الراعي ترأس قداسا في كنيسة مار شربل في عمان: نصلي من اجل سلام شامل وعادل ودائم ومن اجل عودة النازحين الى بيوتهم وديارهم

 وطنية - عمان - 
ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الالهية في مناسبة ذكرى سيامة القديس شربل في كنيسة مار شربل في عمان، وفي حضور السفير البابوي في الاردن وعمان البرتو اورتيغا، سفيرة لبنان في الاردن ترايسي شمعون، سفير بريطانيا في الاردن ادوارد اوكدين وعقيلته، وزير الاشغال العامة الاسبق سامي هلسي، الوزير الاردني السابق عقل بلتاجي، امين عام وزارة السياحة والاثار عيسى قموه، المدير العام لوزارة السياحة عبد الرزاق عريبات، رئيس لجنة الجالية اللبنانية في الاردن فؤاد ابو حمدان، عقل بلتاجي وفعاليات وشخصيات سياسية واجتماعية ولفيف من الكهنة والراهبات وحشد من المؤمنين.

وعاون الراعي في القداس المطارنة موسى الحاج، وبولس الصياح، وجورج شيحان، والمونسنيور غازي الخوري.

الحاج 
وقبل بدء القداس،القى المطران موسى الحاج راعي ابرشية الاراضي المقدسة والاردن كلمة رحب فيها بالراعي والحضور، وقال:
"نرحب بكم يا صاحب الغبطة باسم كهنة وأبناء رعية مار شربل في عمان، لقد حللتم سيدا على النيابة وأنتم صاحب الدار ومرجعها الأول والأخير، نرحب بكم بيننا أبا راعيا ساهرا على رعيته في أنحاء المعمورة، كما نرحب بحفيدة الرئيس الراحل كميل شمعون الذي نسج مع الملك حسن أسمى العلاقات، ونحن من كل الطوائف والاديان في الاردن نجسد هذه العلاقة التي تثمر محبة صادقة".

اضاف: "شكرا لكم يا صاحب الغبطة لقدومكم اليوم في ذكرى سيامة القديس شربل، وكم يطيب للأبناء أن يتحلقوا حول أبيهم ليعبروا له عن محبتهم. تأتون اليوم تلبية لدعوة كريمة من رئيس الوزراء وبتنسيق مع وزيرة السياحة للصلاة ومباركة الكنائس وزيارة المغطس وتثبيت حضور الكنيسة المارونية هنا. المقر الذي دشنه سلفكم غبطة ابينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أطال الله بعمره". 


وتابع: " تزورون اليوم موقع المغطس الذي وضعتم به حجر الاساس كنيسة مار مارون في العام 2011 على أمل أن تدشنوه قريبا. نحن هنا في ارض جلالة الملك حسين وجلالة الملك عبدالله الثاني حيث نعيش حياة هادئة مطمئنة بفضل حكمة جلالته ومحبته، صوتكم يا صاحب الغبطة يرتفع في كل حين لينصر الضعيف ويمهد الطرق الوعرة ويخرج من القلب قبل العقل. وليس عندكم محاباة لاحد بل تتمنون الخير للجميع دون استثناء ولنا كل الفخر والامل بكلماتكم ومواقفكم الوطنية والدينية، ولكلماتكم وقع ترجيح لكلمات الحياة، انكم مؤتمنون على انطاكيا وسائر المشرق وخاصة لبنان ومجده. ولم تفرطوا ابدا بالامانة ودروب لبنان أبدا لم تكن سهلة المسالك وانتم تعلمونا سلوك هذه الدروب الصعبة اقتداء بقديسينا".

وختم: "لقد علمتنا يا صاحب الغبطة أن الاحداث والتجارب لا تستطيع أن تفصل مجدنا عن صليبنا ومسؤولية ثقيلة دفع بالبطاركة الموارنة ثمنها ولا يزالون فلتكن لنا بمحبتكم خلاص هذا الشرق وليبق الاردن ولبنان هيكلين للاديان الاساس". 

الراعي
وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "حبة الحنطة اذا لم تقع لا تنبت ثمرا كثيرا، والقديس شربل زرع جيد، زرعه المسيح مسيحيا ملتزما مخلصا بايمانه بالله في بلدته بقاعكفرا ثم في حقل الرهبانية راهبا مرتسما بالفضائل وزرعه اخيرا على مذابح الكنيسة الجامعة يتلألأ كالشمس في ملكوت الله. نحن نلتمس منه في يوم عيده أن نكون على مثاله زرعا جيدا في حقل هذا العالم، ويطيب لي أن احتفل معكم في كنيسته، في هذا المجمع الذي يضم المؤمنين من مختلف الكنائس، والشكر للمطران الحاج على كلمته وما حملته من معان روحية ووطنية كما أحيي الأخويات والحركات التي تعنى بهذه الخدمة الرعوية".

اضاف: "ان المطران صياح خدم هذه الابرشية مدة 17 عاما، اسس هنا وزرع، وأتى من مصر اليوم اخونا المطران شيحان الذي خدم هذه الرعية أيضا فكان من المؤسسين لكنيسة مار شربل الجميلة ولهذا المجمع الرعوي، وعملوا بشكل متواصل مع أخينا المطران موسى والمونسنيور غازي خوري. أشكر حضور أخواني المطارنة، ورؤساء الكنائس وسائر الاباء معنا اليوم وحضوركم علامة على تعاوننا معا لنكون زرعا جيدا في هذه البلاد الطيبة المملكة الاردنية التي تجمعنا".

وتابع: "اشكر رئيس الحكومة على دعوته بالتنسيق مع وزيرة السياحة والشكر لجلالة الملك وللشعب الاردني. ونحن نقدم هذه الذبيحة اليوم على نية المملكة الأردنية من اجل ازدهارها برعاية جلالة الملك ومعاونيه، ونصلي من اجل دول الشرق حتى تعبر الى شاطىء السلام، ونلتمس من الله بشفاعة مار شربل أن تتوقف الحروب المدمرة المفروضة على ارضنا ونصلي من اجل سلام شامل وعادل ودائم ومن اجل عودة النازحين الى بيوتهم وديارهم واوطانهم ليكملوا مسيرة حياتهم الثقافية والحضارية وتاريخ اوطانهم".

واردف: "ان الزرع الجيد هم أبناء الملكوت ويسوع هو الذي ظهر على ارضنا الزرع الجيد أي الكلمة وثمار حبة الحنطة هي الكنيسة وقد أعطانا المثل لنعيش على نهج حبة الحنطة، أي لكي نموت عن ذاتنا ونعطي بتفان ولنا خير مثال هو القديس شربل الذي عاش ببطولة وترك كل شيء حتى أمه، لم يشأ أن يرى وجهها وقال لها من خلف الباب سنلتقي في السماء. لقد عاش حياة، موتا روحيا عن ذاته في محبسة عنايا، وها هو اليوم يوزع الثمار الالهية على العالم، ولا يوجد احد الا وسمع وصلى للقديس شربل من حول العالم، نهج حبة الحنطة هو اساس في حياتنا العائلية والكنسية والوطنية فلا نخافن من عطاء الذات والوقت والمال والتجرد والتفاني لأن الثمار كثيرة وكثيرة".

وختم: "هذا هو تفسير انجيلنا اليوم حبة الحنطة والزؤان، فلنتجاوز كل الخطايا ونحافظ على طبيعة زرعنا الجيد ونطلب منك ايها القديس شربل أن تعطينا أن نعيش بفرح وننعم برؤية وجه يسوع في الملكوت السماوي ونرفع معك المجد في الثالوث الاقدس". 
سلمى بوعساف/ عزت غازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق