شهادة لله وللزمن: مسيحيو مصر مضطهدون/ الشيخ د. مصطفى راشد

المتابع المنصف للأحداث المتلاحقة والمتكررة  ونحن فى عام 2013من إعتداءات طائفية على مسيحيى  مصر بالقتل وحرق الكنائس والمنازل لإخوتنا المسيحيين ، والتى يطلق عليها البعض ظلماً فتنة طائفية لأن الفتنة تكون بين متعادلين أو متقاربين  فى العدد البشرى  ، وعدد مرات البدء فى الهجوم وهى صورة غير موجودة فى الحالة المصرية ، لذا سوف يشعر المنصف  بتأنيب الضمير  طالما كان لديه ضمير حى من الأكثرية المسلمة ----- ، فليست من الشهامة والنبالة أبداً  أن تستقوى وتستأسد الأكثرية المسلمة  على الأقلية  المسيحية ، فهذا من شيم أهل الخسة والندالة وقلة الشرف وقلة الأصالة ، وللأسف هناك من يتخذ من الدين غطاءً لتنفيذ صفاته الإجرامية ، فيوجه بقصد أو بغير قصد أشد الأساءة للإسلام  ويطعنه فى مقتل ، بسبب جهله الشديد بصحيح الإسلام ،فأصبح هذا المسلم  بعد إعتداءه على إخوتنا مسيحيى مصر قد إنقلب عدواً للإسلام ، لأن الإسلام يرفض رفضاً صريحا الإعتداء على المسيحى أو اليهودى  حينما قال الرسول (ع) "من آذى ذمياً فقد آذاني ومن آذاني كنت خصمة يوم القيامة"  -- ايضا قال الإمام الترمذي في كتاب الديات . باب ما جاء فيمن يقتل نفسا معاهدة :
عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ عَنْ النَّبِيِّ ‏(ع) َ ‏‏قَالَ :‏ ‏أَلَا مَنْ قَتَلَ نَفْسًا ‏ ‏مُعَاهِدًا ‏لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَقَدْ ‏ ‏أَخْفَرَ ‏ ‏بِذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا ‏‏يُرَحْ ‏‏رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ خَرِيفًا .
ايضا ورود أكثر من 36 آية  بالقرآن  تعظم فى اليهود والمسيحيين  مثل قوله تعالى فى سورة المائدة آية 46 ( وقفينا على آثارهم  بعيسى ابن مريم مصدقاً  لما بين يديه  من التوراة  واتيناه الإنجيل  فيه هدى ونور  ومصدقاً  لما بين يديه من التوراة  وهدى وموعظةً للمتقين  ) وقوله فى سورة  المائدة آية 47  ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه  ) وكذا فى سورة المائدة  آية 82 قوله تعالى (  ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون  )
وكذ قوله تعالى فى سورة الممتحنة  آية 8 (  لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين )
كما أن الرسول إستقبل نصارى نجران  بحفاوة وجعلهم يصلون صلاتهم بالمسجد النبوى ويبيتون فيه ، وعندما مرض الرسول طلب طبيب نجران المسيحى ليعالجه --- ، كما أن قتل النفس بغير نفس  فقط لمجرد الإختلاف فى العقيدة مخالف لقوله تعالى فى سورة المائدة آية 32 (من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا  ) ---  فمتى يفهم هؤلاء الموتورين من يقومون بالإعتداء على إخوتنا المسيحيين ، أن بفعلهم هذا قد خرجوا عن الإسلام والرسول خصيمهم يوم القيامة ، ونفس الحكم يقع على من يساند هؤلاء المعتدين أو يسكت عن ردهم لأنه يصبح فى حكم الشريك .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه 
الشيخ د مصطفى راشد     عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير  العالمى لحقوق الإنسان
E -  rashed_orbit@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق