الشهادة والإيمان/ نسيم عبيد عوض

" يامعلم ..هوذا الذى كان معك فى عبر الاردن الذى  انت قد شاهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه"..يو3: 26‘

فصل انجيل اليوم يو3: 22-36  فى الاحد الثالث من شهر طوبة الذى هوالأحد الثالث من الميلاد المجيد (29 كيهك)

بماذا شهد يوحنا:

شهد يوحنا وقال: " لا يقدر أنسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد أعطى من السماء ."

شهد يوحنا : " انى قلت لست انا المسيح بل انى مرسل أمامه."

شهد يوحنا وقال:من له العروس فهو العريس واما صديق العريس الذى يقف ويسمعه يفرح فرحا من أجل صوت العريس. اذا فرحى هذا قد كمل. ينبغى ان ذلك يزيد وانى انا انقص."

شهد يوحنا وقال:" أنا أعمدكم بماء . ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه.هو الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق ان احل سيور حذائه."يو1: 19-27

شهد يوحنا وقال: انى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماءفاستقر عليه.  لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.وانا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله."يو1: 22و24.

وشهد يوحنا وقال: اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ،وا لَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ، اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ.


شهد يوحنا وقال: " هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم.و هوذا حمل الله .يو1: 29و35.

يوحنا هوالذى قال عنه الكتاب" " كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكى يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور."يو1: 6و7.

وقالت عنه النبوة على فم أبوه زكريا" وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ  لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،لو1: 76و77

وسنجد ان كلمة الشهادة وفعلها قد تكررت كثيرا جدا فى كتب العهد الجديد. "والشهادة لإبن الله وتجسده ومعجزاته وتعاليمة وصلبه وقيامته وصعودة للسموات." هو موضوع فى غاية الأهمية ‘ لأننا اولا آمنا بشهادة هؤلاء الذين شهدوا كما يقول معلمنا يوحنا " الذى كان من البدأ الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة الحياة الأبدية. فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا ." 1يو1: 1و2‘

ونلاحظ هنا أن شهادة هؤلاء التلاميذ والرسل تمت بناء على رؤية بصرية وسمع أذن بشرية ولمسة مادية بالحياة الأبدية التى أظهرت لهم‘ وشهادة هؤلاء الحقيقية والكرازة بها كانت سببا فى إيمان العالم بالمسيحية قبل ظهور الكتاب المقدس مكتوبا حتى أوائل الستينات  من القرن الأول الميلادى ‘ فكانت أول رسالة مكتوبة لمعلمنا بولس الرسول حوالى عام 52‘ وأول إنجيل مكتوب  للقديس مرقس الذى كتبه حوالى عام 55 ميلادية فى القاهرة ودخل به للبشارة فى الأسكندرية‘

فالعالم قد آمن بناء على هؤلاء الذين شاهدوا الحقيقة . وقد أقر بهذه الشهادة القديس بطرس الرسول عندما وقف ليختار خليفة ليهوذا الاسخريوتى فقال" فينبغى ان الرجال الذين إجتمعوا معنا كل الزمان الذى فيه دخل الينا يسوع وخرج.منذ معمودية يوحنا الى اليوم الذى إرتفع فيه عنا يصير واحدا منهم شاهدا معنا بقيامته."أع1: 21و22.

أى أن تكون الشهادة واقعا ملموسا وحياة معايشة مع يسوع المسيح حتى تكون الكرازة بناء على شهادة حقيقية لما يبشرون به.
وأول شهادة جاءت فى الكتاب عن السيد المسيح جاءت من يوحنا المعمدان آخر أنبياء العهد القديم ‘ ويعيش ليرى المسيا ويشهد له بعد ذلك طوال وجوده فى اليهودية ‘وليعد له شعبا مستعدا ‘بمعمودية التوبة ومغفرة الخطايا.

والقديس يوحنا الإنجيلى الحبيب أكثر التلاميذ إستخداما لكلمة الشهادة ففى قراءة الكاثيليكون اليوم من 1يو 4: 14 يقرر " ونحن قد نظرنا ونشهد ان الآب قد ارسل الابن مخلصا للعالم." ‘ ويكمل فى إصحاح 5" والروح هو الذى يشهد لان الروح هو الحق. فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم فى الواحد.

ان كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله اعظم لان هذه هى شهادة الله التى قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة فى نفسه. وهذه هى الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هى فى إبنه. 1 يو5: 6-11.

وعن نفسه يكتب القديس يوحنا فى نهاية إنجيله شهادته " هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم ان شهادته حق. "يو21: 24.

ويسمى الوحى الإلهى يسوع المسيح بالشاهد الأمين فى رسالته لملاك كنيسة اللاودكيين " هذا يقوله الآمين الشاهد الامين الصادق."رؤ3" 14‘ والرب ذاته يقول ليوحنا ليكمل كتابة سفر الرؤيا وفى آخر كلمات الكتاب المقدس كله‘ وبفمه الكريم " لانى اشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب." رؤ22: 18‘ وفى آخر أعداد الكتاب كله يختمها الرب بقوله" يقول الشاهد بهذا نعم .انا آتى سريعا.آمين.تعال أيها الرب يسوع."رؤ22: 20. 


فهل نكون نحن شهودا عيانا لإبن الله الحي يسوع المسيح ‘ كيف نكون شهودا لإبن الله الحي ‘ بسلوكنا بين جميع الناس كقول الرسول (أفس 4) ‘ بعلاقاتنا بعضنا ببعض كأعضاء الجسد الواحد كنيسة الله ‘ بعبادتنا النقية وبسلوكنا القويم فى حياتنا على الأرض " فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا ابكم الذى فى السموات ."مت5: 16.

ويكمل الكتاب بعد شهادته ‘ الجزء الخاص بالإيمان بإبن الله:

" الذى يؤمن بالأبن له حياة أبدية. والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله."يو3: 36

الحياة الأبدية لنا نحن المؤمنين وغضب الله لغير المؤمنين ‘ والإيمان بالإبن ‘ الله الظاهر فى الجسد ‘ الله الكلمة اللوجس ‘ ابن الله الحي ‘ له طريق نظمه لنا رب المجد يسوع ‘ وقد أوضحه فى إنجيل باكر من يو3 أيضا "المولود من فوق يرى ملكوت الله ‘ وهو الذى يولد من الماء والروح يدخل ملكوت الله "‘ وعندما سال نقيديموس كيف يكون هذا رد الرب" وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى ان يرفع ابن الإنسان.لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية." وأيضا أوضحها الرب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."3: 16‘ الذى يؤمن به لا يدان والذى لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.

هذا الإيمان يطابق الدعوة التى بها دعانا إلهنا كقول الرسول" كما دعيتم ايضا فى رجاء دعوتكم الواحد ‘رب واحد إيمان احد معمودية واحدة :

·      رب واحد يسوع المسيح إبن الله الوحيد ‘نور من نور إله حق من إله حق.
·      إيمان واحد (بالحقيقة نؤمن بإله واحد( قانون إيمان واحد)
·      معمودية واحدة (من الماء والروح مختومين بزيت الميرون المقدس )
·       
·      ويوم خروجنا من جرن المعمودية ورثنا عربون الحياة الأبدية ‘ ونكمل بالإيمان كما تعلمنا كنيستنا المقدسة إيماننا الأقدس::
·      واحد هو الله أبو كل أحد
·      واحد هو أيضا ابنه يسوع المسيح الكلمة‘ الذى تجسد ومات وقام من الأموات فى اليوم الثالث وأقامنا معه.
·      واحد هو الروح القدس المعزى الواحد بأقنومه ‘ منبثق من الآب ‘ يطهر كل البرية ‘ يعلمنا أن نسجد للثالوث القدوس بلاهوت واحد وطبيعة واحدة نسبحه ونباركه إلى الأبد.آمين.

فالإيمان بابن الله أعطانا نعمة الخلاص 
" من آمن واعتمد خلص. ومن لم يؤمن يدن" مر16: 16

ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم تعقيبا على ذلك:

"نعمة الخلاص أعطتنا الكثير":

1- الحرية ..والحرية هى نعمة الخلاص وثمرته بربنا يسوع المسيح‘ والحرية تعنى حرية مجد اولاد الله ‘حرية الفكر والضمير فبالخلاص من خطايانا قد تحررنا من عبودية إبليس‘ومن أى خوف منه لأنه أعطانا السلطان على العقارب وكل قوات العدو‘ وكقول الكتاب " تعرفون الحق والحق يحرركم." يو8: 32‘ وبالإيمان أعطانا سلطانا أن نصير أولاد الله ويكون لنا حرية مجد اولاد الله.

2- البنوة لله .. " والذين قبلوه اعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله . أى المؤمنين باسمه . نعمة الخلاص صيرتنا أبناء الله ‘ وصيرتنا أخوة لإبنه البكر يسوع المسيح ." لأن الذين سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين أخوة كثيرين." رو8: 29.

3- الميراث .. بالخلاص أصبحنا ورثة لأبينا السماوى بإعتبارنا أبناء فى أمجاده وملكوته : تعالوا يامباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم.."مت25: 34‘ ويقول أيضا" لا تخف أيها القطيع الصغير .لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت."لو12: 32. 

4- الخلاص بالإيمان أعطانا حياة اليقظة الروحية ‘ وإذا كان الإيمان كما
عرفة القديس بولس " وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى."عب11: 1‘ والمعنى أن إيماننا يجعلنا نعيش فى حياة يقظة روحية دائمة ‘لنا صفة التمييز بين الخير والشر ‘ نعمل الخير ونطرد الشر : وبالتالى

حياة اليقظة الروحية تخلق فينا :

أ- البصيرة الداخلية والتى أسماها يسوع المسيح فى مواضع كثيرة من له أذنان للسمع فليسمع‘ أى السماع القلبى الذى يفتح أبواب الروح نحو الله.

ب- كذلك يخلق فينا وعيا أخلاقيا يتناسب مع أهداف الإيمان‘ لأن هناك معوقات للإيمان مثل خداع النفس بالشك‘ الإحباط فى الحياة‘ ومحبة التأجيل لكل الأفعال الروحية. فالعمل بالأخلاق المسيحية يحقق أهداف الإيمان الحقيقى‘ والإيمان العامل بالمحبة والمعان بالصلاة ينقل الجبال وكما يقول الرسول يعقوب" وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمة وإن كان قد فعل خطية تغفر له أى شفاء جسديا وروحيا.

ج- الوعى الروحى المسيحى يسعى بنا للمستقبل الأبدى: مع الإيمان بالرب يسوع المسيح يزداد عمل النور الإلهى فينا فينمو فينا إدراك حقائق المسيح ويستعلن إنجيله فى قلوبنا ‘ وتتحكم فينا حكمة الروح القدس.

فالإيمان أولا ثم يأتى الإلهام بالمعرفة كقول الكتاب" ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم." وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله.أف3: 17و19‘ الحق الإلهى يشرق أولا فى النفس كالبرق الخاطف ثم يتبعه الفهم والإدراك.

د- الإيمان العامل بالمحبة: كقول الرسول " اما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة ‘هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة." 1كو 13: 13.

حياة أبدية للمؤمن وغضب الله لغير المؤمن ‘ والحياة الأبدية وملكوت الله له شقان مافى السموات ‘ ويبدأ من هنا على الأرض ‘ها ملكوت الله داخلكم‘  ولذلك

ثمار الإيمان بإبن الله عديدة منها على سبيل المثال:

1- أن نرى مجد الله : كقول الرب لمرثا" ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله ." يو11: 40‘ وهى التى قالت على الفور ردا على سؤاله "أتؤمنين بهذا" قالت "نعم ياسيد .أنا قد آمنت انك أنت المسيح ابن الله الآتى الى العالم ." وحياتنا كلها يظهر فيها مجد الله بالنعم والبركات والعطايا التى وهبنا إياها طوال حياتنا.

2- غلبة شرور العالم:
كقول الكتاب " لأن كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه الغلبة التى تغلب العالم إيماننا." 1يو 5: 4‘ ولعل مثلنا العظيم شفيع كنيستنا القديس العظيم الأنبا أنطونيوس الذى نحتفل بعيد نياحته باكر 22 طوبة عام 355م.الذى غلب الشرور والشياطين بإيمانه المستقيم والثابت.

3- أن نكون نورا للعالم وملح للأرض فلا تطفئوا النور ولا تفسدوا الملح ‘  فالسلوك المسيحى النقى الملتحف بالتواضع والوداعة وطول الأناة وإحتمال بعضنا بعضا بالمحبة ‘ والصدق والامانة  هو النور وهو ملح الأرض.

4- الإيمان يغرس فينا محبة الغير والإعتناء بأهل بيتك: تحب قريبك وكل من هو حولك كنفسك بالعطاء والبذل ‘ وتبدا المحبة للغير بأهل بيتك كقول الكتاب" إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمنين." 1تيمو5: 8.

5- الإيمان ينشئ فينا صبرا على تجارب العالم: كقول يعقوب الرسول"إحسبوه كل فرح ياإخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة ‘ عالمين أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبرا." يع1: 2و3.

6- الإيمان يعطينا الحكمة: كقول الرسول" إن كان أحد تعوزة حكمة فليطلب من الله الذى يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له. ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البته لأن المرتاب يشبه موجا من البحر يحيطه الريح وتدفعه."يع1: 5و6.

7- الإيمان يمنحنا الأمان والسلام والإطمئنان: كقول الكتاب" إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا." أش 7: 9.

8- الإيمان المعان بالصلاة ينقل الجبال: وحتى لو كان فى حجم حبة الخردل ‘ وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له."

نطلب من إلهنا الصالح أن يثبت فينا خلاصا لنفوسنا بالإيمان بابنه الوحيد وأن يهبنا ميراث الحياة الأبدية فى المسيح يسوع بإيمان طاهر نقى. آمين.

فجأة توقف النزيف في رأس ماريلا... دخيلَك يا مار شربل

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو

"دخيل اجريك، انا جايّ لعندك آخدك"، كلمات قالها بحرقة جبرائيل يوسف سكر، وهو في طريقه الى زيارة دير مار شربل للدعاء وطلب شفاء زوجة ابنه ماريلا ميخائيل التي صدمتها سيارة يوم الثلثاء الماضي على اوتوستراد المنية طرابلس، طارحة إياها على سرير "مستشفى الخير"، ومن بعدها "المعونات- جبيل"، في حالة يرثى لها. كسور في كل أنحاء جسدها، اضافة الى نزيف في الرأس، بين الحياة والموت كانت، فهل لبّى النداء "قديس الشفاء"؟

شفاء يطرح علامات استفهام
"ماريلا كانت في وضعٍ صحي حرج جداً، لكن فجأة توقفَ النزيف في رأسها، واستقرَتْ حالتها خلال ثلاثِ ساعات.عادت الى وعيها، في حين ان غيرها من المرضى الذين يعانون من الحالة عينها يتردى وضعهم"، بحسب ما قالَه طبيب العظم في "المعونات"، شربل طوق لـ"النهار" والذي أضاف: "لا تزال تعاني من كسر في جمجمتها، أجرينا لها عملية لتجبير الكسر في يدها ورجلها، اما في حوضها فلا يوجد كسور، ننتظر أن ننتهيَ من ملفِها لنرى ان كان هناك اعجوبة من عدمه".

"هي المؤمنة الى أبعد الحدود، التي لا تنام قبل ان تصلي مسبحة الرحمة، وعند نقلها الى المستشفى على اثر الحادث كانت المسبحة في يدها، لم تترك يوم أحد من دون أن تقصد الكنيسة للقداس، حتى لو كان الطقس ماطراً والثلوج تغمرُ المنطقة، كانت تحمل طفلتها ذات العام والنصف عام وتأخذها معها"، قال زوجها شربل قبل أن يضيف "في مستشفى الخير لم يعطونا أملاً حتى واحد في المئة لشفائها، كانت في عداد الأموات، نقلناها الى المعونات، تركناها في العناية الفائقة وسارعنا الى مار شربل نستجديه إنقاذها".

هربَ سائق السيارة بعد ان صدمَ ابنة طرزا-قضاء بشري، لكن كما قال شربل "الله يسامحه، تكفينا أعجوبة مار شربل التي أنقذتها من الموت، فالى الآن لا نصدّق انها عادت الى الحياة"، أما والده جبرائيل الذي ناشد القديس فقال "أشكره كثيراً، فقد لبّى ندائي، وسبقني الى المستشفى حيث عالجَ زوجة ابني من كسرٍ في جمجمتها ونزيفٍ رأسها، ليتصل بعدها الطبيب بي، حيث أطلعني انها حرّكت يدَها ورجلها".

"أعجوبة لا لبس فيها"
"ما حصلَ مع ماريلا أعجوبة مئة في المئة"، بحسب الخوري كامل يوسف كامل الذي صوّر مقطع الفيديو مع جبرائيل من داخل المستشفى، ونشرَه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وأشار" كنت في زيارة الى والدتي التي ترقدُ في الغرفة المجاورة لماريلا، أخبرَتني شقيقتي بما حصل، قصدتُها، وأجريتُث لقاءً مع عمّها، كما تكلمت معها، وعلى الرغم من انها لا تتذكر ما حصل، لكن عندما سألتها هل تعملين من أسرع في شفائك، كان جوابها الله ومار شربل".
ابنة الاربعة والعشرين عاماً، مدرّسة لغة فرنسية في مدرسة المقالع الرسمية "أنهت دوامها، أرادت اجتياز الاوتوستراد للذهاب الى بيتها في الكورة، رغم وجود جسراً للمشاة" بحسب ما قاله ناظر المدرسة عبد الفتاح لـ"النهار" والذي شرح" بالنسبة لنا قمنا بواجبنا، نقلها الى مستشفى الخير القريبة من مكان الحادث، وعندما رأينا ان وضعها حرجاً، طلبنا نقلها الى مستشفى اخرى، نتمنى لها الشفاء، فهي من المعلمات المشهود بحسن اخلاقهن في المدرسة التي تعمل بها للسنة الثانية".

"العجائب التي حصلت بشفاعة مار شربل عديدة ولا تحصى، وهي محفوظة في أرشيف دير عنايا. هذه السنة سجل ستون أعجوبة منذ عيده الى اليوم، من كل بلدان العالم وكل الطوائف، لدينا 5 عجائب لغير معمدين، واحدة لامرأة من المذهب السني واثنان من المذهب الشيعي، واثنان دروز"، قال الاب لويس مطر لـ"النهار" قبل ان يشيرالى ان "كل من يلتجؤون الى القديس ينالون مأربهم، والاعجوبة يجب ان تكون خارقة للطبيعة أكيدة ومثبتة، كي تدون، ومن يقوم بها يسوع، الذي لا يرفض طلبا لقديس عاش كل حياته معه" وختم" الاعجوبة الاهم هي التي تتعلق بالشفاء من حالة طبية مستعصية، لكنها لا تقتصر فقط على الجسد، بل تشمل النفوس المبتلاة بالخطايا والضلال والبعد عن الله".

خمسون سنة كهنوتية لخادم رعية ارده الخوري يوسف ديب




المطران بو جوده:" خدمت باخلاص وكنت قريبا من الجميع
زغرتا. 
احتفلت أبرشية طرابلس المارونية، ورعية مارسمعان الرميلة ـ ارده في قضاء زغرتا، باليوبيل الذهبي الكهنوتي للخوري يوسف ديب، خادم الرعية.
استهل الاحتفال بقداس  ترأسه المحتفى به في كنيسة القديسة ريتا في البلدة، عاونه فيه الآباء كليم التوني رئيس دير مار جرجس عشاش في الرهبانية اللبنانية المارونية، القاضي الروحي يوسف المختفي، الاب الدكتور سايد مرون، والخوري فادي جبور خادم رعية مارجرجس ارده.
 شارك في القداس رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورح بو جوده، النائب العام الاسقفي المونسنيور بطرس جبور، رئيس دير مار شربل بقاعكفرا الاب ريمون عيسى، رئيس دير الآباء الكرمليين مجدليا الاب ريمون عبدو، رئيس دير مار يوسف للآباء العازاريين مجدليا الاب شربل خوري، الراهب الكرملي الأب ميشال حداد، ولفيف من كهنة الابرشية.
 حضر القداس رئيس بلدية ارده المهندس حبيب لطوف، رئيس بلدية علما الاستاذ ايليا عبيد،  رئيس رابطة مخاتير زغرتا الزاوية المختار ميلاد شاهين، ومخاتير بلدت ارده جوزاف بوديب، علما سامر كنعان حرف ارده نخول شديد، رشعين جان حبيتر، بيت عوكر مطانيوس عوكر، منسق شؤون الشمال في اللجنة الأسقفية للحوار الاسلامي المسيحي الإعلامي جوزاف محفوض، عقيلة القاضي طوني لطوف رئيس محكمة التمييز العسكرية، رئيس مركز أمن عام زغرتا النقيب جورج الحديدي، قائد الدرك السابق العميد سركيس تادروس، العميد ابراهيم جبور، العقيد الركن ميلاد صليبا، أصدقاء القديسة ريتا، الى حشد تربوي، ثقافي، واجتماعي، وعائلة المكرم واصدقاء، وحشد من أبناء البلدة والبلدات المجاورة. 
بعد الانجيل المقدس، القى الخوري المكرم يوسف ديب، كلمة في المناسبة، شكر فيها جميع الذين ساهموا وعملوا على انجاح هذا التكريم، وقال:" كنت دوما الى جانبكم، وسابقى معكم والى جانبكم، طالما استطعت، واعطاني الرب من قوة وصحة". 
بعد القداس اقيم حفل قي قاعة الكنيسة تحدث فيه الخوري الدكتور سايد مرون فاشار في كلمته الى :" ان الرابط العميق الذي يربط الخوري المكرم بالرعية، والعلاقة الابوية بينهما، والتي نجحت فضل حكمته والعناية الالهية، وكل ذلك تحقق بفضل الحضور الدائم لك بين ابناء الرعية، لدرجة اننا لا نستطيع ان نفصل بين شخصك الكريم، وبين ابناء الرعية، فالتصق اسمك بها واصبحت جزءا لا يتجزأ من هذه البلدة". 
من ثم تحدث رئيس بلدية ارده المهندس حبيب لطوف فقال في كلمته:" كنت امينا على كل ما توليته، وكنت محبا لكل شخص عرفته، وكنت مخلصا للكنيسة، وللرعية، ولراعي الابرشية المطران جورج بو جوده، المحب وصاحب القلب الكبير والواسع. لقد خدمت رعيتك باخلاص ومحبة، واعطيت من دون اي مقابل، فكانت تكفيك فقط محبة الناس لك، والتي تجسدت اليوم بهذا الحشد من المحبين الذين يشاركونك فرحتك". 
من ثم تحدث المونسنيور بطرس جبور فاشار الى العلاقة العميقة التي تربطه بالخوري يوسف ديب، والتي استمرت الى يومنا هذا، وانا هنا اتحدث بصفتي رفيق دربه، امضينا سنوات عديدة نعمل جنبا الى جنب في خدمة الرعية ورسالة الكنيسة". وقال:" خمسون سنة مرت وكأنها يوم واحد، كنا خلالها الخوري يوسف وأنا نطبق مثل اسحق ويعقوب، فحيثما يكون اسم اسحق يكون اسم يعقوب دائماً، ومثل الأبرار والصديقين في اللغة السريانية فحيثما يقال دائماً الابرار يقال الصديقون وحيثما يقال الصديقون يقال الأبرار. وخلال سنواتنا الكهنوتية كنا نبني ونجمع كما كنا نوحد ولا نفرق في الرعيتين أردة ورميلة أردة، لتبقى الرعيتان وكأنهما رعية واحدة في بلدة واحدة. وكان كل ما يسر الرعية الاولى يسر الرعية الثانية وما يحزن واحدة يحزن الاخرى، فكانت دائماً الرعيتان موحدتين في الافراح والاحزان وهذا ما نفتخر به وندعو اليه دائماً، حتى أن أعياد الرعيتين واحتفالات الصوم والآلام كانت مشتركة فاسمحوا لنا اذن أن نقول لكم يا أبناء الرعيتين كما أحببناكم نحن الكهنة هكذا فليحب بعضكم بعضاً دائماً وأبداً.
اخيرا كانت كلمة الطران جورج بو جوه الذي قال فيها:" خمسون سنة مضت على سيامتك الكهنوتيّة أمضيتها بمجملها في هذه الرعية المباركة، رعية القديس سمعان العمودي، وأردت تكميلها ببناء كنيسة على إسم القديسة ريتا شفيعة الأمور الصعبة، لا بل المستحيلة، والتي أردت من خلال ذلك، أن تدعو أبناءها للتشبّه بها، ومجابهة الصعوبات والمشاكل التي يلاقونها في حياتهم. وكان بجانبك في هذا العمل جماعة من أبناء الرعيّة حملوا إسم أصدقاء القديسة ريتا فساهموا معك في جمع التبرعات ممّا ساهم في إنجاز هذا المشروع بفترة لم تتعدَّ الثماني سنوات".
اضاف:" خمسون سنة شاركت فيها أبناء الرعية أفراحهم وأحزانهم، وأصبحت واحداً منهم فأحببتهم وأحبّوك، وأرادوا اليوم أن يعبّروا لك عن شكرهم العميق على ما قمتَ به من أجلهم، فنظّموا هذا اللقاء وقد إلتفّوا جميعهم حولك مساهمين بفلس الأرملة متّكلين على الله وعلى القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة.  خمسون سنة كانت ثمرتها عدد من الكهنة والرهبان والراهبات تأثّروا بك وساروا على خطاك، وما زال ثلاثة منهم اليوم يخدمون الكنيسة إن في الحياة الرهبانيّة أو في الحياة الرعويّة وهم الأب كليم التوني، الراهب اللبناني الماروني والخوري يوسف المختفي المختص بالقضايا القانونيّة، والخوري سايد مرّون، الذي حاز مؤخّراً على الدكتورا في اللآهوت الروحي، والذي سيخلفك في خدمة هذه الرعيّة".
وقال:" تميّز عملك طوال هذه السنوات الخمسين بإهتمامك بكل أبناء رعيّتك بحضورك الدائم والإهتمام بالمرضى وزيارتهم، وبتعاونك مع كهنة المنطقة والقطاع وبصورة خاصة مع النائب العام المونسنيور بطرس جبور الذي كنت معه في تنسيق دائم في العمل الرعوي إن في الأخويّة أو في الحركة الرسوليّة المريميّة والذي أراد أن يُعبّر لك عن محبّته في الكلمة التي أراد أن يُلقيها بهذه المناسبة السعيدة. وأنا بدوري وقد عرفتك منذ سنوات طويلة وشاركت في الكثير من نشاطات هذه الرعيّة، ووعظت فيها الرياضات الروحيّة، والسهرات الإنجيليّة، والإجتماعات مع الأخويّة والحركة الرسوليّة المريميّة قد ربطتني بك علاقات صداقة وطيدة".
وختم:" أتقدّم منك بإسمي وبإسم إخوتك كهنة الأبرشيّة وبصورة خاصة كهنة هذا القطاع بأصدق التهاني القلبيّة، رافعين الشكر لله على كل ما قمت به من خدمات روحيّة وإجتماعيّة وإنسانيّة، طالبين من الرب أن يباركك ويبارك عائلتك أبناءك وبناتك، وبصورة خاصة زوجتك الفاضلة، الخوريّة التي كانت بجانبك دائماً تُسهّل لك المهمّة كي تستطيع أن تقوم برسالتك على أكمل وجه أطال الله بعمرك وأعطاك الصحّة والعافية لتستمرّ في عطاءاتك وخدمتك الروحيّة إلى سنوات عديدة، إن شاء الله".
في الختام تسلم الكاهن المكرم يوسف ديب هدية تذكارية من جمعية اصدقاء القديسة ريتا، سلمه اياها المطران بو جوده، من ثم اقيم حفل كوكتيل في المناسبة. 

بيان صادر عن أبرشية أوستراليا المارونية عقب اختتام رياضتهم الروحية السنوية


من 9 إلى 13 كانون الثاني 2017

عقد كهنة أبرشية أوستراليا المارونية رياضتهم الروحية السنوية من 9 إلى 13 كانون الثاني 2017 في دير راهبات مار يوسف Baulkham Hills شارك فيها حوالي 45 من الكهنة والمكرسين، برئاسة وحضور سيادة راعي الأبرشية المطران أنطوان-شربل طربيه السامي الإحترام. وقد ألقى المواعظ والارشاد بدعوة من راعي الأبرشية سيادة المطران يوسف سويف راعي أبرشية قبرص للموارنة ورئيس اللجنة البطريركية للشؤون الليتورجية في الكنيسة المارونية.
توزعت مواضيع العظات والنقاشات على مدى أيام الرياضة على "صلوات القداس" و"الرتب البيعية للإحتفال بالأسرار"، وما تتضمنه جميعها من معاني وأبعاد لاهوتية وروحية مع التركيز على أهمية إشراك المؤمنين بمعانيها الغنية كي يتمكنوا من الإحتفال بها بشكل أفضل وأعمق، فتتجلى في حياتهم شهادة حية للإيمان والرجاء والمحبة.
وفي ختام الرياضة شكر راعي الأبرشية المطران أنطوان-شربل، سيادة المطران يوسف سويف على تلبيته الدعوة والمواعظ والمواضيع القيمة التي تناولها والتي تميّزت بالعمق الروحي والعلم اللاهوتي والتوجيهات الليتورجية القيّمة.
ثم أعطى المطران طربيه توجيهاته الختامية للكهنة وللأبرشية، ومن أهم ما جاء فيها:
1. تفعيل الدعوات الإكليريكية والتنشئة الكهنوتية الدائمة في الأبرشية. ووجّه سيادته نداءً لجميع المؤمنين في الأبرشية كي يتعاونوا ويساهموا في ورشة التنشئة هذه من خلال صلواتهم إلى الآب كي يرسل فعلة لحصاده، ومن خلال تشجيع أولادهم وإنماء بذار الدعوة في قلوبهم وعدم الوقوف في طريق دعوتهم المكرّسة في خدمة الرب.
2. عيش كلمة الله في الرعايا من خلال إعداد المؤمنين للإحتفال بقداس يوم الأحد والأعياد السيّدية ومن خلال إقامة السهرات الإنجيلية في البيوت ودورات للتنشئة على فهم وعيش الأسرار المسيحية والإحتفال بسر التوبة والمصالحة فردياً وجماعياً.
3. العمل على تلبية حاجات المؤمنين الاجتماعية ومتابعتها بأمانة ومحبة من خلال مؤسسات الأبرشية العاملة تحت مظلة   MaroniteCare
لهذه الغاية وأهمها:
Family Life and Marriage, Maronites on Mission Australia, Faith & Light, Our Lady Aged Care Centre, White Stone, Australian Maronite Professionals Council and the Maronite Catholic Society.  
4. تفعيل دور النيابات الكهنوتية الثلاث التي أُنشأت مؤخراً من أجل التواصل بين الكهنة في خدمة الرعايا والمؤمنين بتنسيق وتعاون دائمين. وقد وضعت أسس هذا التعاون من أجل متابعة المؤمنين الموارنة أينما وجدوا ليعودوا إلى حضن كنيستهم الأم.
5. تعيين مرشدين ومنشطين للجان الرعوية والرسولية في الابرشية بالاضافة الى إنشاء لجنة إعداد وتنظيم المجمع الأبرشي الموسع الذي سيعقد في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني 2017.
واختتمت الرياضة الروحية برتبة توبة ومصالحة والاحتفال بالقداس الإلهي. 

الميلاد المجيد/ نسيم عبيد عوض

ما أقدس هذا العيد عيد الميلاد المجيد ‘ وما أحب هذه الذكرى لقلوب المؤمنين ‘ نحن الذين ننعم بها اليوم ‘ تذكرنا بإحسان الله للعالم ‘ وبأحشاء رحمة الهنا التى إفتقدنا بها المشرق من العلاء.‘ وهذه نتيجة حتمية لنعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة وعطية الروح القدس. هذه المحبة الفائقة كقول معلمنا يوحنا الحبيب 1يو4: 9" بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله أرسل إبنه الوحيد الى العالم لكى نحيا به." المحبة ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا." وهذه هى عظمة اليوم العظيم الذى انتظرته البشرية ‘ ميلاد .. الها قديرا أبا أبديا رئيس السلام."إش9: 6

منذ أكثر من عشرين قرنا من الزمان ‘ وفى إحدى الليالى الشتوية من ليالى شهر كيهك ‘ ظهر ملاك الرب من السماء لرعاة يحرسون رعيتهم فى مدخل بيت لحم . ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك " لا تخافوا . فهاأنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب .أنه يولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب."لو2: 10.و ها قد بدأت التدابيرالإلهية فى الظهور ‘ ونبوات الأنبياء تتحقق بالنص نبوة الوحى الإلهى"أما أنت يابيت لحم إفراتة وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل." ميخا5: 2‘ وأيضا يرى دانيال بتدقيق هذه النبوة قبل ان ينطقها ميخا النبى بالوحى الإلهى فيقول" كنت أرى فى رؤى الليل واذا مع سحاب السماء مثل ابن انسان أتى وجاء الى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض." دا7: 13و14.

وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى ‘ مسبحين الله قائلين " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة."لو2: 14‘ وبهذه التسبحة زفت السماء بشارة الميلاد الى سكان الأرض ‘ وبهذا الهتاف أعلنت سنة اليوبيل لأسرى الخطية وعبيد الشيطان ‘ فقد جاء زمن تحريرهم وعودتهم لإلههم السماوى‘ كقول النبوة أيضا " لقد أشرقت شمس البر والشفاء فى أجنحتها للجالسين فى الظلمة وظلال الموت." وقد تحققت هذه النبوة لان العالم كان قابعا  فى ظلام الخطية ‘ وعتمة الجهالة الدامسة ‘ آلاف السنين ‘وكان الرجاء بمجيئ المخلص والفادى والمنقذ‘ هي أغنية ذلك الليل الطويل ‘ فكان الآباء والأنبياء وجميع الأمناء من شعب الله يتطلعون لهذا اليوم ‘ وإشتياقهم الى بزوغ نجمه المشرق من العلاء ‘ ولسان حالهم يهتف" ليتك تشق السموات وتنزل." إش64: 1.

وفى إحتفالنا بعيد الميلاد المجيد ‘ دعونا نتأمل فى موضوع التجسد ‘ لأن هناك من يعثرون فى كيف يتجسد الله :

1- يقول الكتاب عن التجسد " فى البدء كان الكلمة (لم يقل كانت الكلمة) والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ."يو1:1‘ ولأن الإنجيل مكتوب باللغة اليونانية ‘فجاءت الكلمة( اللوجوس) وهى فى اللغة اليونانية مقابل عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل‘ وجاءت فى اللغة العربية بالكلمة ولم تأتى بصفة المؤنث بل بصفة المذكر‘ ولذك أوضحها معلمنا يوحنا البشير بقوله" والكمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا." يوحنا1: 14‘ وهو الذى قال " الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر." يو1: 18‘ وهذا ماعلمه لنا معلمنا بولس الرسول" وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد تبرر فى الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم اؤمن به فى العالم رفع فى المجد." 1تيمو:  16‘وهناك نصين مهمين أيضا عن التجسد ‘ فيقول الرسول فى غل4: 4" ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولودا من إمرأة تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى ."

2- الفداء وإخلاء الذات: يقول معلمنا بولس الرسول لأهل فيليبى 2: 5- 8 " فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضا. الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى ذاته آخذا صورة عبد . صائرا فى شبه الناس ‘ وإذ وضع فى الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب."

أولا وأخيرا الفداء هو السبب الأساسى للتجسد ‘ وميلاد السيد المسيح فى مزود بقر وكما تم هو أكبر مظهر من مظاهر إخلاء الذات ‘ وإخلاء الرب لذاته لم يكن من الميلاد فقط بل فى جميع مراحل حياته ‘حتى يتم الإخلاء بكل دقة. انه لم يخل ذاته من جوهره ولا من طبيعته اللآهوتية التى" لم تفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرف عين " بل أخلى ذاته من الأمجاد المفروض أن تحيط به كما جاء فى مجيئه الثانى. ومن مظاهر ةالإخلاء : 1- الجوع كباقى البشر : كقول الكتاب وفى آخر الأربعين يوما جاع أخيرا.مت 4: 2. 2 -عطش : فيقول للسامرية :أعطينى لأشرب .يو4‘ وعلى الصليب أيضا "أنا عطشان."يو19* 3- تعب من المشي كقول الكتاب فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. يو4. 4- نام كباقى الناس " وفيما هم سائرون نام " لو8: 24‘ فقد سمح لنفسه أن يجوع ويعطش ويتعب وينام ‘ولم يكن الإخلاء تقيلا من شأنه الإلهى ‘ وإنما عظمة لا يعلوها عظمة ‘ أنه الله يخلى ذاته ويأخذ شكل العبد ‘ عظمة جديدة فى مفهومها وأيضا ميلاده المجيد.

فالفداء هو سبب التجسد الإلهى: لأن، خطية الإنسان التعدى والمعصية كانت ضد الله نفسه‘ فالخطية ضد الله هى ضد غير المحدود‘ وصارت الخطية غير محدودة‘ والخطية غير المحدودة عقوبتها غير محدودة أيضا‘ وأجرة الخطية هى موت‘ ولو قدمت عنها كفارة ينبغى ان تكون كفارة غيرمحدودة., ولا يوجد غير محدود إلا الله وحده ‘ لذلك كان ينبغى ان يقوم الله نفسة بعمل الكفارة .

ولذلك يقول الكتاب " ياأولادى اكتب اليكم هذا لكى لا تخطئوا  وان أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا."1يو2: 1

كان هذا فى تأمل بسيط لماذا تجسد الله الكلمة لكى يفدينا من الخطية يخلصنا من الشيطان ويعطينا حياة أبدية ونقول مع الرسول ..آخر عدو يبطل هو الموت .

كل سنة وانتم طيبين جميعا وعيد ميلاد مجيد للفداء والخلاص الأبدى. أمين

المغضوب عليهم/ عبدالله بدر اسكندر

ربما يُحدث الاعتماد على المصادر غير المسؤولة تشويهاً لكتاب الله تعالى، لذلك فإن النأي بالقرآن الكريم عن المناهج الهدامة يدعونا أن نجدد كثيراً من التراكمات السلبية التي يريد بعض الناس أن يجعلها جزءاً من القرآن، وبالتالي يصبح تنزيههم لدين الله تعالى قد أخذ طابع التشويه، فضلاً عن إخراج الناس من الدين أو خلق أعداء لهذا الدين، إضافة إلى جعل جميع الطرق مفتوحة للنيل من أتباع الشرائع السماوية على اختلاف مناهجها. ونحن بهذا الطرح لا نريد أن نسجل هذا الأمر على المصادر التي لا تلتقي مع كتاب الله تعالى، وإنما نريد أن نجعل القرآن الكريم هو المصدر الذي يمكن أن نعتمد عليه كلياً في إظهار الحقائق، دون أن نغفل حق المفسرين الذين اتخذوا هذا النهج إماماً لهم حسب استنباطهم وما يتوافق مع مراد الله تعالى، وهذا هو العنوان الأسلم في الأخذ بثوابت التفسير التي اتفق عليها كثير من الأعلام كلاً حسب الطريقة التي يرتضيها وما يظهر له من أدلة تجعل القرآن الكريم هو الشاهد على صدقها.
من بعد هذه المقدمة يمكن القول إن الاعتقاد الملازم لعامة الناس والمتمثل في نسبة الجزء الثاني من الآية الأخيرة في سورة فاتحة الكتاب إلى اليهود والنصارى لا يعد إلا ترجيحاً من دون مرجح، وذلك لأن القرآن الكريم لا يمكن أن يلقي الكلام على هذا الوجه إذا كان المشار إليهم ممن التزم شرع الله تعالى الذي أرسل به الأنبياء، فليس من الحق أن نقول إن الله تعالى قد خص هؤلاء بالغضب والضلال دون غيرهم، باعتبار أن التسليم بأخذ النسبة الخاطئة يجعل هذا الأمر متداولاً بين الناس على خلاف المراد من مفهوم النص مما يولّد الكراهية والحقد بين أبناء البشرية لا سيما في هذا الزمن الذي أصبح فيه العالم على مقربة من بعضه. وبطبيعة الحال إذا كانت هناك مجموعة من اليهود أو النصارى قد غضب الله عليهم، فلا بد أن يكون من المسلمين من هو داخل في هذا الغضب إذا كان نهجه مطابقاً لنهجهم، من هنا نفهم أن المصادر القديمة التي تطرقت إلى هذا النوع من التحليل، يجب أن لا ينظر إليها لأنها بعيدة كل البعد عن مراد الله تعالى، وتناقضها ظاهر مع مفهوم الآيات التي تعطي لكل ذي حق حقه، شريطة أن يكون أتباع تلك الشرائع قد ساروا على نهج الله تعالى الذي أنزله على لسان رسله، وهذا ما ينطبق على المسلمين أيضاً، وقد أثنى الله تعالى على جميع أصحاب الشرائع ووصفهم بأبلغ الأوصاف كما في قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة 62. وقريب منه المائدة 69. وهذا يدل على أن الله تعالى لا ينظر إلى الأسماء والأوصاف وإنما الأصل في ذلك يُرد إلى الإيمان به جل شأنه وإلى الإيمان باليوم الآخر، إضافة إلى العمل الصالح الذي يعد علة الأشياء المقررة في الوصف، وما يثبت أن الأسماء والأوصاف لا تقرر قبول العمل عنده تعالى هو ما ذكره من محاسن الأنبياء في قوله: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم) الأنعام 83. ثم ذكر مجموعة من الأنبياء بأحسن الأوصاف والثناء وفي الختام قال سبحانه: (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) الأنعام 88.
وبالإضافة إلى هذا فقد أثنى القرآن الكريم على أهل الكتاب بأبلغ الأوصاف، كما في قوله تعالى: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) الأعراف 159. وكذا قوله: (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب) آل عمران 199. وقوله: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون... يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين) آل عمران 113- 114. وفي مقابل هذه الآيات هناك آيات تذم المسلمين الذين ضلوا عن طريق الله تعالى ويغنينا عن ذكرها تفرقها وانتشارها في القرآن الكريم وبطرق مختلفة أهمها النفاق وظن السوء وأكل مال اليتيم و التعامل بالربا وغيرها من المحرمات، إذن لا فضل لأحد على أحد إلا باتباع طريق الحق سبحانه، دون النظر إلى العناوين مع مراعاة التسليم لله تعالى ومن هنا يظهر أن الآيات التي تتحدث عن غضبه تعالى لا تختص بقوم دون قوم وإنما بفئة من نفس القوم فتأمل. وهذا ظاهر في قوله: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) البقرة 61. وقريب منه آل عمران 112. والحقيقة أن الذين قتلوا الأنبياء هم فئة من اليهود، وكذا قوله: (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل) المائدة 60. والتبعيض ظاهر في قوله: (وجعل منهم) وقوله تعالى: (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين) الأعراف 152.
وما يتناسب وهذا الطرح هناك بعض الآيات التي أشارت إلى غضب الله تعالى على المؤمنين أنفسهم، كما في قوله: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) الأنفال 16. وكذا قوله: (والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين) النور 9. وهناك آيات أخرى تشير إلى هذا الجانب، وهذا هو كتاب الله تعالى، لم نأت بكلام من عند أنفسنا إنما جعلنا القرآن يظهر الحق، فهل بعد هذا البيان يمكن أن نطمئن إلى المصادر التي أراد أصحابها تنزيه الإسلام وفي نفس الوقت قد أحدث هذا التنزيه تشويهاً. ومن يريد البحث في موضوع كهذا عليه أن يجعل كتاب الله تعالى هو الحاكم على ما يقول وليتذكر قوله تعالى: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) الجاثية 29. فإن قيل: لم كرر الصراط عند الانتقال من الآية السادسة إلى آية البحث؟ أقول عندما تحدث القرآن الكريم عن الصراط، فههنا كأن الاطناب قد أثار التساؤل في نفس المتلقي، بتعبير آخر كأنه يقول أي صراط هذا الذي يكون بهذه الاستقامة، فعند ذلك تلقى الاجابة بأن الله تعالى قد لقن العبد أن يخاطبه بقوله: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فاتحة الكتاب 7. وهذا كثير في القرآن الكريم، كقوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) المائدة 55. فتكرار الذين يحسب على نفس القاعدة، وكذا قوله: (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب... أسباب السماوات فاطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً) غافر 36- 37. فإن قيل: لم أضاف الصراط للذين أنعم الله عليهم وحذفه من المغضوب عليهم ومن الضالين علماً أن السياق يدلل عليه؟ أقول: عند سلب الأشياء الحسنة من الذين لا يستحقونها يكون ذكرها من الاسهاب.
فإن قيل: لمَ لم يقل غضبت عليهم أو أضللتهم مقابل (أنعمت عليهم) علماً أن السياق يقتضي ذلك؟ أقول: العدول عن هذه المقابلة هو من الأدب الذي دأب عليه القرآن الكريم في التعامل مع مواقف كهذه لا سيما أن سورة فاتحة الكتاب تعد من أهم السور التي تؤدّى في الصلاة، وهذه القاعدة قد نجدها في كثير من الآيات، كقوله تعالى: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم... وأن عذابي هو العذاب الأليم) الحجر 49- 50. ولم يقل إني أنا المعذب المؤلم، وكذا قوله: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً) الأعراف 44. ومقتضى حال الكلام يجب أن يكون فهل وجدتم ما وعدكم مقابلة بقوله (ما وعدنا) وهذا الاختلاف في التعبير فيه فائدة عظيمة للسير على ما يقتضيه السياق القرآني في التعبير، وفي موضع آخر نجد كيف أن الجن قد نسبوا الرَشد إلى الله تعالى دون الشر الذي نسبوه إلى مجهول، وذلك في قوله: (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً) الجن 10. وكذلك نجد تعامل القرآن الكريم مع النبي (ص) في قوله تعالى: (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين) القصص 44. وظاهر المقابلة إذا كانت بغير القرآن يجب أن تكون وما كنت بجانب شاطئ الوادي الأيمن باعتبار أن هذا المكان هو الذي كلم فيه تعالى موسى كما في قوله: (فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين) القصص 30.
وهذا السياق يدل على أن (شاطئ الواد الأيمن) لا يراد منه الجهة وإنما اليمن والبركة وإن كانت الجهة تابعة لهذا الاصطلاح، ولهذا فإن القرآن الكريم لم يشر أدباً إلى عدم وجود النبي (ص) بجانب اليمن والبركة فتأمل ذلك. فإن قيل: من هم الذين أنعم الله عليهم؟ أقول: الذين أنعم الله تعالى عليهم هم الذين ذكرهم في قوله: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) النساء 69.

    من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن