الدولة.. وفتاوى شم النسيم/ مجدى نجيب وهبة

بعد صدور فتوى من وكيل وزارة الأوقاف بتحريم الإحتفال بعيد شم النسيم واصفا بعض من يشاركون فى هذه البدعة بأنها تقاليد أهل الكفر والضلال وأصحاب هذه الفتاوى يرون أن شم النسيم هو عيد إحتفل به قدماء المصريين فهو عيد فرعونى ، وكذلك إحتفل به شعب بنى إسرائيل فهو عيد يهودى كما إحتفل به المسيحيين فهو عيد الكافرين ، وعندما جاء عمرو بن العاص وفتح مصر ودخل الإسلام مصر وجد عمرو بن العاص المصريين يحتفلون بهذا اليوم فأرسل رسالة إلى عمر بن الخطاب فى المدينة المنورة لطلب المشورة وجاء رد عمر بموافقته بالإحتفال بهذا اليوم . وقد علل بعض علماء الإسلام سبب رفضهم للإحتفال بهذا اليوم بأنها عادة فرعونية قديمة لم يحتفل بها رسول الإسلام عكس ما يراه البعض أن شم النسيم هو العيد الذى أوحت به طبيعة بلادنا الزراعية وهو يرمز إلى "بعث الحياة"...

وبعيدا عن هذه الفتاوى التى صارت بعضها مثل الملوخية الحمضانة قررت جميع طوائف الشعب التمتع بهذا اليوم والخروج إلى الحدائق والمتنزهات وأكل البيض والسمك المملح والخس .. وذلك رغم أنف فتاوى التخلف والتطرف ، مما جعل البعض من أصحاب هذه الفتاوى البحث فى قاموس اللغة العربية عن معنى كلمة " شم النسيم " ، وإقترح البعض أن يتم تغيير إسم شم النسيم إلى " شم الفسيخ العربى " ، حيث أن كلمة نسيم هى كلمة قبطية 100% أو " عيد البصل والرنجة " مثل ما حدث فى بعض الميادين بالقاهرة الكبرى فقد قرر السيد المحافظ تغيير إسم ميدان فيكتوريا إلى ميدان " نصر الإسلام " ... وميادين وشوارع عديدة تم أسلمتها فهل يقف "شم النسيم" عثرة فى تغيير إسمه وأسلمته ... أما الشئ الغريب والملفت أن الدولة تظل صامتة وعاملة ودن من طين وودن من عجين ، فهى " لا ترى .. لا تسمع .. لا تتكلم " ، فكل من له فتوى فليقولها ، المهم أن تبعد فتواه عن الترشيح للرئاسة ... وهكذا نجد أجيالاً تتكاثر وتتوالد ولا تعرف سوى الحقد والكراهية والتربص بالأخر وتشتعل النار من مستصغر الشرر والجميع فى حالة إسترخاء وترهل وفقدان ذاكرة دون البحث عن مصادر التطرف ومن أين تأتى هذه الروائح الكريهة ؟!! ..

إنهم لا ييئسون فهم فئة ضالة دأبوا على نشر الفساد والإرهاب وسيستمرون فى فرض فتواهم ، فهل سوف يستمر الشعب يحارب هذه الأفكار المفخفخة دون أن تؤثر فى صلابته .. نرجو أن نفيق قبل أن يلتهم غربان التطرف والبوم ثمار الحب وسنابل السلام .

دعونا نرددها وبكل صراحة ... لقد مللنا من أفعالكم وفتواكم المضللة ، ولم نعد نعرف ماذا تريدون ؟!! ، ولكن الذى نعلمه جيدا أنكم تريدون الخراب والدمار إلى هذا الوطن ، ودعونا نتساءل هل ستكونوا سعداء إذا تحولت مصر إلى دولة تسير فى ركب تنظيم القاعدة وبن لادن وأعوانه ، ومن ثم تنقلب إلى عراق أخر لتتحول إلى دولة بلا دولة وشعب بلا هوية ، أم تريدون أن تتحول مصر إلى دولة إرهابية يحكمها الفكر السلفى والفكر الوهابى حيث تعم الفوضى والقتل والترويع فى كل شبر من أرجاء المحروسة .... للمرة المليون نقول لكم .. أفيقوا قبل أن يبتلعنا فيضان تسومانى ليغرقنا ويغرق الجميع فى فوضى التطرف والإرهاب .

رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email: elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق