** عندما يشعر الأقباط بالإهانة والمهانة داخل الوطن .. عندما يحس المواطن القبطى أن الأجهزة الحكومية تتعامل معه بمبدأ الكيل بمكيالين .. عندما ترفض الحكومة شهادة الأقباط باعتبارهم أهل ذمة .. عندما تحدث عمليات أسلمة بالقهر وسلطان المال والبلطجة فى وقاحة وجبروت دون محاسبة ، فإن الغضب يشتعل فى الصدور ويصبح ناراً ويحتل السخط المساحة الباقية من الجسد ويضيق العقل وتمتلئ النفوس بالكراهية والغباء والتهور مما يدفع البعض إلى إرتكاب أفعال يجرمها القانون الذى إختفى داخل غرف النوم ... فى الوقت الذى ظهرت فيه فئة لا تريد للنار أن تنطفئ ولا للغضب أن يهدأ فهم يجيدون النفخ فى الرماد حتى يشتعل لأنهم أصحاب مصالح وبيزنس ... إلا أن هناك دائما نافذة مفتوحة لأعمال العقل الهادئ والمتروى .. هناك بارقة أمل فى العدل الذى نحلم به لتصحيح المسار والحفاظ على سمعة الوطن ، فلم تعد الفتنة نائمة بل أصبحت مشتعلة والنفوس محتقنة لأن الجذور والعوامل التكوينية المولدة للأزمات الطائفية بعضها ذو طابع تاريخى منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 .
** خلاصة القول أن ما يدعو للأسف أن نزعم أن هناك ديمقراطية حقيقية أو نظام سياسى يحفظ للمواطن حقوقه بل أن هناك تدهور مستمر وتعنت من المسئولين والدولة مع غياب قنوات حوار حقيقى ، فى الوقت الذى تمارس فيه بعض وسائل الإعلام المصرى عدم الحياد والموضوعية إزاء ملف المواطنة بل تحول الإعلام إلى ماكينة شحن مستمر لبث مشاعر التعصب والكراهية .
** فى الأحداث الأخيرة والتى إشتعلت إثر إختفاء زوجة الكاهن تداوس سمعان كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بدير مواس مساء الأحد 18 يوليو والتى إستمرت حتى إعلان العثور عليها مساء الخميس 22 يوليو ، وحول الأحداث صرح نيافة الأنبا أغابيوس أسقف دلجا ودير مواس عن أسفه الشديد من الطريقة التى أدارت بها الجهات الأمنية الأزمة وبعد إعادة الزوجة المختفية أشاد الأنبا أغابيوس بالجهود الأمنية فى إحتواء الأزمة ، وقدم الشكر إلى السيد الرئيس مبارك واللواء حبيب العادلى وزير الداخلية فيما رفض القس تداوس التعليق على عودتها ورفض الرد على الإتصالات الهاتفية .. أما الجهات الأمنية فقد تحفظت على أسباب الإختفاء وكيفية العثور عليها وأسدل الستار على تلك الأحداث قبل أن تشتعل وهى حدوتة تكررت كثيرا وفى كل مرة تتحرك براكين الغضب ومشاعر الأقباط تجاه الكاتدرائية بالعباسية للتعبير عن مشاعرهم والتى قد يستغلها بعض الفوضويين للعبث بأمن وسلامة الوطن وبعد إسدال الستار يرى البعض غلق الملف والإكتفاء بصلوات الشكر لعودة الزوجة ويرى البعض الأخر أنه يجب ألا يغلق الجرح قبل أن يعقم من الجراثيم لذلك فنحن لنا عدة ملاحظات حول أحداث الواقعة :
• أولاً : قبل إختفاء زوجة الكاهن تقدمت لجهة عملها للحصول على أجازة لمدة 15 يوم دون علم الزوج "الكاهن" .
• ثانياً : تقدمت بطلب لسحب جزء من رصيدها فى البنك الذى أعلن عنه ونشر بالصحف " 43 ألف جنيه " وهو مبلغ ليس بالبسيط .
• ثالثاً : إدعت الزوجة بوجود مشاكل بينها وبين الكاهن فما هى نوعية هذه المشاكل والزوجة تملك رصيد محترم فى البنوك وهو ما يدعم إستقرار الحياة الزوجية !!! .
• رابعاً : التصريح الذى ذكر بالصحف وأدلى به مصدر كنسى رفض ذكر إسمه أن هناك أربع محادثات هاتفية تمت من موبايل الزوجة "كاميليا" إلى المدعو "محمد صلاح" بعدها تم غلق تليفونها تماماً .
• خامساً : رفضت جهات أمنية الإفصاح عن أسباب إختفاء الزوجة وكيفية العثور عليها ، علما بأن جهاز أمن الدولة وجهت له بعض اللوم لتقاعسهم فى حل أزمات مماثلة !!.
• سادساً : من هى هذه الصديقة التى لجأت إليها زوجة الكاهن وما طبيعة العلاقة بينهما لتظل مختفية هناك أكثر من أربعة أيام .
• سابعاً : إدعى النائب عيد لبيب بأن هناك مفاوضات بينه وبين جهات أمنية وقد حصل على وعد من القيادات الأمنية بتسليمها فما علاقة الجهات الأمنية إذا كانت الزوجة عند صديقتها كما إدعت .
** هذه بعض الإستفسارات التى تحتاج الإجابة عليها لتجنب تكرار هذه الأحداث ... أما ما يدعونا للتساؤل :
• هل من اللائق أن تمارس زوجة الكاهن عملها الحكومى وسط زملائها ومرؤوسيها ومنهم الصالح ومنهم الفاسد والسيئ فى زمن إختفت فيه كل معانى الإحترام والحب .
• كيف يمكن أن تتعامل زوجة الكاهن مع رئيسها فى العمل ولو إفترضنا إنه مسلم الديانة وقام بتوقيع جزاء مستحق عليها هل تتقبله باعتباره خطأ إدارى أم ستظن أن هناك إضطهاد موجه لشخصها بصفتها زوجة كاهن .
• ما هو نوع الملابس اللائقة الذى يفترض أن ترتديه زوجة الكاهن أثناء فترة العمل حتى لا تثير جنسيا بعض الزملاء فى العمل أو أثناء ركوبها المواصلات العامة وهل يمكن أن تتقبل سماع حوارات بعض الزملاء عن علاقتهم الزوجية وكل زوجة تتفاخر بزوجها !! .
** لقد طلبنا أكثر من مرة وبالتحديد بعد أحداث وفاء قسطنطين وناشدنا المسئولين بالكنائس بمنع عمل زوجات الأباء الكهنة ولكن لا أحد يقرأ وأوصد البعض أبواب الكنائس عليهم ورفض البعض أى فكر خارج الكنيسة وطالت بعض المفكرين الإتهامات بالخيانة ومحاربة الكتاب المقدس ، وهو للأسف الذى أوصل الأقباط إلى الإحتماء بالكنيسة فى معظم المشاكل التى يتعرضوا لها للدفاع عنهم .
** أما عن ملف خطف الفتيات وأسلمتهن بالإكراه فيجب علينا أن نفصل بين الخطف وبين الإختفاء فالأول سلوك همجى يجب أن يقابل بمنتهى الحسم والشدة كما يجب على الدول أن تحدد موقفها وأن تصل عقوبة هؤلاء المجرمين إلى الإعدام أما الثانى وهو الإختفاء فهو ناتج عن سوء سلوك وقصور فى التربية وإنحراف فى محيط الأسرة .. نعم هناك سماسرة وعمليات منظمة لأسلمة الفتيات فى الوقت الذى تغمض فيه بعض الجهات الأمنية العين عن هذه التجاوزات رغم خطورتها على أمن الوطن والمواطن .
** وسنبدأ ببعض النماذج ففى الأسكندرية وبالتحديد فى منطقة الكافورى إشتهر مهندس زراعى بصيد وخطف الفتيات الأقباط وإستغلال حاجتهم للمال وفقر أسرهم وإدخالهم الإسلام وهو يمتلك فيلا ومعروف أمنيا لجميع ضباط الداخلية بإسم الدكتور ربما لخبرته الطويلة فى الإيقاع بالفريسة وبعد ذلك يتم إحتجازها فى الفيلا المملوكة له ويتم إغتصابها وتهديدها ثم إجبارها على الأسلمة وتزويجها لأحد المسجلين خطر ومدمنى المخدرات مثل "سيد كنانة" والمقيم فى منطقة الحضرة وهذه المنطقة يسيطر عليها الشيخ "غنيم" وهو الإسم الحركى لأحد البلطجية الذى يفرض نفوذه وجبروته ويمارس أعمال البلطجة بمعرفة الشرطة وفى الأسكندرية توجد تسعيرة ثابتة تدفع لسماسرة الأسلمة حيث يدفع سبعة ألاف جنية للفتاة وعشرة ألاف للشباب وربما زادت حسب الحالة ، ويقف وراء هذا التمويل الهائل رجال أعمال مستغلين فى ذلك فقر بعض الأسر القبطية وحاجتهم إلى المال .
** ومن جرائم الشيخ "غنيم" الذى يقيم فى كفر الدوار قام بإستدراج الفتاة "دميانة كامل فوزى" مواليد 18 أكتوبر 1988 فقد خرجت من بيتها متوجهة إلى الكنيسة ولم تعد مما دعى الأم إلى تحرير محضر رقم 3842 لسنة 2008 إدارى سيدى جابر وأرفقت صورة لإبنتها ، وبعد أن عرفت الأم أن إبنتها زوجها الشيخ "غنيم" لأحد معارفه بل وصل تهديد الشيخ للأم بعدم رؤية إبنتها إلا إذا أعلنت إسلامها هى الأخرى وهو ما دعى الأم لمجاراته فيما يقوله فحدد لها موعدا فى الثامنة مساء نفس اليوم أمام "بنزينة" صبرى فى منطقة السيوف بالأسكندرية وأخبرها أن تأتى بمفردها لكن كاهن الكنيسة طلب من الأم أن تصطحب معها من يراقبها ، ثم بعد ذلك إتصل بها الشيخ وأخبرها أنها كاذبة وأنها لن ترى إبنتها مرة أخرى وهددها بحرق المنطقة التى تقيم فيها وإيذاء إبنيها الأخرين وأخبرها أن إبنتها دميانة أسلمت وأصبح إسمها فاطمة وأنه لا شارون ولا شنودة تستطيعان إسترداد الفتاة منه .. ففى صباح 7 مايو 2008 ذهبت الأم لإستخراج شهادة ميلاد لإبنتها لتتأكد من صحة إدعاء الشيخ وفى السجل المدنى أخبرها الموظفون بصورة ودية أن إبنتها حضرت بصحبة ثلاثة رجال وقدمت لهم شهادة رسمية تفيد إشهار إسلامها ثم غيرت إسمها فى شهادة الميلاد بـ "فاطمة" .. فى اليوم نفسه توجهت الأم بصحبة المحامى إلى قسم سيدى جابر لعمل محضر بالواقعة والذى حمل رقم 56 أحوال وطلبت الأم التأكد من إشهار إسلام إبنتها وحماية إبنيها الأخرين من تهديدات الشيخ "غنيم" وفى القسم إتصل بها الشيخ غنيم وهو ما يدل على وجود علاقة بينه وبين بعض العاملين بالقسم وقال للأم أنها ستتحمل نتيجة ذهابها إلى القسم كما طلب منها أن يتحدث مع المأمور الذى ظل يستمع إليه لمدة خمس دقائق ، بعدها طلب منهم المأمور إعادة النظر فى أقوالهم لكن الموقف إزداد إشتعالا عندما حضرت "دميانة" إلى القسم وهى ترتدى النقاب وبصحبتها فتاة أخرى قيل أنها "سيد كنانة" متخفى خلف النقاب فى صورة سيدة بينما ينتظرها فى الخارج ثلاثة رجال يحملون بين طيات ملابسهم أسلحة بيضاء ... وأخبرهم المأمور أنه سيحيلهم جميعا إلى النيابة وطلب الأمن من الأم عدم التعرض للفتاة بأى طريقة حتى لا تقع تحت طائلة القانون !!! ... أما أغرب ما صرح به الشيخ "غنيم" حينما سئل عن مغزى الحوار الذى دار بينه وبين المأمور قال : "أنا لا أتعامل مع ضباط الأقسام ولكن مع ضباط أمن الدولة بشكل مباشر" ...
** أما المفاجأة فقد إتهمت "دميانة" والدها المدعو "كامل فوزى" بأنه ليس أبيها وإنما زوج أمها ، كما إدعت أن أمها أرادت إشهار إسلامها من قبل وتراجعت ، وهو ما نفته الأم تماما ، أم المصادر الأمنية فقد إدعت أن الأم والإبنة مسجلين أداب !! .
** هذه إحدى القصص الفاشلة التى ربما تدفع بعض الشباب للتظاهر وإشعال فتن طائفية فهل نتروى قبل أن تنطلق المظاهرات دون محاولة معرفة الحقيقة .
** قصة أخرى بطلتها فتاة تملك وجه أبيض ملائكى تقيم فى منطقة شبرا الخيمة وبالتحديد فى المنشية .. هذه الفتاة هربت من أسرتها بعد أن تعرفت على شاب مسلم وتزوجته وذهبت إلى الأسكندرية حيث أشهرت إسلامها وبعد حوالى 6 شهور بدأ فالنتين يستغنى عنها بعد أن شبع من جسدها وعانت من الجوع والتشرد ولأن الأسرة من برة هالا هالا ومن جوة يعلم الله فقد عادت ذات الوجه الملائكى وطلبت عودتها للكنيسة مرة أخرى وبعد مدة ليست بالكثيرة عادت وإختفت مرة أخرى ثم عادت للأسرة ولكن فى هذه المرة تقدمت بشكوى إلى قسم أول شبرا وإدعت على الأسرة وأهلها بأنهم يتربصون بها مما دعى إستدعاء كل من فى الشارع لأخذ تعهد بعدم التعرض للمحروسة صاحبت "الصون والعفاف" ثم هربت وعادت وصارت شئ طبيعى تغيبها عن المنزل وهكذا يستمر المسلسل .
قصة أخرى بطلتها زوجة "قس" إنجيلى وتقيم بمنطقة شبرا الخيمة والكارثة أنها تزعم أنها خادمة لتفقد أولاد الرب فقد إختفت تماما تاركة زوجها وإبنتيها وهم فى عمر الزهور وقيل أنها هربت مع كوافير مسلم كان قد تعرف عليها ، ولأن الكوافير من نفس المنطقة فقد سعى لنوال بركة المسلمين وإشهارة وخصوصاً أنه إستطاع إغراء زوجة قس ، ولكن كان القس أكثر ذكاء من هذا الشيطان فلم يهتم بما فعلته زوجته وتركها للشارع وللذئاب الجائعة وتمر ثلاثة سنوات ثم تعود الزوجة لبيتها ولم يلاحظ أحد من الجيران وظلت بالمنزل ثم هربت إلى المجهول مرة أخرى وأنا من خلال مقالى والذى لا تربطنى أى صلة بالقس فإننى أحييه على موقفه القوى والصلد فقد أعتبر أنها كلبة وتاهت فى الشوارع .
** إنها بعض النماذج ومنها الكثير ، هذا بجانب ما يتعرض له بعض الأجانب من عمليات إغراء بالمكافأت المالية الكبيرة التى تنهال عليهم بمجرد إشهار إسلامهم من هيئة الأزهر والذى لن يكلف الراغب فى الإشهار أكثر من ساعة واحدة ... أما الأقباط الذين يرغبون فى إشهار إسلامهم فلا يتم شئ قبل المرور على مباحث أمن الدولة للبث فى الأمر والموافقة عليه من عدمه ... أما فى السعودية فقد إرتفعت سعر البونديرة ووصلت بمباركة الدولة الوهابية إلى دفع 300 ألف ريال لمن يدخل مسيحياً إلى الإسلام وهو ما شجع جنود أمريكان لدخول الإسلام للحصول على المكافأة .... فهل نفهم ونكف عن التهريج ؟!!! .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق