ملاحظة هامة:
قبل البدء بقراءة هذه العجيبة أحب أن انوّه بأن أكثر الذين شجّعوني على نقل هذه العجائب الى اللغة العربية الفصحى كان "أبو شربل"، أخي الأصغر مرسال سركيس بعيني، لذلك اسمحوا لي أن أقدّم له هذه العجيبة، وكل عجيبة أكتبها من الآن فصاعداً، كي يحفظه الله، ويحفظكم أنتم أيضاً، من كل ضرر، انه السميع المجيب.
**
عاشت في إحدى القرى الأوروبية امرأة فقيرة جداً، ولكنها غنية بعبادتها لمريم العذراء. وكان لها ابنتان جميلتان تخافان الله، فقدمتهما أمهما هدية لأم المخلص، كي تحفظهما من أي دنس.
وذات يوم اصطحبتهما معها الى الكنيسة، وما أن سجدن أمام أيقونة العذراء مريم، حتى صاحت الأم:
ـ يا سيدتي الحنونة، ها أنا أقدم لك ابنتين نقيتين طاهرتين، والسلطة التي لي عليهما، أضعها بين يديك المقدستين، فكوني أمهما عوضاً عني، وخففي فقرهما، واستري عرضهما.
وما أن أنتهت من صلاتها حتى أمسكت بأيدي بنتيْها وأوصلتها بيديْ السيدة العذراء الظاهرتين في الأيقونة. عندها أحست براحة نفسية كبرى، وبفرح لا يوصف.
وبينما هنّ راجعات الى البيت، وجدن أمام الباب شاباً بهي الطلعة، مرسلاً من عند الله، وبعد أن حيّاهنّ، وضع بيد الأم مبلغاً كبيراً من المال، كي يردّ عنهن الفقر والحاجة. وما أن رأى الحسّاد ما حدث، حتى بدأوا بالتشهير بالبنتين الطاهرتين، وأنهما باعتا الجسد كي تحصلا على المال.
ومثل النار في الهشيم، كثرت الشائعات التي تلوك سمعة الأم وبنتيها، لدرجة لم يعد يكلمهن أحد من أبناء القرية.
عندئذ، أسرعت الأم نحو الكنيسة، وارتمت تحت أيقونة العذراء، وراحت تبكي وتقول:
ـ من أسبوع فقط، سلّمتك فلذتين جميلتين طاهرتين من كبدي، فلماذا تركت الناس يتطاولون على شرفهما وعفتهما. افعلي شيئاً يستر عرضهما.. أرجوكِ يا أمي وشفيعتي، وحبيبتي.
مرّ الأسبوع الأول والثاني، والشائعات المغرضة تزداد سوءاً، إلى ان جاء عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء، فذهبت الأم وبنتاها الى الكنيسة، مطأطآت الرؤوس، كي يتباركن بالعيد، ويسجدن أمام أيقونة العذراء مريم، وإذ بنور عجيب يظهر في الكنيسة بشكل ملاك، وهو يحمل إكليلين من الورد، فأذهلت المصلين هذه العجيبة، وراح كل واحد منهم يمنن النفس بالحصول على أحد الاكليلين.
شقّ الملاك طريقه وسط الجموع، إلى أن وصل حيث تسجد البنتان، فوضع الاكليلين على رأسهما، وسط تعجّب الحاضرين، وقال بصوت جهوري رائع:
ـ أيتها البنتان الطاهرتان، أرجوكما أن تقبلا هذين الاكليلين المرسلين خصيصاً لكما من أم يسوع المسيح، دليلاً على عفتكما وحسن تربيتكما.
فاعترى الناس خوف شديد، وراح كل واحد منهم يتندّم على خطاياه، ويعتذر من الأم وبنتيها على كل ما قال بحقهنّ من كلام نجس.
**
0 comments:
إرسال تعليق