البطريرك الراعي في حفل توليته: لبنان لجميع أبنائه ولن يحتكره أحد

النشرة
اعتبر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن "حدث البشارة الذي نقله لوقا الانجيلي ورواه من بعده القرآن في سورة آل عمران، هو حدث البشارة المشترك بين المسيحية والإسلام الذي جعلته الدولة اللبنانية عيدا وطنيا وكأن بالدولة تعني ان هذه المبادرة هي أن لبنان وطن الشركة والمحبة، إنه كذلك بميثاقه الوطني، ميثاق العيش المشترك المحصن بالدستور وهذا الميثاق القائم على الاعتراف المتبادل بعضنا ببعض ووحدة المصير والتكامل في تكوين النسيج الوطني الواحد"، مشيرا في أول كلمة له بعد تنصيبه بطريركا خلال حفل حاشد في بكركي بحضور حشد من لبنان والخارج الى ان "لبنان هو بلد الشركة والمحبة بصفته المرتكزة على المشاركة في الحكم والإدارة بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين".
وأشار الراعي الى ان " شعار "شركة ومحبة" رافق حياته منذ ولادته حتى عمادته ورافقته راهبا وكاهنا ثم أسقفا نائبا بطريركيا عاما في بكركي ومن بعدها مطرانا على أبرشية جبيل، وهذه الشركة أعربت عنها والتمستها من الباب فمنحني اياها قداسته بعطفه ومحبته كراع أسمى للكنيسة الجامعة"، واعدا بأنه "سيواصل العيش بالشركة والمحبة".
وأعرب الراعي عن محبته وشكره لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، مشيرا الى ان "الله دعانا معا وعلى التوالي أنت أولا وأنا من بعدك من حكمته وعنايته من بلاد جبيل من عمشيت ونحن فيها جيران وأنتم دعيتم لرئاسة بلادنا وأنا لرئاسة كنيستنا"، ونسأل الله أن يقود خطاكم وخطايا بالشركة والمحبة لقيادة الوطن والكنيسة، بالشركة والمحبة أتعاون معكم يا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الدين الحريري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي".
ولفت الراعي إلى أننا " أننا سنعيش معا الشركة بالمحبة في لبنان الذي مجده في رسالته، أطلق على البطريرك الماروني تاريخيا شعار مجد لبنان أعطي له، لكن هذا المجد يعطى له ولكنيسته بقدر ما يعلو بالانفتاح على الآخر على هذا الشرق وعلى العالم، بل يعطى المجد للبنان وشعبه إذا كنا كلنا للوطن فهو ليس لطائفة أو حزب أو فئة، ولن يحتكره أحد لأن في احتكاره فقدانا لهذا المجد الذي عظمته في تنوع عائلاته الروحية وغناها ولا أقول في تنوع طوائفه لأنها صبغت للأسف بألوان حزبية ضيقة انتزعت منها قدسيتها وأصالة ايمانها وروحانية دينها، ولنقلها مع ابن الأرز جبران خليل جبران: الويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين".
واعتبر الراعي أيضا أن " مصيرا واحدا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة، وإننا نواكب بقلق كبير ما يجري في هذا وذاك من بلداننا العربية"، معربا عن أسفه لوقوع قتلى وجرحى ونصلي ليحل السلام فيها".
وعن برنامجه قال: " برنامجي امتداد لتاريخ أسلافي على مدى 1600 سنة، امتداد لثوابتهم الايمانية والوطنية من الحدث المؤسس القديس مارون وتلامذته ومن البطريرك الأول الذي ثبتنا على الكنيسة الكاثوليكية وجعل مقرها جبل لبنان وصولا الى البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي ناضل لتحرير لبنان من كل الاحتلالات والوصايات، برنامجي لن يكون إلا بمؤازرتكم جميعا وبأسلوب حديث وآلية فاعلة"، واضاف: "في كل ذلك قبلة أنظارنا شبابنا وصبايانا والمليون و300 ألف طالب وطالبة في المدارس والجامعات، أيها الشباب أنتم مستقبلنا أنتم أمل الكنيسة والوطن وهمنا العائلة التي هي الخلية الأساسية لمجتمعنا والمدرسة الطبيعية الأولى لقيمنا، قوتنا أساقفتنا وكهنتنا رهباننا وراهباتنا، المؤمنون والمؤمنات أجل أنتم قوتنا، وقوانا الواعدة هي الدعوات الكهنوتية والرهبانية، تواصلنا فيالداخل والخارج وانتشار وسائل الإعلام وتقنياتها التي نحييها ونشكر لها حضورها معنا، ضمانتنا المسيح رجاؤنا وروح القدس مجددنا ومحبة الله تظللنا، أبدأ خدمتي الروحية والرعوية بمؤازرتكم وبكلمة أمنا وسيدتنا مريم العذراء ها انا ذا مدرك بأنني أحمل الصليب".
كما منح السفير البابوي غبريال كاتشيا الشركة للبطريرك الراعي قارئا له رسالة البابا: " غبطة البطريرك الراعي إن تنصيبك هو حدث استثنائي للكنيسة برمتها وأنا أتلقى طلبك بسعادة كبيرة والكنيسة كلها تجلل الثالوث الأقدس للمواهب التي أغدقها على شخصك، أهنئك وأتوجه بصلاتي الى الهنا يسوع المسيح ليرافقك في مسيرة توليك هذه المهمة الجديدة ومن كل قلبي أمنحك الشركة الكنسية وذلك وفقا لتقاليد الكنيسة الكاثوليكية، وهو فخر لكنيستك أن تكون مرتبطة بخلف القديس بطرس، وتمت إضافة اسم بطرس الى اسم البطريرك وأنا واثق أنه بواسطة مشورة البطريرك السابق مار تصرالله بطرس صفير الحكيمة وبالتعاون مع أساقفة المجمع سيكون هناك شركة مع قوة المسيح الذي تغلب على الموت من خلال قيامته، وسوف تحظى بالقوة التي تنورها الحكمة من أجل قيادة الكنيسة المارونية متسلحا بمجد القديس مارون والقديسين اللبنانين شربل ونعمة الله ورفقا والطوباوي أسطفان، ليجد فيك كل المؤمنين مؤاساة لهم ولتكن مريم العذراء سيدة البشارة التي تحمل اسمها، وسيلة تسمح لك أن تكون موحدا للدولة اللبنانية بفضل مساهمات كل الديانات الموجودة في هذا البلد وبهذا يضطلع الشرق بدور التضامن والوحدة والسلام في العالم".
من جهته، الخوري عبدو أبو كسم شرح سيرة البطريرك الراعي، حيث قال انه "كان مشرفا على كاريتاس وعضوا في السينودس الدائم للطائفة المارونية، عينه البابا يوحنا بولس الثاني منسقا لسينودس لبنان وعضوا في المجلس البابوي وعضوا في المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمهجرين والسواح واللاجئين، وعلى صعيد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليم في لبنان رأس اللجنة الأسقفية لشؤون العائلة كما انتخبه المجلس في 2009 رئيسا للجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، عام 2010 عينه البابا عضوا في المجلس الحبري لوسائل الاتصالات الاجتماعية، كان استاذا محاضرا في الحق القانوني الكنسي في الجامعات الكاثوليكية في لبنان".
يشار الى ان "الاحتفال حضره وشارك فيه كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب "الكتائب" امين الجميل، وايضا رئيس جبهة "النضال الوطني" وليد جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب، و السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي والسفير المصري أحمد فؤاد البديوي".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق