
ألا تخجلون من أنفسكم يا دعاة الحرص على الإسلام والمسلمين،ودعاة المحبة والتسامح والوحدة الوطنية،عندما تصدرون فتوى بتكفير وتحريم حضور جنازة رجل ديني وقائد وطني وقومي بحجم البابا شنوده الثالث،هذا الرجل الذي تاريخه ومواقفه القومية والوطنية،أشرف من تاريخ ومواقف الكثيرين منكم،فهذا الرجل كان عمودا من أعمدة الوحدة الوطنية في مصر،ولم نعرفه سوى داعية للمحبة والتسامح والوحدة الوطنية،وهو لقاء مواقفه الوطنية برفض الموافقة على اتفاقية"كامب ديفيد" ودعوة الأقباط المسيحيين الى عدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال،تعرض للإقامة الجبرية والنفي والتهميش،في وقت أفتى زعماء الإفتاء المسلمون بشرعيتها وجوازها،وايضا فالرجل لا هو ولا أي من القيادات الدينية ولا الوطنية المسيحية وضعت انتماءها الديني فوق انتماءها الوطني،في وقت مارست هذا السلوك العديد من القوى الإسلامية،فعن أي تسامح ووحدة وطنية تتحدثون،؟ أليست فتاويكم هي من تسيء الى الإسلام والمسلمين؟،أليست هذه الفتاوي هي من يعمق الصراع والخلاف بين أبناء الشعب الواحد والقومية الواحدة؟،تريدون لأهداف مشبوهة ليس لها علاقة بالإسلام ولا بالمسلمين ولا مصلحة الشعب ولا الوطن ولا الأمة،شعبنة الصراع نقله من مستوياته الرسمية إلى مستوياته الشعبية،وهذا ما يريده دعاة الفوضى الخلاقة الذين احتلوا العراق وقسموا السودان وخربوا الصومال ويقسمون ليبيا حالياً،ويحاولون تعميم ذلك على سوريا ومصر وما تبقى من الأقطار العربية،كل هذا يجيء بدعم مباشر من بعض الجهلة دعاة فقه البداوة وحنفيات البترودولار في الخليج العربي،فهم الممول الرئيسي لمثل هذه الجماعات والتي تقوم بإعمال وممارسات من شأنها ضرب الوحدة الوطنية وتفكيك الجغرافيا العربية وتذريرها وإعادة تركيبها خدمة للمصالح الأمريكية والعربية،وإعادة إنتاج سايكس- بيكو جديد يقسم العالم العربي على أساس الثروات والعوائد لا الجغرافيا.
توقفوا عن فتاويكم المغرضة والمقيتة،والتي الدين منها براءة،بل هي إساءة كبيرة للإسلام والمسلمين،وأنت يا من تدعي انك مفتي السعودية،أبقى غارق في جهلك وتخلفك وأبقى عند حريمك،فلا أنت بالعزيز ولا بعبد لله.
0 comments:
إرسال تعليق