الإيمان المسيحى/ نسيم عبيد عوض

إنجيل قداس الأحد السادس من الخمسين المقدسة نقرأ فصل من إنجيل معلمنا يوحنا البشير إصحاح 16: 23-33 ‘ وقد رد السيد المسيح على تلاميذه بعد قولهم" الآن نعلم أنك عالم بكل شيئ ولست تحتاج ان يسألك احد. لهذا نؤمن أنك من الله خرجت. اجابهم يسوع الآن تؤمنون."يو16: 30و 31.
ومن إنجيل مارى معلمنا يوحنا البشير نقرأ فى  يو 8: 24-29  : قول رب المجد لليهود الذين جاؤوا يحاورونه :
"  فقلت لكم أنكم تموتون فى خطاياكم .لأنكم إن لم تؤمنوا انى أنا هو تموتون فى خطاياكم."
فقالوا له من انت . فقال لهم يسوع أنا من البدء ماأكلمكم أيضا به . ""
الله هنا يتكلم عن الإيمان به ‘ولذلك يحذرنا معلمنا بولس الرسول فى 2كو 13: 5 " جربوا أنفسكم هل أنتم فى الإيمان . إمتحنوا أنفسكم . أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم.. إن لم تكونوا مرفوضين."
الله وكتابه يتكلم عن الإيمان !فلنا أن نتعمق فى التأمل فى الإيمان ‘ وفى إنجيل معلمنا يوحنا البشير وردت كلمة الإبمان بصيغة الفعل أكثر من 90 مرة وفى رسائل معلمنا بولس الرسول أكثر من 50 مرة ‘ بل ان القديس بولس يخصص إصحاح كامل فى رسالته للعبرانيين (11)من  (40عددا) عن الإيمان .
ماهو الإيمان ؟
-       ليس هناك من بين جميع ماوهب الله للإنسان مثل هبة الإيمان ‘ ولا توجد على الأرض قوة
-       شريرةأو معاندة تستطيع أن تقف أمام قوة الإيمان المعان بالصلاة ‘ والمعروف بالتجربة أن الإيمان الثابت مع الصلاة ينقل الجبال. 
والرب يسوع المسيح دائما يتطلع إلى قدر من الإيمان فى الإنسان حتى يستطيع أن يتمم فيه معجزة ‘ فكان يسأل دائما  أتؤمن؟
بل إذا إنعدم الإيمان توقفت المعجزة كقول الكتاب " ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم ."
مت 13: 58
ونحن فى أيامنا الصعبة هذه فى حاجة ضرورية لنجرب أنفسنا هل نحن فى الإيمان؟

وقبل أن نعرف الإيمان تعالوا نتعرف كيف آمن آبائنا ؟

+ أول شخص يظهر لنا الإيمان فى بدايات الحياة على الأرض هو هابيل الذى بالإيمان قدم ذبيحة أفضل من أخيه قايين ‘ فنال الجزاء من الله ‘ شهد له أنه بار إذ شهد لقرابينه وقال الرب عنه –وبه إن مات يتكلم بعد‘ آمن بما سلم له من أبيه آدم عن رضاء الرب عن الذبيحة الحيوانية.
+ وجدنا أخنوخ الثامن من آدم لم يوجد لأن الله نقله معه ‘ لكى لا يرى الموت ‘وبالإيمان شهد له أنه أرضى الله . وكقول الكتاب "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ‘ وان الذى يأتى إلى الله يؤمن بأنه موجود ‘ وأنه يجازى الذين يطلبونه.
+ ثم وجدنا نوح "لما أوصى اليه عن أمور  لم ترى بعد خاف ‘ فبنى فلكا لخلاص بيته وفيه – دان العالم . – صار وارثا للبرالذى حسب له بالإيمان.
+ وعن أبونا إبراهيم الذى يعتبر رئيس الإيمان فى الكتاب كله ‘ جاء أول ذكر لكلمة الإيمان " فآمن بالرب فحسبه له برا.تك15: 6 ‘ – بالإيمان إبراهيم لما دعى أطاع . – بالإيمان تغرب فى أرض الموعد ‘ لأنه كان بنتظر المدينة التى لها الأساسات التى صانعها وبارئها الله.
+ بالإيمان سارة نفسها أخذت قدرة على إنشاء نسل ‘إذ حسبت الذى وعد صادقا.
+ وموسى وشعب بنى إسرائيل نفسه فى خروجه من أرض مصر ...والكتاب ملئ بحياة آبائنا فى الإيمان.

