رمضان عدت/ محمد محمد علي جنيدي


إني امرئٌ دأب الدموعَ كأنها
نهرٌ جرى يشكو افتراءَ العالَمِ
رمضانُ عدتَ بقلبِ أمٍّ يصطلي
ناراً على قتلى وجرحى الظالمِ
بالله يا أهلَ الكنانةِ ما لنا
كيف ارتضينا الموتَ يسقي راكعاً
أو في صلاةِ الفجرِ يرحلُ نازفاً
وإلى لقاءِ اللهِ يشكو خادعا
الشامُ يشكو القتلَ ثم بمصرنا
نهرٌ جرى وعلى ضفافٍ من دَمِ
يا ليت أن الروحَ كنتُ وهبتُها
تُفدي دماً قد فاض من متألمِ
لله أدعو أن يُفيقَ قلوبَنا
فترى ضياءَ الحقِّ كالنورِ الجَلِي
وليعرف المصريُ من ساق الردى
صوب عبادٍ في ركوعٍ للعلِي
عبثتْ وجوهُ القومِ في صبحٍ بدا
قد سطَّر الأحرارُ فيه تحيةً
تهدي إلى الأمِّ الكبيرةِ زهرةً
وتجوبُ آفاقَ الوجودِ آبيةً
وغداً بحولِ اللهِ يا مصرُ الحيا
يروي الربوعَ فتزدهي أحلامُنا
يا أيها المصريُ قمْ لا تبتأسْ
عشْ نابضاً للدهرِ أنت مرامُنا
أنت الذي سكن الصدورَ بعلمِهِ
يا خيرَ جندٍ للحياةِ ومنهلِ
هلا مسحتَ الحزنَ عن عيني التي
فاضتْ دموعاً في مشاهدِ مقتلي


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق