رسالة مفتوحة الى سيادة المطران مار باوي الجزيل الاحترام/ يوحنا بيداويد

سيادة المطران مار اشور سورو باوي الجزيل الاحترام
بعد التحية
في الاونة الاخيرة ومن بعد تولى غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاولى ساكو الكلي الطوبى سدة البطريركية للكنيسة الكلدانية قبل بضعة اشهر، ومن بعد ان رفع شعار ( الاصالة ، الوحدة ، التجدد)، وبعد ان بدأت مسيرة الكنيسة تتحرك ملهمة بهذه الشعارات لا سيما التقارب الذي حصل مؤخرا بين الكنيستين الكلدانية والاشورية في استراليا كتطبيق عملي لدعوته.  ظهرت مقالات ورسائل ودعوات ايجابية  عديدة تدعم وتبارك خطوات ابينا البطريرك ساكو تثني شجاعته ونظرته الموضوعية.
 في نفس الوقت، استفلح  هذا الامر لدى العديد من الكتاب من ذوي الشعور القومي المتعصب البعيد عن المنطق من بين ابناء كلا الكنيستين الكلدانية والاشورية فكل واحد يكتب وكأنه هو المفكر الوحيد يستحق رأيه للاخذ به وكأن امته اثمن من كنيسته او سيكون لامته البقاء من دون الكنيسة وحماية اللغة.
 بعض من هذه المقالات خرجت من الاصول وادب المخاطبة لغبطة البطريرك، والتي لاقت استهجان من قبل الجميع والبعض الاخر يراقبون كل كلمة او خطوة يقوم بها ليمطروا المواقع الالكتورنية بمقالات غير مجدية، مصرين على طريقة تفكيرهم غير المنطقية بل متناسين الماضي المرير الذي مرت فيه الكنيسة الشرقية (بكل اطرافها)  والحاضر المؤلم واخطاره المحدقة.
  يتصورون انهم غير قادرين على العيش خارج الكهف ولا يستطيعون ان يتمتعوا بالنور المشرقي الاتي من الحقيقة الموضوعية، ولا يدركوا او لا يشعروا بالخطر المحدق والمرحلة العصيبة التي تمر فيها المسيحية الشرقية وشعبنا الهالك من جراء الحروب الطائفية والمذهبية في المنطقة .
سيادة المطران مار باوي  المحترم ، سبق لي  كتبت مقال عن قضيتك قبل خمس سنوات او اكثر  تحت عنوان " هل سيصبح  مار باوي سورو مارتن لوثر كينك* للكنيسة الشرقية؟!  على الرابط التالي : http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=164988.0

حينها اتصل احد الاصدقاء من الكلدان  والذين هم اشد المدافعين عنك اليوم يستفسر عن فحوى او الهدف  من الموضوع، في نهاية حديثنا طلب مني حذفه او تغير بعض العبارات فيه، لكنني رفضت لانني كنت اعني ما اعنيه!!.
 وانا شخصيا  التقيتكم قبل اكثر من سنة  في ابرشية مار توما الرسول الكلدانية في سدني واستمعت الى وعضتك هناك وكذلك استمعت اليك  من خلال المقابلات الاذاعية سابقا . ما اعنيه لدي معرفة لا بأس بها عنك.
 سيادة المطران باوي ها هي الايام تعود من جديد لتظهر قضيتك بقوة امام قيادة كلا الكنيستين، بل لتضعك انت شخصيا  في امتحان صعب و امام مسؤولية ايمانية نادرة لا ينجح فيها الا القليلين.
 نحن نعلم انك الان احد اعضاء الكنيسة الكاثوليكية في روما، وقبلت فيها ولك الحق في مممارسة ايمانك فيها، وفي نفس الوقت تقوم بممارسة نشاطاتك الروحية داخل ابرشية مار بطرس الرسول الكلدانية  في ولاية كليفونيا مع سيادة المطران سرهد جمو الجزيل الاحترام وتنتظر قرار سينودس الكنيسة الكلدانية منذ اربعة سنوات.
انت ايضا  على علم بما جرى ويجري من المخاطبات بين اعضاء  سينودس الكنيسة الكلدانية حول قضيتك، وعلى علم ما يكتبه مؤازيك من الكلدان او الاشوريين وفي نفس الوقت تقرا ما يكتبه  المعارضين والمعتدلين من كلا الطرفين.
انها دعوة وطلب شخصي مني اليوم وبدون ايحاء من اي شخص ، بل كإنسان مسيحي مؤمن و ابن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المشرقية العريقة، ان تُجسد خطوات القديس مارتن لوثر كينك السلمية في قضيتك. لانني اشعر شخصيا هناك بوادر غير حميدة بسبب قضيتك ستترك اثرها على مسيرة الكنيسة الكلدانية لا سيما في قضية الوحدة التي تجددت على يد غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بين الكنيستين الهدف الذي كنت انت دائما تنشده بنفسك حسب علمي.
نعم اطلب منك حمل صليبك من جديد من اجل احبائك  كما حمل فادينا المخلص يسوع المسيح الصليب من اجل خلاص احبائه من الخطيئة والانانية والكبرياء .
ان تتريث المطالبة في البحث عن قضيتك وتطلب من من مؤازيك التريث لفتح الطريق امام حوار بين بطريك كلا الكنيستين واعضاء سينودهما، لعلها تصيب وتحقق المعجزة وتلتحم كلا الكنيستين معا  ومن ثم الاتحاد مع الكنيسة الجامعة روما كعلامة منا جميعا نسيرونلتزم بوصاياه والا بخلاف ذلك نكون في تناقض مع تعليم المسيح نفسه وما تعلمون وتبشرون به انتم وكافة ابائنا الاكليروس هو مناقض لروح المسيحية.
 تعطي فرصة اخرى لعل العملية الغريبة لجسد واحد بثلاثة روؤس تبدا بخطوتها الاولى وتنتهي برأس وجسد واحد كما طلب المسيح نفسه لاحقاً ان شاء الله.
كما ارجو ان تنصح الكتاب الكلدان المؤازين لقضيتك ان لا يتهموا بطريرك كنيستهم بالخيانة والدكتاتورية احيانا من اجل قضيتك، لان امام غبطة البطريرك اولويات اكبر منها مثل مصير المسيحية في العراق والشرق الاوسط حسب رؤيتي  واعتقد انت بنفسك لا تقبل ان يحيد عن هذه المهمة او يؤجلها  في هذه المرحلة الصعبة.
ننتطر جوابا من سيادتكم لهذه الدعوة التي اظن الكثير من ابناء شعبنا  يؤيدونها.
في الختام اتمنى لك الصحة والموفقية وكل العطيا ومواهب الروح القدس كي تشجعك وتقوي من ايمانك بل تغربل ايماننا وافكارنا جميعا من الشوائب الغريبة.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق