دير بالك!/ عادل عطية

لا يمر يوم إلا ونسمع عن اعتداءات شرسة على دير من الأديرة!
لم أقابل أحد هؤلاء البرابرة؛ لسؤاله عن سبب غزواته المتكررة على هذا الدير، أو ذاك؟!..
ولكني أستطيع أن أخمّن عن الأسباب التي تجعل من هذه الأماكن النائية، المسالمة، هدفاً لجحافل من وحوش بشرية..
ربما لأنه دير وليس دار أوبرا!
وربما لأن الرهبان يمتلكون أسلحة فتاكة من الصلوات، والطلبات المستجابة!
وربما لأن الرهبان، على اتصال بالله، ويستقوون بالإيمان القويم!
وربما تفعيلاً للقانون العرفي: "حكم القوي على الضعيف"!
وربما لأن الدير: "خان".. فالدير – كما يقول الفيروز آبادي في قاموسه المحيط – يعني: "خان النصاري" أي محل أو مكان؛ ولكنها فُهمت عندهم، على أنها من الخيانة!...
وربما أنتقاماً من دير الزور على زوره وبهتانه، غير عارفين أنها مدينة سورية، أرتبطت بدير، وأن الزور ما هو إلا اسم لنوع من القصب البري! 
وأجدني أستعير تعبير أخوتي في سوريا، الذي يستخدمونه في طلب الاعتناء بالنفس: "دير بالك على حالك"، فأتوجه إلى ذلك الذي هو فوق كل عالٍ، وأترجاه: "دير بالك على أديرتك، ورهبانك"!...

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق