرائيليون فى الشقوق ‘وواجه جليات وقال له " أنت تأت الي بسيف ورمح وبترس .وأنا آتى اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذى عيرتهم. هذا اليوم يحبسك الرب فى يدى فأقتلك وأقطع رأسك , وأعطى جثث جيش 2
الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الارض فتعلم كل الارض انه يوجد اله لاسرائيل .وتعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف ولا برمح يخلص الرب لان الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا."1صمو17: 45-47. وظل داود وطوال حياته يوصف بانه جبار بأس وكما وصفته نساء أسرائيل " ضرب شاول الوفه وداود ربواته " وقال الكتاب " وكان شاول يخاف داود لان الرب كان معه ‘ وأيضا "وكان داود مفلحا فى جميع طرقه والرب معه. 1صمو18: 12و14.وجوانب كثيرة فى شخصية داود النبى والملك تستحق الاستفاضة والتذكير فى مقالات لاحقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق