البطريرك الراعي يتراس في كفرصغاب حفل تكريم العلامة الاب يواكيم مبارك



الغربة ـ فريد بو فرنسيس - مصور                                               
دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي بشدّة الإنفجارين المروّعَين في طرابلس عاصمةِ الشمال، واللذين وقع ضحيتهما مواطنون أبرياء وحيا شبابَ طرابلس والضاحية وحركةَ "معًا نعيد البناء" وكلَّ ذوي الهممِ والمؤسسات التي تعمل بكلّ قواها لإعادة البناء ومساعدةِ العائلات للعودة الى المنازل والمحال التجارية.
ودعا غبطته المواطنين ولاسيما في الضاحية وطرابلس الى الوعي والتروّي وأخذ الأمثولة البنّاءة، والإلتزام في شدّ أواصر الوحدة الداخليّة وفي دعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية لافتا الى إنّ مسؤوليّة المرجعيّات السياسيّة عن التسبّب بالفلتان الأمني وتنقّلِ السيّارات المفخّخة، توجب عليهم أيضًا، بحكم ضميرهم الوطني، تلبيةَ دعوة رئيس الجمهوريّةالى الحوار، مشيرا الى إنّ مسؤوليّتَهم الجسيمة عن هذه الكوارث الوطنيّة، توجب عليهم إخراجَ لبنان من محاور النزاع الإقليمي المذهبي وارتباطاته الدّوليّة، وتحريرَه من إملاء القرارِ الخارجي والتبعيّةِ
واكد غبطته ان ان المصالحة والغفران هما نقطة الانطلاق نحو مستقبل افضل والمصالحةً السياسيّة تكون بإعادة بناء الوحدة الوطنيّة ودولةِ الحقّ الصالحة والعادلة؛
البطريرك الراعي ترأس قداس الاحد في الديمان وعاونه المطارنة رولان ابو جودة ،بولس امبل سعادة ومطانيوس الخوري والمونسينيور فيكتور كيروز وكاهن رعية مار تقلا المروج الاب جوزيف العلم وخدمت القداس جوقة مار تقلا المروج .
وبعد تلاوة الانجيل المقس القى غبطته عظة بعنوان "خطاياها الكثيرة مغفورة لها، لأنها أحبّت كثيرًا" وفيها
 يسعدني أن أُرحّبَ بكم جميعًا وقد توافدتم من مختلف المناطق، راجين أن يكون لقاؤنا مع الله، الواحد والثالوث، في هذه الليتورجيا الإلهية، تثبيتًا لإيماننا بالمسيح المخلّص والفادي، وتجديدًا لمحبّتنا له. ونسأله أن يذكيَ فينا روحَ الندامة على خطايانا والتماسَ مغفرتها، عبر سرِّ التوبة وخدمةِ الكاهن. نأمل أن يكونَ نصيبُنا مثلَ تلك المرأة. فنسمع من المسيح، على لسان الكاهن قابل توبتنا، ما قاله الرب لها: "إيمانك خلّصك! إذهبي بسلام" (لو 50:7). ونرحّب بنوعٍ خاص بمجلس أمناء متحف التراث اللبناني الكائن في مبنى الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة؛ وبرعيّة المتين وجوقتِها وخدّام المذبح. ما زلنا نعيش ذكريات زيارتنا الراعوية لها ولبلدات المتن الأعلى. وإنّنا نُصلّي معًا من أجل السلام في لبنان وسوريّا والعراق ومصر.
واضاف: ما أحوجنا اليوم، في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، الى إيمانٍ حقيقيٍّ بالله، يَظهر، على حقيقته وأصالته، في محبّتنا الكثيرة لله ولشخص المسيح، فنقرَّ بخطايانا وأخطائنا ونلتمسَ الغفرانَ من الله! إن الإيمانَ الصحيحَ ينكشف ويتجسّد في المحبة لله وللناس، ويُترجم بالتوبة عن الخطايا وأفعالِ الشرّ، وبالتماس الغفران الإلهي. مَن يؤمن حقًا بالله، يُحبُّ من كل القلب، ويسعى الى المصالحة، ويصمّم على بدء حياة جديدة، بالمسلك والنهج والتعاطي. وطالما قلبُالإنسان فارغٌ من الإيمان والحب، يبقى مُباعًا ومستعبدًا للشرّ وأسيرًا للغريزة والرذيلة. أجل، من يحبُّ كثيرًا، ويندمُ على أخطائه وشروره وخطاياه ويقرُّ بها، يَغفر له اللهُ خطاياه الكثيرة.
إنَّ الذين يُمعنون في الشرّ تخطيطًا وتنفيذًا، ويثيرون النزاعات ويفتعلون الحروب وممارسة العنف والإرهاب، ويرفضون التفاهم والحوار والمصالحة، هؤلاء قلوبُهم خاليةٌ من الإيمان والحب، ومستعبَدون لشرورهم، ومُباعون لأسيادهم أمراء الشر.
 لا يسعنا في المناسبة إلا أن نستنكر وندين بشدّة الإنفجارين المروّعَين في طرابلس عاصمةِ الشمال في الأول من أمس، وقد وقع ضحيتهما مواطنون أبرياء: ما يزيد على خمسة وأربعين شهيدًا، وخمسماية جريح، وأضرارٌ مادّيّةٌ باهظة. يا لهول الجريمة ضدّ الله والإنسانية ولبنان وشعبِه، وقد تلت تفجيرَ محلّة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية التي أدانها الجميع. إنّنا نصلّي لراحة نفوس الضحايا في محلّة الرويس وفي طرابلس، ونعزّي أهلَهم. ونلتمسُ من الله الشفاء للجرحى، ونتعاطفُ مع جميع المتضرّرين في بيوتهم ومحالِّهم التجارية وممتلكاتهم. ونُحيّي شبابَ طرابلس والضاحية وحركةَ "معًا نعيد البناء" وكلَّ ذوي الهممِ والمؤسسات التي تعمل بكلّ قواها لإعادة البناء ومساعدةِ العائلات للعودة الى المنازل والمحال التجارية.
وندعو المواطنين ولاسيما في الضاحية وطرابلس الى الوعي والتروّي وأخذ الأمثولة البنّاءة، والإلتزام في شدّ أواصر الوحدة الداخليّة وفي دعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية التي تحمي الجميع. فلا أحد من الشعب اللبناني يريد استبدالها بالأمن الذاتيّ المرفوض من الجميع.
  يا له من إجرامٍ ارتُكبَ في جنوب العاصمة بيروت وفي قلب طرابلس عاصمة الشمال. إنّه يدلّ على الوحشية، وتجريد الإنسان من إنسانيته لدى كل من يقترفُه ويدبّرُه ويموّلُه ويحرّضُ عليه! ما معنى هذا الإجرام المتزايد في لبنان وسوريا ومصر والعراق ؟ أهذه هي الحضارة التي بناها معًا المسيحيون والمسلمون منذ ألفٍ وأربعماية سنة في أوطانهم؟ نحن المسيحيين نرفض أن يُشوَّه الدينُ الاسلاميُّ بمثل هذه الممارسات. ماذا نقول للعالم المتمدّن عن حضارتنا في العالم العربي؟ ليست ثقافتُنا ثقافةَ القتل والدمار، بل ثقافةُ الحياة والبناء والترقّي. ايُّ إرثٍ يتركُ الكبارُ للأجيال الجديدة؟ وفي مصر، ما معنى الاعتداءُ على كنائس المسيحيين وقد أحرق منها المعتدون ثلاثًا وسبعين كنيسة؟ إننا نتعاطف مع الشعب المصري، ونؤيد رفضه لممارسة العنف والإرهاب والاعتداء، وندعوه بحكم حضارته العريقة الى وحدته الداخلية والصمود بوجه الشر. الوجود المسيحي في مصر يرقى إلى ألفي سنة، إلى عهد العائلة المقدّسة الهاربة من شرّ هيرودس الملك. ولقد طبعت المسيحيةُ بوجودها وأديارها الزاهرة ومؤسساتها التربوية والاقتصادية والتجارية والفنية ثقافةَ مصر وأسهمت في حضارتها. الاقباط هم السكان والمواطنون الأصليون والأصيلون في مصر. لهم في حضارتها وثقافتها أكثر من غيرهم. فيجب على الدولة تأمين كلّ حقوقهم كمواطنين، والسهر على أمنهم وسلامة ممتلكاتهم بوجه المتطرفين المعتدين.
 أمام الإنفجارات في الضاحية الجنوبية من بيروت، وفي طرابلس مقابل مسجدَين، والمؤمنون في صلاة، لا يكفي التنديد والإدانة، على أهميتهما. بل يجب على أصحاب السلطة في لبنان والأفرقاء المتنازعين الرافضين الجلوس معًا إلى طاولة الحوار، والذين يعطّلون تأليف حكومة جديدة، ويشلّون عمل المجلس النيابي، ويعلّقون مجرى الحياة العامّة، تشريعًا وإدارةً ومشاريعَ إجرائيّة، أن يدركوا أنهم هم أنفسُهم المسؤولون عن الفلتان الأمني وتفشّي السلاح غير الشرعي، وتنقّل السيّارات المُفخّخة من منطقة إلى أخرى، وعن التسبّب بالإنفجارات. إنّ دماء الشهداء الأبرياء تستصرخ ضمائرهم. بل صوتُ الله يناديهم، كما نادى اللهُ قايين قاتلَ أخيه: "أين أخوك؟. إنّ مسؤوليّتَهم الجسيمة عن هذه الكوارث الوطنيّة، توجب عليهم إخراجَ لبنان من محاور النزاع الإقليمي المذهبي وارتباطاته الدّوليّة، وتحريرَه من إملاء القرارِ الخارجي والتبعيّةِ له، وعدم ربطِ مصيره بتطوّر الأحداث في سوريّا وسواها. ولكنّهم لن يستطيعوا فعلَ ذلك إلا بالحوار المسؤول والصادقِ وبسلامة النوايا، والتجرّدِ من المصالح والحسابات الشخصيّة والفئويّة والمذهبية. هذا ما سمعنا الشعب يدعو إليه في الضاحية وفي طرابلس. وأكبرنا مبادرة الأطفال والنساء الذين نثروا الورود في الضاحية، علامةَ محبّةٍ وتضامنٍ مع أهل طرابلس، ونبذًا للعنف والنزاعات السياسيّة - المذهبيّة.
إنّ مسؤوليّة المرجعيّات السياسيّة عن التسبّب بالفلتان الأمني وتنقّلِ السيّارات المفخّخة، توجب عليهم أيضًا، بحكم ضميرهم الوطني، تلبيةَ دعوة رئيس الجمهوريّة، في ندائه مساء أمس، إلى اتّخاذ قرارٍ وطنيٍّ مسؤول يؤدّي إلى المصالحة الوطنيّة، وإلى تسهيل التأليف لحكومة جديدة قادرة، وإلى الجلوس إلى طاولة الحوار الوطني من دون شروط. فالحوار الوطنيّ المخلص والمتجرّد يصل في إيجابياته ونتائجه إلى ما يفوق كلَّ الشروط. بل هذا النداء يأتي من الضحايا البريئة التي أوقعَتْها الانفجاراتُ في الضاحية وطرابلس.
وتابع :نحتاج في أيّامنا إلى قلوب ملؤها الحبُّ لله ولكلّ إنسان، لكي ترحمَ وتتحنّن، وتغتنيَ بالمشاعر الإنسانية. لأنّ مَن يحبُّ الله يتّقيه في خلائقه، فيحترمَ الانسانَ في كرامته وسلامه وقدسيّةِ الحياة. ومَن يحبُّ الله يدرك إساءاتَه إليه بخطاياه وشروره. ومَن يحبُّ الله يلتمس منه مغفرةَ خطاياه وهي بمثابة ديون، ويغفرُ بدوره لمن أساء. وحدهم كبارُ النفوس والقلوب يستطيعون ذلك، لا صغارها.
 المصالحة هي حاجةُ مجتمعنا اللبناني وكلِّ المجتمعات البشريّة. فالمصالحة والغفران هما نقطة الانطلاق نحو مستقبلٍ جديدٍ أفضل. معَ المصالحة تنتهي حربُ المصالح الشخصيّة والفئويّة التي هي أخطر من الحرب المسلّحة. وبالمصالحة تخمد الخلافات وتزول العداوات وتتبدّل الذهنيّات. إنها الحلّ لكل معضلات الأشخاص والجماعات. وإنّا، بحقّ الضحايا البريئة والدماء المُراقة، ندعو إلى المصالحة أوّلاً مع الله والذات بروح التوبة؛ وإلى المصالحةً الإجتماعيّة بترميم العلاقة مع الآخر من خلال حلِّ الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم، ومع الفقراء وسائر المعوِزين بمبادراتِ محبّة، ومع الجميع بتعزيز العدالة الإجتماعيّة ورفعِ الظلم والفساد، وتأمينِ الحقوق الأساسيّة؛ فإلى المصالحةً السياسيّة بإعادة بناء الوحدة الوطنيّة ودولةِ الحقّ الصالحة والعادلة؛ أخيرًا إلى المصالحة الوطنيّة القائمة على التزام عقدٍ إجتماعيٍّ يُجدّد ميثاقنا الوطني ويُحصّن العيشَ معًا، ومشاركةَ الجميع العادلة والمنصفة في إدارة شؤون البلاد. المصالحة، بكل وجوهها، هي بنوعٍ خاص رسالة المسيحيين الذين يقولون مع بولس الرسول: "لأنّ الله صالح العالم مع نفسه بالمسيح، أودعنا كلمة المصالحة، نحن سفراء المسيح لهذه المصالحة" (2كور5: 19-20).
وتابع: فيما البلدان العربية، في معظمها، تبحث عن هويّتها، ولكن بكل أسف، عن طريق العنف والقتل والدمار وتمزيق العائلة الاسلامية من الداخل، نرى بكلّ أسف أيضًا، أنّ لبنان،بالمقابل، آخذٌ في نسيان هويّته وتشويهها بسبب الصراع السياسي - المذهبي، وفي فقدان دوره ورسالته في الأسرتين العربية والدّوليّة، وبخاصّة على مستوى العيش المشترك والتفاعل بين المسيحية والإسلام. ذلك أنّ الأفرقاء السياسيين المتنازعين على أساس سياسيٍّ - مذهبي، إنّما ينتهكون الميثاق الوطني، ميثاق 1943، الذي يشكّل الصيغة النهائيّة للتاريخ التعايشي بين المسيحيين والمسلمين، حتى قيل عن لبنان أنّه "الابنُ البكر للمساكنة الآمنة بين الإسلام والمسيحية"[1]. بفضل هذه الصيغة تعيش الديانتان معًا بدون أي تمييزٍ عنصريّ، وعلى ذات المستوى من المساواة. إنَّ ميثاقَ العيش المشترك في لبنان علامةٌ مرفوعة ضد الأنظمةِ الآحاديّة في البلدان العربية، وضد عِرقيّة النظام الصهيوني.
هذا الميثاق جعل من لبنان مكانًا مُميَّزًا للدفاع عن الإنسان، لا لأنّه مسيحيٌّ أو مسلم، أكثريةٌ أو أقلّية، مُهيمنٌ أو مُتسامح، بل لأنّه إنسان[2]. كما جعل منه "وطنَ حقوق الإنسان"، وطنًا يحفظ الإسلام من الانحراف أمام العرقيّة الصهيونيّة والميلِ إلى عرقية إسلاميّة. لقد نجح الميثاقُ الوطنيُّ اللبناني، في الأساس، في أن يُقيم شيئًا من المنطق المرجِّح لمنطق الشعب على منطق العشائر، ومنطق العقل على الطائفة، ومنطق الدولة على الإقطاع. ولذلك، لبنان مشروعٌ دائمُ التحقيق، وزمنٌ تاريخيٌّ خلاّق غيرُ قابلٍ للتحجّر. إنّه مشروع"البناء الوطني" الذي يُميّز الدولة اللبنانية عن محيطها، بكونها تقرّ دستوريًّا الحقّ بالاختلاف، والاعتراف بفسيفساء العائلات الروحيّة والتعايش، كضرورة للحياة المشتركة[3].
وختم: إنّنا نُصلّي لكي يدركَ المسؤولون السياسيّون مسؤوليّتهم في الحفاظ على لبنان الوطن والنموذج، فيعودوا إلى تجديد ميثاقِنا الوطني وتطويرِه، فيكون للبنان دورُه المساهم في انبثاق فجرٍ للربيع العربيّ المنشود. وليتمجّد اللهُ في خلقه، الآبُ والابنُ والروحُ القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
وبعد القداس استقبل البطريرك الراعي مجلس امناء متحف التراث اللبناني والقى امينه العام سيمون الخازن كلمة شكر فيها البطريرك على رعايته مسيرة المتحف وفال :اليوم نأتيكم لامرين الاول تجديد الشكر والولاء لشخصكم ولمقامكم الروحي والوطني والثاني ان نعاهدكم بمتابعة العمل وبمسؤولية اكبر العناية بتراثنا اي هويتنا التي تحدد دورنا ورسالتنا في لبنان وفي هذه المنطقة ونعمل لاتفاقيات تعاون تحققت اولاها مع الجامعة اللبنانية بعد اتفاق الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية كما تشكلت الحلقة الاولى لمجلس امناء متحف التراث اللبناني .وكلنا امل بان يكون عملنا ترجمة لتوجهات غبطتكم واسهاما في رسالتكم الكبرى والتي تهدف الى تعميق الارتباط بتراثنا.
كما استقبل غبطته المشاركين في الذبيحة الالهية ثم المهندس جون مفرج والشيخ بنوا كيروز.فوفدا من رعية مار منصور النقاش الذي عرض مع غبطته شؤون  الرعية طالبا من غبطته اعطاء توجيهاته الابوية لمعالجة الامور المتعلقة بالرعية
 وكان البطريرك الراعي تراس في كفرصغاب مساء السبت حفل تكريم العلامة الاب يواكيم مبارك بحضور عدد من المطارنة الموارنة ورؤوساء البلديات والسيدة ماريال معوض واسرة الاي مبارك واهالي البلدة الذين استقبلوه عند المدخل من جهة قضاء بشري فحرقوا البخور وسار الجميع الى كنيسة سيدة النجاة حيث الاحتفال.الذي استهل بكلمة ترحيب من اليس جبير ونبذة عن الاب مبارك ثم كلمة البلدية القاها رئيس البلدية غسان سميافاكد ان الاب مبارك كان منارة متنقلة بين الشرق والغرب كما شكر للبطريرك الراعي حضوره الاحتفال وقدم لغبطته في نهاية الكلمة درع البلدية عربون شكر وتقدير.
ثم القت كارول فضول كلمة العائلة التي شكرت البطريرك الراعي على مشاركته في الاحتفال وعلى تدشينه مدرسة على اسم الاب مبارك في قنوبين ثم تحدثت عن الاب العلامة الملهم والمحب والمفكر الذي اعطى الكنيسة الكثير من فكره وعقله وقلبه.
بعدها كلمة راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خير الله الذي اشار الى ان الخوري يواكيم مبارك الاصلاحي على خطى البطريرك الدويهي العظيم وقال:" عاش في باريس حياة نسكية أكثر من أربعين سنة، درس فيها اللاهوت والفلسفة والعلوم الإسلامية، ثم كرّس حياته للوعظ والإرشاد والتدريس والبحث في المجالات الراعوية والكنيسة والفلسفية والسياسية والمارونية والمسكونية والإسلامية والحوار المسيحي الإسلامي. وكانت له مؤلفات عديدة لا تحصى، ومن أهمها وأشهرها الخماسية الإسلامية المسيحية (1972-1973) والخماسية الأنطاكية في بُعدها الماروني (1984). وكان من هذا المؤلَّف الأخير أن دفعه إلى العودة إلى لبنان ليطرح مشروع حياته في الكنيسة المارونية الكفيل بإحداث نهضة جديدة تعيدها إلى دور الريادة في حضورها الفاعل وشهادتها المشرقية الأنطاكية؛ تماماً كما كان فعل قبله البطريرك الدويهي بعد عودته من روما.
فقال البعض إنه عاد إلى مارونيته بعد رحلة طويلة في الإسلام والمسكونية والسياسة.
كلاّ، إنه كان مارونياً في حياته كلها، من ألِفها إلى يائها.
كان مارونياً في غوصه في العالم الإسلامي حتى أصبح مستشاراً ومعاوناً في معهد دار السلام-جامعة الأزهر- في القاهرة منذ سنة 1954.
كان مارونياً في حواره المسكوني والأنطاكي بالذات حتى أصبح مستشاراً دائماً في مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ 1968. وكان من الذين ساهموا مع المطران يوسف الخوري في دخول الكنائس الكاثوليكية في المجلس المذكور كعضو دائم سنة 1991.
كان مارونياً في مواقفه السياسية الجريئة التي دافع فيها عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن مدينة القدس وعن حق الأقليات بالحياة الكريمة.
وكان مارونياً في توقه إلى إصلاح ماروني مجمعي بالعودة إلى الينابيع الروحانية في قنوبين.

وتابع: قرر العودة إلى لبنان ليطرح مشروعه الإصلاحي على الرابطة الكهنوتية في تموز 1985 في خلال الرياضة السنوية التي عنونها: « الموارنة وعلامات الأزمنة. قراءة لفكر البطريرك اسطفان الدويهي». وأطلق معها « المسيرة المجمعية المارونية» التي كان من أهدافها أن تقود إلى عقد مجمع لبناني جديد يكون بمثابة المجمع اللبناني الذي عُقد في دير سيدة اللويزة سنة 1736 وأطلق الكنيسة المارونية في عالم الحداثة وكان من نتيجة المسيرة الإصلاحية التي قادها البطريرك الدويهي طيلة أربع وثلاثين سنة.
وكانت تكوّنت لديه قناعات ثلاث:
الأولى: أن لا إصلاح في الكنيسة إلا عن طريق العمل المجمعي.
الثانية: أن لا إصلاح مجمعياً في الكنيسة من دون نهضة روحية وعودة إلى الجذور الإيمانية والينابيع الروحانية في قنوبين وغيرها.
الثالثة: أن عمل الإصلاح في الكنيسة المارونية يتحقق عبر تبنّي السلطة الكنسية للمشاريع المنطلقة من القاعدة، العلمانية منها والإكليريكية، والسماح بتداولها مليّاً وإبداء الآراء وتقديم المقترحات.
وبعدما غاص المطران خير الله في تعداد ماثر الخوري مبارك خلص الى القول أن ما قام به الخوري يواكيم مبارك من إنجازات في تصوّر الإصلاح الكنسي ورسم معالمه يشبه إلى حدٍّ بعيد ما قام به البطريرك العظيم اسطفان الدويهي من إنجازات إصلاحية لإحداث نهضة في كنيسته المارونية تحققت في المجمع اللبناني الذي لم يكن له الحظ في المشاركة فيه ؟فمجمع الكنيسة المارونية هو هدية لك حيث أنت وتعزية كبرى.
والكلمة الاخيرة كانت للبطريرك الراعي الذي شكر الجميع على ما قالوه في الخوري مبارك معربا عن سعادته للمشارة في احتفال ازاحة الستارة عن تمثال له وافتتاح ساحة على اسمه في مسقط راسه مشيرا الى ان مبارك كان مدرسة للاجيال معتبرا ان الخماسية المارونيةالتي ضمنها كل نتاجه الفكري تشكل ينبوعا لا ينضب وتعتبر ارثا كنسيا تعتز به الكنيسة المارونية  والبطريركية تسهر على حفظه ونشره خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان والمنطقة وهي ايام عنف بحثا عن الهويةالتي اكد الخوري  مبارك في كتاباته الاصلاحيةان لبنان الابن البكر للمساكنة الامنة بين المسلمين والمسيحيين  ولبنان عنده مشروع مشرف تاسس بقوة التاريخ المشترك مع التشديد على الميثاق الوطني الذي راى فيه الصيغة الاكثر وضوحالارادة الحياة بين المسلم والمسيحي في لبنان ويخلصنا من كل اشكال الاقليات واقامة المواطنة الحقيقية وهوعلاقة مرفوعة ضد الانظمة الاحادية في البلدان المجاورة.
وخلص: ونحن في ذكراه نوجه نداء الى البنانيين لكي يعودوا الى ميثاقهم الوطني للخروج من نزاعاتهم المهددة للكيان والميثاق من اجل المساهمة في انبثاق فجر للربيع العربي المنشود.
بعد ذلك ازاح غبطته والمطارنة والاهل الستارة عن تمثال للاب مبارك وضع في ساحة الكنيسة ثم افتتح الجميع ساحة الخوري مبارك في وسط البلدة .والختام قطع قالب من الحلوى.



[1]   يواكيم مبارك، الخماسية الاسلامية - المسيحية، ص 201
[2]   باسم الراعي، ميثاق 1943، ص 173
[3]   المرجع نفسه، ص 172-175

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق