قل كلمتك وامش علها تفيد احدا/ المحامي ميشال جرجس

بداية اعترف بأني انسان بسيط لا ادعي الفلسفة او كثير المعرفة, لكني سأروي ما جال في خاطري ذات صباح.
استيقظت مع الفجر على غير عادتي ولم استطع للنوم سبيلا وبدأت الأفكار تتوالى تباعا من دون رادع وكأنها تطلب مني تدوينها فرضحت للأمر.
اول تلك الأفكار كانت: لماذا كل هذا الخراب وسيل الدماء والكره غير المحدود بين البشر؟
وثانيا: لماذا لم يصرف العالم هذه الأموال الطائلة على تقدم وخير الإنسان بدل صرفها على الحروب بما تتسبب من دمار وقتل 
للبشر وانتشار البغضاء بين الشعوب؟.
عندئذ عاد بي تفكيري الى بدء البشرية وكيف ان الله تعالى خلق آدم وحواء وكيف ميزهم عن باقي المخلوقات واعطاهم فكرا ليستطيعوا التمييز والتصرف وابقاهم في جنته على شرط واحد وهو ان لا يستمعوا لغير صوته لأن الله تعالى كان يعلم بنوايا الشرير.
وحيث ان الله تعالى اعطى الإنسان حرية الخيار واتخاذ القرار بعد ان دله على طريق الحياه والموت.
وحيث ان الإنسان قد سمع لغير صوته وارتكب الخطيئة .
لذلك طرد الله الإنسان من جنته وهكذا انفصل عنه وبدأت رحلة العذاب.
وكون الله اله محبة ورحمة وعدالة فقد ابى ان يرى قوى الشر تعذب الإنسان الذي خلقه بهذا الشكل رغم عدالة حكمه.
فقررت رحمته ان تعطي فرصة ثانية لمن يريد الخلاص والعودة الى جنته وكي يحقق ذلك كان لا بد من تحضير انسان طاهر كي يستطيع دخول جنته وعندها تكون قد تحققت عدالته بحيث انه كما كان موت الإنسان بسبب الخطيئة تكون قيامته بتوبته الكاملة وبواسطة انسان.
وجد الله في ابينا ابراهيم خيرا فكلمه واختبره فكان سامعا ومطيعا وبدأت رحلة الخلاص.
ابانا ابراهيم رحمه الله لبره بدأ يعلم ذريته بما امره الله تعالى به وبدأ الله تعالى يرسل الأنبياء ليكرزوا بقدوم المخلص الى ان ينتهي بهم الأمر بالإستشهاد على يد قوى الشر وكيف لا وقد فعل الشرير المستحيل كي يهلك الإنسان.
فقد اجمعت النبوؤات على مواصفات المخلص وعلى ما سيحصل له.
وعندما رأى الله تعالى ان قسما من شعبه قد ضل الطريق وإن الوقت قد حان لم يجد اطهر من مريم العذراء عليها السلام وعاء يستوعب كلمته ليتجسد ويعلم البشر فأرسل الملاك وبشرها بانها سوف تحمل من الروح القدس والمولود منها قدوس وسوف يخلص شعبه .
سمعت مريم العذراء عليها السلام بشارة الملاك واطاعته بقلبها و قالت له: انا امة الرب فليكن كما امرني به الرب.
وكونه كانت تقاليد اليهود تقضي برجم الفتاة الزانية حتى الموت وجد الله تعالى يوسف النجار انسانا بارا وقورا طاعنا في السن فأرسل الملاك ليطلب منه ان يكون خطيبا لمريم كي لا ترجم بسبب حملها.
اطاع القديس يوسف كلام الملاك لكنه فيما بعد انتابه الشك كون علامات الحمل بدأت تظهر على العذراء وهو لم يمسها فقرر تركها والهرب الا ان الملاك عرف بنوايا يوسف فظهر له وقال له لا تخف من ان تأخذ مريم خطيبتك فهي حبلى من الروح القدس والمولود منها قدوس يخلص شعبه .
عندما حان وقت الميلاد ارسل الله الملائكة ليبشروا الرعاة وليس كهنة اليهود لعلمه ان الرعاة بشر بسطاء القلوب وليس عندهم مكر وارسل اشارات للمجوس يعلمهم بميلاد المخلص ويدلهم على مكان وجوده وهكذا كان فقد قدمت اجواق الملائكة تسبح وترتل وبشروا الرعاة بولادة المخلص ومكان الولادة.
وعندما علمت قوى الشر بولادة يسوع الملك قتلوا كل طفل ذكر ليتحققوا من قتله لكن الملاك كان قد اخبر يوسف بأخذ يسوع وامه والذهاب الى مصر حتى يطلب منه العودة وحين حان موعد العودة كان يسوع ينمو في الروح والجسد وكان مار يوحنا المعمدان يعد له الطريق ويبشر بقدومه.
وفيما كان يوحنا يعمد الجموع وقف يسوع امامه واحنى رأسه كي يتعمد وكان المعمدان لم يرَ يسوع من قبل لكنه فوجئ بقوة اعظم منه وسمع صوتاً من السماء يقول هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ورأى الروح القدس يحل على رأسه بشكل حمامة ولم يقبل يسوع الا ان تعمد على يديه.
بدأ يسوع يعلم ويكرز في مجامع اليهود على الرغم من صغر سنه وعندما حانت الساعة بدأ بصنع العجائب امام تلامذته الذين امنوا به وتبعوه فشفى المرضى واقام الموتى من القبور واحياها ولما رأى ان كثيرا من غير اليهود قد تبعه واحبه في حين ان شعبه الذي اتى لأجل خلاصه بدأ الشر يفعل فعله بينهم وبدأوا يخططون لموته فطلب من تلامذته ان يبشروا جميع الأمم .
في رحلة الموت اقرب الناس اليه انكره وكان يسوع قد اخبره سابقا عن ذلك كما ان اخرا من تلامذته اسلمه للموت لقاء ثلاثين من افضة، لكنه شدد عزيمتهم وسامح من صلبه وكيف لا وهو اله المحبة والغفران وبعد صلبه وموته ودفنه وقيامته من بين الأموات اظهر نفسه لتلاميذه وكان من بينهم من شكك بأنه هو الاله لكن يسوع طلب منه كي يتحقق عمليا بأنه هو وهكذا تحقق الوعد الالهي بقيامة الإنسان من الموت فكما كان الموت بإنسان تكون القيامة بإنسان وكما كان الموت سببه الخطيئة تكون القيامة بواسطة التوبة الصادقة والإيمان بأن يسوع المسيح هو الاله المخلص الذي تجسد وصلب ومات لأجل خلاصنا وقام من الموت كي نحيا به وكل من اعتمد باسم الآب والإبن والروح القدس لا يهلك .
امام كل ما تقدم منذ بداية الخلق مرورا بموت الانسان بسبب خطيئته وسماعه لقوى الشر ومحبة الله تعالى للانسان ورحمته له واعطائه فرصة للخلاص بارساله الانبياء ليعلموه طريق الخلاص حتى اضطر ان يرسل كلمته ويتجسد, وكيف لا فهو قادر على كل شيء, وكيف ان قوى الشر ابت ان تتخلى عن الانسان فقتلت الانبياء والرسل وحتى المسيح نفسه صلبوه وقتلوه ,الا ان المسيح قد انتصر على الموت لأنه اله وكل الظروف التي احاطت به منذ النبؤات الى الميلاد والعجائب التي صنعها واظهاره نفسه لتلاميذه بعد القيامة تدل بشكل قاطع لا يقبل الشك بأنه الاله المخلص.  
بعد كل ذلك عرفت جواب سؤالي وهو ان الشرير لا يزال يعمل بكل طاقته ليلا نهارا من دون كلل واتباعه كثر كي لا يخلص الانسان لذلك ينفقون الاموال الطائلة على الحروب والقتل والدمار و يضطهدون المسيح واتباعه بكل الوسائل وعلى الإنسان المسيحي الفعلي الا يخاف خاصة وان يسوع قد اخبرنا بذلك حيث قال سوف يضطهدونكم لإجل اسمي لكن لا تخافوا من الذي يقتل الجسد بل من الذي يقتل الروح , وانا معكم حتى انتهاء الدهر. 
خلاصة كل ذلك عرفت لما لم استطع النوم ذاك الصباح وكأن احدا يأمرني بأن اقول كلمتي وامشي عل وعسى احدا يستفيد منها.
 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق