عينطورين تتذكر الخوري انطونيوس ابراهيم في تمثال نصفي




المطران بو جوده: كان مثالا للخدمة والتفاني في رعيته

زغرتا.

احتفلت رعية وبلدية عينطورين في قضاء زغرتا بإزاحة الستارة عن نصب تذكاري لخادم الرعية الراحل الخوري انطانيوس ابراهيم في ساحة البلدة. استهل الاحتفال بقداس ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده في كنيسة سيدة الانتقال في البلدة، عاونه فيه المونسنيور بطرس جبور، المونسنيور يوسف نضيرة، المونسنيور يوسف توما، وخادم الرعية الخوري مرسال يوسف، وكهنة من الابرشية.

حضر القداس رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، النائب طوني فرنجيه ممثلا بعضو لجنة الشؤون السياسية في المرده المحامي شادي سعد، النائب السابق جواد بولس، رئيس البلدية ضومط الياس، مختار البلدة بولس بشاره، الى عائلة الخوري الراحل وحشد من ابناء البلدة ومدعويين.

بعد الإنجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" كعادته دائما يجمعنا اليوم الخوري انطانيوس ولو لم يكن حاضرا بيننا بالجسد، إنما هو معنا بالروح، وكما عرفناه دائما هو الانسان المميز بخدمته وعلاقاته الاجتماعية والإنسانية، هو الكاهن الخادم الذي يكون دائما محط ثقة عند الناس. في العهد القديم كان ابراهيم عندما يريد اختيار زوجة لولده كان يرسل رئيس خدمه كي يقوم بهذه المهمة، اشعيا النبي عندما كان يتحدث عن المسيح قبل مجيئه كان يقول عنه عبد الله او خادم الله. هو رجل الثقة الذي يضع فيه الرب كل ثقته حتى يوصل رسالته الى الشعب، حتى يلفت انتباه الشعب الى ما يجب ان يقوموا به، والكاهن يختاره الرب حتى يكون في خدمة ابناء شعبه، من هنا جاءت تسمية الكاهن خادم الرعية. لذا يجب ان يكون الكاهن قدوة ومثال وهذا ما يميزه عن غيره كي يكون المعلم، والمدبر، والمقدس". 

وقال:" ان يكون المعلم يعني ان يكون المسؤول عن تعليم ابناء رعيته، عن توجيههم لما يقومون به حتى يدركوا أهمية إيمانهم، الذي هو ليس نظريات ولا أفكار مجردة، إنما هو حياة، والكاهن حتى يعلم يجب ان يكون المثال والقدوة في حياته. الكاهن يجب ان يكون مدبرا، يمتلك السلطة المبنية على المحبة، كي يكون الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه، وهي الميزة التي يعطيها المسيح للكاهن. يجب ان يكون المقدس ليس فقط في احتفالاته خلال قداساته يوم الأحد في الذبيحة الإلهية، إنما بحياة الصلاة وعلاقته مع الرب، وان يكون دائما في حالة إصغاء لكلام الرب". 

واضاف:" هذه هي الصفات الثلاثة الاساسية للكاهن، والتي تميز بها الخوري انطانيوس، لقد عرفته منذ مدة طويلة الكاهن المنفتح على الجميع، وكان الملجأ لكل ابناء رعيته، يستشيرونه في كل شاردة وواردة، وكل ما يتعلق بحياتهم، الشخصية، والعملية، فكان دائما المرجع الذي يحسّن توجيه ابناء رعيته، حتى ينجحوا في حياتهم المادية والعملية والروحية. وما قصدته مرة في منزله الا ووجدته يعج بابناء الرعية الدين يطلبون استشارة منه في مواضيع تهمهم، وهو كان دائما حاضر لتلبية طلباتهم، حتى ايّام الثلج في فصل الشتاء كان دائما حاضرا بينهم. وليس غريبا ان يكون هذا الجمع موجودا اليوم للصلاة من اجله ومعه حتى يكافئه الرب مكافأة العبد الصالح والامين". 

وختم:" في إنجيل اليوم قسمان إيجابي وتحذيري الإيجابي هو طوبى للعبد الذي جاء سيده ووجده حاضرا والثاني الويل للعبد الذي اذا جاء سيده ولَم يجده حاضرا، وانا اعتقد ان القسم الاول من الإنجيل ينطبق على الخوري انطانيوس الذي عاش هذه القيم في حياته الشخصية والعائلية، بعدما ربى عائلته تربية صالحة كما هو تربى والذي جعل منها كنيسة بيتية، فكان أولاده على مثاله دائما حاضرون في كل ما يطلب منهم، لأنهم تربوا هكذا ويربون اولادهم كما تربوا". 

  في نهاية القداس كانت كلمة للعائلة القاها نجل الراحل الاستاذ ادوار ابراهيم شكر فيها كل من شارك في هذا التكريم وقال:" لقد جسدتم حضوره فيما بينكم، وعبرتم عن محبتكم وشعوركم تجاه خادمكم الامين، في منحوتة من رخام تعبر عن مدى محبتكم وارتباطكم وتعلقكم بكاهنكم خاصة وقد احبكم جميعا واحب بلدته عينطورين وخدمها بكل اخلاص وتفاني. شارككم الاحزان والافراح متمما قول المسيح "كنت جائعا فاطعمتموني ..." 

ثم القى رئيس البلدية ضومط الياس كلمة قال فيها :" خدم رعيته لاكثر من ستين عاما، ونحن اليوم نرد له هذا الجميل، عايشناه في لجنة الوقف، فكان المثال الصالح والمرشد الحكيم لكل ابناء البلدة، في الامور الدينية والدنيوية، شاركهم افراحهم واحزانهم، وحالاتهم الانسانية والمرضية، عاونهم في اعادة اعمار وترميم منازلهم، هو من ساهم في تاسيس البلدية عام 1965 وظل مرافقا لاعمالها حتى اخر ايامه، كان السباق في اقامة المشاريع في رعيته، بمساعدة ومساهمة ابنا البلدة مقيمين ومغتربين، فرمم كنيسة سيدة الانتقال، ودير مار روحانا، وانشا قاعة للرعية، وسعى لانشاء ملعبا رياضيا وموقع للمدافن، الى اعمال كثيرة لم نات على ذكرها". 

بعدها تسلم المونسنيور نضيرة والمطران بو جوده دروع تقديرية من البلدية والعائلة ولجنة الوقف. ثم انتقل الجميع الى خارج الكنيسة حيث أزيحت الستارة عن تمثال نصفي للخوري ابراهيم من اعمال النحات العالمي نايف علوان، وأقيم عشاء في المناسبة. 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق