للإجابة على السؤال الوارد إلينا طالباً للرأى والفتوى على موقعنا على النت ، من السيد \محمد الخرافى من الكويت والذى يقول فيه أنه صاحب شركة مقاولات معمارية، ويعمل لديه مجموعة من العمال من خارج الكويت، وخلال شهر رمضان يقل عملهم وإنتاجهم للربع ، بسبب الإرهاق والتعب والدوخة التى تظهر على العمال ، فهل يجوز لهم الإفطار والقضاء فى أيام العطلات والأجازات؟
– وايضا للرد على السؤال الوارد من السيدة\ فاطمة محمود من مصر التى تشعر بإرهاق وخمول شديد بسبب العطش فى نهار رمضان لضعف الكلى عندها ، وهى تسأل إن كان يجوز لها الإفطار والقضاء فى ايام آخرى تكون أقل حرارة؟،
وايضا سؤال الأخت \منى حسن التى تقول أن ابنها البالغ من العمر 14 سنه لا يقوى على الصيام، وهى تسأل إن كانت تجبره على الصيام أم لا ؟؟؟
وللإجابة على هذه الأسئلة نشرح أولاً معنى رمضان :
وللإجابة على هذه الأسئلة نشرح أولاً معنى رمضان :
فكلمة رمضان جاءت من كلمة الرمضاء وهى الحرارة الشديدة ، ولأن السعودية بلاد شديدة الحرارة ، كان الصابئة والوثنيون يطلقون على شهر يأتى أواسط الصيف شديد الحرارة (رمضان) -- ولشدة الحر فى هذا الشهر فقد تعودوا على النوم فى النهار والعمل ليلاً، وبالتالى تحول الباعة إلى الليل، وكذا الأكل والشرب، حتى صار هذا العرف عادة، فيصوم الناس بالنهار ويأكلون ويشربون بالليل ، وكان ذلك قبل الإسلام بحوالى 150 سنه ، وعندما أتى الإسلام ، ونزل القرآن فى شهر رمضان ، تم تكريم هذا الشهر بشكل خاص ، وأبقى الوحى على هذا الصيام وفرضه على المسلمين ، وهو ما تشير إليه الآية فى كلمات (كما كتب على الذين من قبلكم ) التى وردت فى الآية 183 من سورة البقرة التى نزلت فى العام الثانى من الهجرة أى بعد ظهور الإسلام بـ 14 عاما بقوله تعالى (يأيها الذين اَمنوا كُتب عَليكُم الصِيامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الذين من قَبلِكُم لَعَلَكُم تتَقُونَ ) ص ق
والمفهوم من الآية ، أن الكتابة هى الإبقاء على هذه العادة التى تعودوا عليها وحتى لا يشعر الناس بتغير شديد، دون التشديد أو الوعيد ، ومعنى الكتابة هنا إشارة للإستمرار فى هذا الفعل المحبب لهم دون فرض الحل والتحريم ، والا كان القرآن وضع عقوبة أو حداً للمفطر ، وأن يتم هذا الطقس كما كان بكل يسر وحرية ورضا ومقدرة وهذا المعنى تشير إليه كلمات ( فمن تطوع خيراً فهو خير له) فى الآية 184 من سورة البقرة بقوله (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ص ق
والمفهوم من الآية ، أن الكتابة هى الإبقاء على هذه العادة التى تعودوا عليها وحتى لا يشعر الناس بتغير شديد، دون التشديد أو الوعيد ، ومعنى الكتابة هنا إشارة للإستمرار فى هذا الفعل المحبب لهم دون فرض الحل والتحريم ، والا كان القرآن وضع عقوبة أو حداً للمفطر ، وأن يتم هذا الطقس كما كان بكل يسر وحرية ورضا ومقدرة وهذا المعنى تشير إليه كلمات ( فمن تطوع خيراً فهو خير له) فى الآية 184 من سورة البقرة بقوله (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ص ق
وكلمات يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وهو ما ورد فى الآية 185 من سورة البقرة ايضا بقوله تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر َيُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ص ق
ومن هذه الآيات يتضح لنا أن الصيام إستمرار لعادة كما حدث مع مناسك الحج ، لذا لم يضع القرآن عقوبة على عدم فعلهما ، ولم نرَ الرسول يأمر بعقوبة للمفطر ، ولكن للأسف ما وضعه مشايخنا الأوائل من تشديد وترهيب جعل المرضى والأطفال يصومون خشية ورهبة قد تقضى على حياتهم أو تضر بصحتهم، وهو تشريع لم يأتِ به الشرع .
ويعنى أن الأصل فى الصيام القدرة والطاقة دون رهبة أو خوف، وأن تتوافر من ورائه المنفعة ، وأن جلب الضرر يرفعه ولا إلزام به، بمعنى أن لا يجلب الصيام ضرراً للنفس والبدن، أو يؤثر على الإنتاج والعمل، لأن الله خلق البشر لغاية العبادة، والعمل لإعمار الأرض، ولايجوز أن تطغى إحداهما على الأخرى، والفرض مرهون ومشروط بعدم المساس بالبدن أو إيقاع الضرر ، يتوقف هذا على شرط ذاك، لأن العلة سببً للمعلول ، ويجب عدم التشدد عن الأصل أو التزيد لأن هذا شرع فوق الشرع ، وجهلً بمقاصد الشارع العليا ، وعليه يجب العودة لأصل المكتوب، وهو الصيام وكيف كان يطبق بيسر ويتوقف عند العسر ، لذا نفتى بقلبٍ مطمئن بحق الإخوة العمال فى العمل اليدوى، بجواز إفطارهم حال شعورهم بالإرهاق أو الدوخة ، حماية لبدنهم وهو رأس مالهم ، لأن القضاء عليه إزهاق لروح العبد أو تعطل البدن وهو آلة العمل والرزق مما يعد مخالفاً لمقاصد الشرع ، وعليهم القضاء فى أيام العطلات والأجازات ، حتى لا نقتل النفس التى حرم الله قتلها ، وأن نجعل من الفرائض عقاباً للناس يفعلونه رهبة، والأصل أن يفعلوه حباً وطواعية.
ومن هذه الآيات يتضح لنا أن الصيام إستمرار لعادة كما حدث مع مناسك الحج ، لذا لم يضع القرآن عقوبة على عدم فعلهما ، ولم نرَ الرسول يأمر بعقوبة للمفطر ، ولكن للأسف ما وضعه مشايخنا الأوائل من تشديد وترهيب جعل المرضى والأطفال يصومون خشية ورهبة قد تقضى على حياتهم أو تضر بصحتهم، وهو تشريع لم يأتِ به الشرع .
ويعنى أن الأصل فى الصيام القدرة والطاقة دون رهبة أو خوف، وأن تتوافر من ورائه المنفعة ، وأن جلب الضرر يرفعه ولا إلزام به، بمعنى أن لا يجلب الصيام ضرراً للنفس والبدن، أو يؤثر على الإنتاج والعمل، لأن الله خلق البشر لغاية العبادة، والعمل لإعمار الأرض، ولايجوز أن تطغى إحداهما على الأخرى، والفرض مرهون ومشروط بعدم المساس بالبدن أو إيقاع الضرر ، يتوقف هذا على شرط ذاك، لأن العلة سببً للمعلول ، ويجب عدم التشدد عن الأصل أو التزيد لأن هذا شرع فوق الشرع ، وجهلً بمقاصد الشارع العليا ، وعليه يجب العودة لأصل المكتوب، وهو الصيام وكيف كان يطبق بيسر ويتوقف عند العسر ، لذا نفتى بقلبٍ مطمئن بحق الإخوة العمال فى العمل اليدوى، بجواز إفطارهم حال شعورهم بالإرهاق أو الدوخة ، حماية لبدنهم وهو رأس مالهم ، لأن القضاء عليه إزهاق لروح العبد أو تعطل البدن وهو آلة العمل والرزق مما يعد مخالفاً لمقاصد الشرع ، وعليهم القضاء فى أيام العطلات والأجازات ، حتى لا نقتل النفس التى حرم الله قتلها ، وأن نجعل من الفرائض عقاباً للناس يفعلونه رهبة، والأصل أن يفعلوه حباً وطواعية.
اما بالنسبة للأخت صاحبة الكلى الضعيفة ، فنحن نحتكم لأهل العلم من الطب ولأن الطب يحذر مريض الكلى من الإمتناع عن شرب المياه لمدة 4 ساعات -- فنحن نفتى بقلب مطمئن بحقها فى الإفطار ، وإن كان بوسعها أن تطعم عشرة مساكين فلتفعل وأن كانت لا تملك فلا وزر عليها ،لأنه لا يكف الله نفسا إلا وسعها لقوله تعالى فى الآية 286 فى سورة البقرة ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ) ص ق --
وبالنسبة للسيدة التى تسأل عن إجبار إبنها البالغ 14 سنة الذى لا يقدر على الصيام . نقول لها: أن الصبى المراهق فى هذه السن ، كما قال الأطباء هو فى فترة نمو جسدى وصحى ، والصيام قد يضر نموه أو بناء وإكتمال عناصره ، لذا يسقط عنه الصيام حتى يكتمل نموه للإسباب السابق ذكرها، ويأثم من يجبره على الصيام أو يعنفه على الفطور، لأن الإسلام لم يشترط سن للصيام بل إشترط المقدرة ، والمقدرة تنتفى مع جسم لم يكتمل نموه ، والقائل بغير ذلك ، هو يفتى بغير دليل أو سند شرعى ، وما أكثر هؤلاء المشايخ الجهلة المرضى النفس الذين ضللوا الناس ، حمانا وحماكم الله من شرورهم.
والله من وراء القصد وغاية الإبتغاء .
الشيخ د مصطفى راشد
وبالنسبة للسيدة التى تسأل عن إجبار إبنها البالغ 14 سنة الذى لا يقدر على الصيام . نقول لها: أن الصبى المراهق فى هذه السن ، كما قال الأطباء هو فى فترة نمو جسدى وصحى ، والصيام قد يضر نموه أو بناء وإكتمال عناصره ، لذا يسقط عنه الصيام حتى يكتمل نموه للإسباب السابق ذكرها، ويأثم من يجبره على الصيام أو يعنفه على الفطور، لأن الإسلام لم يشترط سن للصيام بل إشترط المقدرة ، والمقدرة تنتفى مع جسم لم يكتمل نموه ، والقائل بغير ذلك ، هو يفتى بغير دليل أو سند شرعى ، وما أكثر هؤلاء المشايخ الجهلة المرضى النفس الذين ضللوا الناس ، حمانا وحماكم الله من شرورهم.
والله من وراء القصد وغاية الإبتغاء .
الشيخ د مصطفى راشد
0 comments:
إرسال تعليق