تحقيق فريد بو فرنسيس ـ
نظمت محطة "تيلي لوميار" بالتعاون مع "منظمة مالطا مستوصف الخالدية" في قضاء زغرتا، وجمعية “حماية دعم وعطاء"، لقاء ميلاديا للاطفال العراقيين القاطنين في مدينة زغرتا وقضائها، حمل عنوان "يا عراق نحييك"
وذلك في مركز مستوصف الخالدية – منظمة مالطا المركز الصحي الاجتماعي، في قضاء زغرتا، بحضور عدد كبير من الاطفال العراقيين واهاليهم، تركز في معظمه على حلقات حوار تحاكي عيد الميلاد المجيد، الى مسرحيات من وحي الميلاد، والعاب، ورسومات، وتلوين، وازياء ملونة، وصناعة ماكولات، وكل ذلك له علاقة بالتراث العراقي، ومن وحي الميلاد المجيد.
التواصل المستمر مع الأخوة العراقيين، لم يأت من صدفة بل جاء ثمرة جهد كبير، استمر زهاء اربع سنوات، بفضل من ساندهم ووقف الى جانبهم منذ اليوم الأول، واحتضنهم بكل محبة وعطف واخلاص، وعمل متفان، كأنهم جزء لا يتجزأ من كيانه، انها الراهبة الانطونية الأخت حسنا فنيانوس التي أفنت حياتها من اجل الاخر وخدمة الانسان. وهي في هذا الاطار اشارت في دردشة معها الى ان :" ان المجموعة العراقية لم تكن بهذا الحجم والعدد في زغرتا، الا ان المعاملة الحسنة التي وجدوها، دفعت بالكثير منهم الى الانتقال والسكن في زغرتا، بما رفع عددهم الى حوالى 100، ونحن لا نزال نتواصل معهم ونهتم بهم بشكل دائم ومستمر. وفي هذا اليوم، نتحضر واياهم لزمن الميلاد المجيد، من خلال برنامج اعددناه يتضمن حلقات للصغار يخبرونا من خلالها، كيف يعيشون الميلاد بعيدا عن بلدهم العراق، الى مسرحيات عن طفل المغارة، وكيف نعيشه واخرون يرنمون ويقدمون ما يرونه مناسبا في هذا اليوم، وهو نهار عراقي ميلادي بامتياز، وكيف يعيشون الميلاد بعيدا عن بلادهم".
اضافت:" ليست المرة الاولى التي يتردد فيها العراقيون الى هذا المركز الطبي، منذ وصولهم الى لبنان منذ حوالى اربع سنوات، وبعدما ازداد عددهم في منطقتنا، اصبحوا يترددون الى هذا المستوصف باستمرار ونحن بدورنا نقدم لهم المساعدة الطبية، ونظرا لتواصلنا الدائم معهم، اصبحنا نشكل مرجعا لهم، ومن يريد تقديم اي مساعدة لهم كان يتواصل معنا".
وتقول معدة ومقدمة البرنامج الزميلة ليا عادل:" ان مجموعة من الاطفال العراقيين صغارا وكبارا حضروا اليوم ليعبروا عن فرحتهم بولادة المخلص كل واحد على طريقته الخاصة، وبالزي الفلوكلوري العراقي الآشوري، الكردي والقرقوشي، قدموا شهادات حياة وتأملات وكلمات، كل واحدة منها تحكي قصة الأخوة العراقيين مع التهجير وكيف تركوا أرض الآباء والأجداد قسرا دون سابق انذار وفي ليلة حالكة مظلمة، كل واحدة من الكلمات اكدت العشق والحنين الى ارض الاباء والأجداد ، هذا الحنين المطعم بمرارة الألم لعدم القدرة على العودة بسبب عدم وجود الضمانات وظروف الحياة المعيشية التي تليق بكرامة الانسان".
اضافت:" الاطفال أبدعوا في الرسومات الميلادية حيث عبروا من خلالها عن محبتهم لأرضهم بعدما أخبروا عن قصة تهجيرهم على يد" داعش" مؤكدين أن حقوقهم ضاعت بسبب حرب لا ذنب لهم فيها سوى أنهم مسيحيين. كيف لا، وتطالعك احدى السيدات التي تروي مشاكل عائلتها لا سيما الطبية منها خصوصا عندما تتحدث عن طفلة رضيعة تحتاج الى عمليات جراحية مستعصية في ظل عدم وجود امكانيات مادية.
وقالت:" حال هذه الطفلة تقابلها حالات أخرى صعبة تبرز جليا بعدم تلقف العديد من الشبان والشابات تحصيلهم العلمي لعدم التناسب مع المناهج التربوية في لبنان ما يدفعهم الى المكوث في بيوتهم يفتشون بين الزوايا عن مخبأ العودة الى بيوتهم وأرضهم ومدارسهم حيث تتجلى ذكرياتهم وطفولتهم البريئة".
و رغم كل قساوة العيش والتهجير القاسي من بلد لآخر ومن منطقة الى منطقة، لا زال الشعب العراقي محافظا على تقاليده وارثه التي برزت في اعداد المأكولات التراثية العراقية المخصصة في زمن الميلاد. ولكي تكتمل ولادة المخلص مع ولادة العراق من جديد بعد تحرير بلدات سهل نينوى والموصل، جسد الاخوة العراقيين مسيرة الميلاد التي تعانقت مع القيامة وقاطعها درب الصليب وكأنهم وجدوا في هذه الصورة مشهدية ميلاد العراق من جديد.
الى جانب اللقاءات مع العراقيين، كان للاعلام لقاءات مثمرة مع كل من رئيس مجلة الحقيقة السيدة لوريت ساسين، ورئيسة جمعية حماية دعم وعطاء السيدة جنات فرنجية كعدو وتحدثت كل واحدة منها عن عملها الانساني تجاه العراقيين، كما وزعت لوريت ساسين هدايا ميلادية على المشاركين تتويجا لحلقة تيلي لوميار ونورسات" يا عراق نحييك!! والتي ستعرض في هذه الاعياد المجيدة.
رئيسة جمعية "حماية دعم وعطاء" جانيت فرنجيه كعدو قالت:" نحن اليوم كجمعية "حماية دعم وعطاء" شاركنا مع العائلات العراقية في مستوصف الخالدية في زغرتا لمساعدتهم ولاضفاء المزيد من السعادة الى قلوبهم وقمنا بتوزيع الهداية عليهم، اضافة الى الالعاب الترفيهية للأطفال. كل عراقي يعبر عن شعوره بالعيد كما كان يحتفل به في العراق فهناك نساء تقوم بطهي المأكولات العرقية، واولاد تنشد التراتيل الميلادية، اضافة الى شبان وشابات يدبكون الدبكة العراقية، فالفرحة والبهجة موجودة بينهم ونحن نحاول دعم هذا الشعب العراقي الذي عاش الكثير من الأسى على امل ان نزيل عنهم الحزن نعوض عليهم الفرحة بهذا العيد".
0 comments:
إرسال تعليق