يعرف معلمنا بولس الرسول الإيمان بأنه "الثقة بما يرجى " والذى يرجى هو (الله ‘مغفرة الخطابا‘ الرحمة  ‘ الحياة الأبدية )
و"الإيقان بأمور لا ترى" أى غير المنظورة نراها ليس بالعيان بل بالإيمان  ‘ وشهداء المسيحية آمنوا بالثقة والرجاء فنالوا الأكاليل.
+ الإيمان فى اللغة العبرية بمعنى الثقة والرجاء معا. والعهد الجديد عهد النعمة والحق يعنى بكلمة الإيمان التصديق والإعتقاد والثقة.
إذا منشأ الإيمان فى الإنسان هو حاجته الشديدة الى الله ‘ والإيمان ليس معرفة عقلية بحته‘ ولكن ثقة وتسليم كامل لله‘ ويقول لنا القديس أوغسطينوس " آمن ثم تعقل فيكون الفهم جزاء الإيمان.
فالإيمان قبل العقل ‘ولكنه ليس ضد العقل وليس ضد العلم ‘ والقديس يوحنا فى إنجيله يعرفنا أن الإيمان يرتفع فوق مخصصات العقل البشرى وقياساته الزمنية المحدودة ‘ فهو من مخصصات الوعى الروحى. " الله روح والذين يسجدون له (أى يعبدونه)فبالروح ينبغى أن يسجدوا.يو4: 24
ولذلك الإيمان القويم يحتاج الى بصيرة داخلية أسماها الرب يسوع (من له أذنان للسمع فليسمع) فالسمع هنا سمع قلبى .
ومثلنا على هذا نيقوديموس والمرأة السامرية ‘قمة العلم وأمرأة جاهلة :
عندما قال رب المجد للعالم الشيخ "ان كان أحد لا يولد من فوق لايقدر ان يرى ملكوت الله".
قال له نيقوديموس كيف يمكن لإنسان ان يولد وهو شيخ ؟يو3: 4
أما المرأة السامرية الجاهلة علميا عندما كلمها الرب عن الماء الذى يعطيه هو قالت على الفور بدون تردد" ياسيد أعطينى هذا الماء لكى لا أعطش ولا آتى هنا لأستقى يو4: 15.
الإيمان نعمة وهبة إلهية  وثمرة من ثمرات الروح القدس غل5: 22‘ والإيمان الحقيقى الراسخ يزحف ويتعمق داخل النفس بمفعول الهبة الروحيةالإلهية:

ونحمد الله بإيماننا جميعا ولكن نلتزم بأن لا نكون مثل هؤلاء:

+ الذين يشككون فى عناية الله بهم (تأملوا زنابق الحقل فإذا كان عشب الحقل يلبسه الله هكذا فليس بالحرى يلبسكم ياقليلى الإيمان )
+ لا يكن ذهننا دائما للأرضيات والماديات حتى لا يقول لنا الرب "ياقليلى الإيمان " كما قال للتلاميذ الذين بعد معجزة الخمس خبزات والسمكتين قكروا انهم نسوا أن يأخذوا معهم خبزا عندما كلمهم الرب عن خمير الفريسيين.
وكبطرس وهو يكاد يغرق بعد أن كان ماشيا على البحر قال له الرب (لماذا شككت ياقليل الإيمان)
+ وللتلاميذ قوله(مابالكم خائفين ياقليلى الإيمان )
+ لنتعلم من  والد الطفل المصروع عندما قال له الرب  أتؤمن . قال الرجل أؤمن يارب .أعن إيمانى.

الإيمان هبة النعمة الإلهية لنا:

+ فالإيمان شرط للحياة الأبدية :كقول الكتاب " الذى يؤمن بالأبن له حياة أبدية . والذى لا يؤمن بالأبن لن يرى حياة. بل يمكث عليه  غضب الله. يو3: 36 
+ لأن بالمسيح غفران الخطايا وبدون المسيح لا غفران قط. والذين تحت عبودية الخطية هم واقعين بإرادتهم تحت غضب الله.
+الإيمان هو بدء الطريق الموصل الى الله ‘ ولأنه كيف تثبت فى الله والله يثبت فيك ‘ وكيف يمكنك ان تسير مع الله وتحفظ وصاياه إن لم تؤمن بوجوده وبصفاته الإلهية ‘ وتؤمن بكلامه .
+ الإيمان أول شروط الخلاص: "من آمن وأعتد خلص.مر16: 16
        "لكى لا يهلك كل من بؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16
       وكقول بولس الرسول لحافظ السجن فى فيليبى " آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك. أع 16
+ اذا الإيمان هو بدء الحياة مع الله ورفيق الطريق طول حياتنا معه ‘ "وكل شيئ مستطاع للمؤمن"مر9: 23

كيف أقوى إيمانى :

+ لا يكون إيمانك ميتا ‘ وهو أخطر أنواع الإيمان ‘ لأن الإيمان بدون أعمال ميت ‘ولأن هذا الإيمان لا يقدر ان يخلص صاحبه ."يع2: .14 فليكن إيماننا عاملا بالمحبة.
+بالصلاة المستديمة لأنها إيمان بوجود الله فى حياتك . 0 الحياة فى كلمة الله الحية الفعاله فى كتابه المقدس لأن كلامه هو روح وحياة. 0 حياة التسليم 0 إتضاع القلب والفكر لبستقبل الإيمان كطاقة واعية روحية.0 عيناك على الله فقط(لأن البار بالإيمان يحيا وان إرتد لا تسر به نفسى).
عب 10: 28 
+ الثقة المستمرة فى صفات  الله وصدق مواعيدة لأن الإيمان بستمد قيمته من الله.
+ الإيمان حياة وليس عقيدة كقول الكتاب "من ثمارهم تعرفونهم ‘هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة ‘ وأما الشجرة الردية فتصنع اثمارا رديه.
ولنقل جميعا مع بولس الرسول  القديس العظيم: "فما أحياه الآن فى الجسد فإنما أحياه فى الإيمان ‘ إيمان إبن الله الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى ."غل2: 20
ولنصلى لإلهنا" إحفظنا فى إيمانك".أمين 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق