من عرفات إلى رمي الجمرات


أفاض أكثر من مليوني حاج بعد غروب أمس من جبل عرفات بيسر وسهولة منتقلين إلى مزدلفة قبل مشعر منى لاستكمال حجهم، حيث يتم رمي جمرة العقبة قبل طواف الإفاضة ثم متابعة المناسك، في ظل انتشار كثيف لكافة الهيئات الرسمية المسؤولة عن الحج التي يُشرف عليها من مشعر منى الملك سلمان بن عبدالعزيز يرافقه كبار المسؤولين السعوديين، كي يؤدي الحجيج مناسكهم بأمن واطمئنان.

ويمكث الحجاج في مزدلفة حتى فجر العيد العاشر من ذي الحجة، ثم يعودون إلى منى صبيحة العيد لرمي جمرة العقبة الكبرى أقرب الجمرات إلى مكة، وللنحر ثم للحلق والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج البيت الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.

وشهدت الطرق الفسيحة التي سلكها الحجاج في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم التي اتسمت بالانسيابية باستخدام قطار المشاعر والحافلات، في حين سلك المشاة من الحجاج المسارات التي خُصصت لهم المزودة بجميع احتياجاتهم.

وشوهدت الطائرات العمودية تحلق فوق الطرق المؤدية إلى مزدلفة وتتابع الطائرات حركة سير مركبات الحجيج والمشاة في نفرتهم إلى مزدلفة لتزويد الأجهزة المختصة بحالة الحجاج حتى يتسنى تقديم المساعدة والإرشاد لمن يحتاج إلى ذلك .

ووفرت الجهات المعنية بشؤون الحج خدماتها من المياه والكهرباء والمواد التموينية، كما انتشرت المستشفيات الحديثة ومراكز الرعاية الصحية لخدمتهم والعمل على رعايتهم صحياً.

ولمس الحجاج في هذا اليوم العظيم جهود رجال مخلصين عملوا ليلاً ونهاراً لخدمتهم وتوفير جميع ما يحتاجون إليه أمناً ورفاهيةً واستقراراً متميزاً عبر وسائل نقل حديثة مجهزة بما يريحهم وهم يؤدون مناسك حجهم.

كما ارتبط الحاج في هذا اليوم بأهله وذويه أينما كانوا عبر وسائل الاتصالات الحديثة التي تسابقت على تقديمها لهم شركات الاتصالات، كما وجد العناية على مختلف الطرق والجسور والأنفاق.

وكان الحجاج قضوا النهار على صعيد عرفات. وأدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً واستمعوا إلى خطبة عرفة التي ألقاها في مسجد نمرة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذي أكد أن الدماء أمانة لدى المسلمين يجب احترامها، كما لفت إلى الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وأوصى المسلمين بضرورة الوحدة في ظل الظروف العصيبة.

ولفت آل الشيخ إلى الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى وإلى المخططات الإسرائيلية لتقسيمه، كما تطرق إلى أزمة اللاجئين الذين فروا من القتل والدمار في بلدانهم، وحثهم على الصبر.

ودعا الخطيب المسلمين إلى «إصلاح بلادهم وكف الشرور عنها»، كما حث الشباب على بناء أوطانهم «وعدم الانصياع وراء الدعوات المغرضة لهدمها وتمزيقها«.

وانتشر رجال المرور في كل أنحاء عرفات ومزدلفة ومنى بشكل مكثف يساندهم أفراد الأمن لتنظيم حركة سير الحجاج والمركبات بسلامة وأمن.
(العربية، الجزيرة، واس) 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق