المطران بو جوده في عيد مار سركيس وباخوس: إنّ دم الشهداء هو زرع لمسيحيين جدد




 زغرتا ـ الغربة
لمناسبة عيد القديسين سركيس وباخوس، تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداسا احتفاليا في بلدة بسلوقيت في قضاء زغرتا، عاونه فيه خادم الرعية الخوري حنا حنا، والكهنة مارون بشاره، طوني بو نعمه، ونعمة الله عبود، وبحضور حشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:"  أنّها مناسبة سعيدة أن أحتفل معكم اليوم بعيد القديسين سركيس وباخوس شفيعي رعيتكم اللذين يعتبران مثالاً لنا جميعاً في الالتزام المسيحي وفي الشهادة التي أدّياها للرب في حياتهما. فالقديسان سركيس وباخوس عاشا بالفعل وصية المسيح للرسل قبل أن يغادرهم حين قال لهم : سوف تكونون لي شهوداً في اليهودية والسامرة، وحتى أقاصي الأرض. وحين قال لهم أيضاً، ليس التلميذ أفضل من معلمه. فإن اضطهدوني فسوف يضطهدونكم ... فلا تخافوا، فأنا معكم الى منتهى الدهر".
اضاف:" لقد آمن القديسان سركيس وباخوس، الجنديان في الجيش، بالمسيح يسوع ، فصارت حياتهما بكليتها شهادة له فجابها المضايقات والإضطهادات بجرأة وشجاعة، ولم يستسلما لتهديدات السلطات وإنذاراتها لأنهما تمسكا بالحقيقة التي هي يسوع المسيح، الطريق والحق والحياة، وفضلا الموت على إنكاره فأصبحا هكذا في الوقت عينه شهوداً وشهداء. والمعروف أنّ السيد المسيح كان قد قال لتلاميذه إنّ من يريد أن يتبعني فعليه أن يحمل صليبه ويتبعني وإن كان أبوه وأُمه وإخوته وأخواته أحبّ إليه منّي، فلا يستطيع أن يكون له تلميذاً .. كما قال لهم أيضاً إنّ الطريق المؤدي إلى الهلاك واسع ورحب، والطريق المؤدي الى الخلاص ضيّق وشاق".
وتابع:" تاريخ الكنيسة مجبول بدماء ودموع وآلام القديسين، وهم الذين في نهاية الأمر سوف يخلصون العالم، لا العلماء والمفكرون والفلاسفة على ما يقول السعيد الذكر البابا بولس السادس. ولذا فعلينا، ونحن نحتفل بعيد القديسين شفعائنا أن نأخذ من حياتهم مثلاً لنا وأن نحاول الإقتداء بهم كي نستطيع أن نصل الى حياة السعادة الحقيقية التي نسعى اليها. إنّ تاريخ الكنيسة، أيّها الأحبّاء، منذ أن وجدت ولغاية اليوم هو تاريخ شهادة وإستشهاد. إنّها إقتداء بحياة السيد المسيح الشهيد الاول الذي قال لنا ليس التلميذ أفضل من معلمه، فإن اضطهدوني فسوف يضطهدونكم. والمعروف أنّ المسيحيّين، منذ العصور الاولى، وهم الذين أرادهم المسيح أن يكونوا له شهوداً حتى أقاصي الارض، قد تحوّلوا غالباً الى شهداء، وفضّلوا القبول بسفك دمهم في سبيل المسيح، على أن ينكروه ويبتعدوا عنه. ومن بين الذين قبلوا هذا الإستشهاد في سبيله القديسان سركيس وباخوس اللذان، بالرغم من المراكز المرموقة التي كانا يحتلانها في الجيش، وعندما خيّروا بين المحافظة على هذه المراكز والموت إن لم ينكروا المسيح، فضلا الموت على النكران. والمعروف أنّ القرون المسيحية الاولى كانت، كما قال عنها المؤرخ الفرنسي المعروف دانيال روبس، عصر الشهداء والرسل... لكنّ المسيحيين، بالرغم من كل ما عانوه من إضطهادات وملاحقات وعذابات بقوا صامدين في إيمانهم ثابتين فيه... وبدلاً من أن تنهار الكنيسة وتتزعزع بسبب الإضطهادات، كانت تقوى وتترسخ، على العكس، إلى درجة قال عنها أحد آباء الكنيسة: إنّ دم الشهداء هو زرع لمسيحيين جدد". وختم :" فلنرفع الصلاة اليوم اذن الى الرب، طالبين منه بشفاعتهما، نعمة الثبات والشجاعة والجرأة في تحمل مسؤوليات إيماننا، لنجعل من حياتنا شهادة دائمة له، ونكون له رسلاً في هذه البلاد وهذه المنطقة من العالم، فنحول بلادنا حقيقة الى ما قاله عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، ليس مجرد وطن بل رسالة الى الشرق والغرب". 
بعد القداس بارك المطران بو جوده دسوت الهريسة التي كانت قد اعدت خصيصا للمناسبة في تقليد سنوي دأب عليه ابناء البلدة ليلة عيد مار سركيس وباخوس. 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق