الديـن التائـه/ عـادل عطيـة


" الدين لله والوطن للجميع"،مقولة تعود إلى المُعلّم بطرس البستاني،وعاود نشر بذورها الزعيم سعد زغلول؛ لتنمو وتقاوم مرض الطائفية والتمذهب !
فهل صمد هذا الشعار في مجتمعاتنا،أم خنقته أشواك العنصرية والتعصب،التي كانت موجودة ، وستظل لأنها تنمو وتزدهر في القلب ؟!..
يقول نبي الاسلام : " لا يجتمع في جزيرة العرب دينان " .. وعليه فلا يجتمع اليهود والنصارى مع المسلمين في مصر،إلا كقردة وخنازير !
وكما يشتكي الوطن،يشتكي الدين ؛لأن الدين في بلادنا أصبح له ألف قصة وقصة مدهشة ومؤلمة ومضحكة معاً ..
فمع أن اليهود ينتمون إلى إسم الله الخالق ،الذي هو : "يهوة" .
والمسيحيون ينتمون إلى إسم الله الكلمة المتجسد،الذي هو : " المسيح " .
فان المسلمون لم ينتموا إلى اسم من اسماء الله ،
ولا انتموا إلى اسم من اسماء محمد ، فصاروا ، مثلاً : "محمديون" ، أسوة بالبوذيين أتباع بـــوذا !
ولكنهم اختاروا اسماً اعتبارياً هو : "الاسلام" ، الذي ورّث اسمه،بعد ذلك ،لكل الكيانات الاعتبارية :
فأصبح الاسلام هو الدين الرسمي للدولة !
واصبحت المحلات التجارية ، تحمل اسماءاً اسلامية :
فنجد محلاً للجزارة،اسمه : "نور الاسلام" !
ومحلاً للملابس،اسمه : "التوحيد والنور" !
ومحلاً للاحذية،اسمه : "فجر الاسلام" !
وكلمة الدين استخدمها البعض بخيال شيطاني خصب ؛ للاساءة إلى دين الآخر ، وإلى دينه ـ سواء درى أو لم يدري ـ :
فقد شاهدت فلاحاً،وهو يسب حماره ،قائلاً : "يلعن صليبك" !
ياله من فلاح فصيح ، جعل حماره يدين بالمسيحية،ويتخذ من الصليب شعاراً !
والسيدة التي صرخت في فأر،وهي تقسم بأنه فأر مسيحي؛لأنه تجرأ وقرض صفحات من القرآن الذي كانت تحتفظ به في مكتبها !
وهناك دين كلب وهذا الدين الذي هو دين كلب له ابن ، فيقولون : " ابن دين كلب " !
وهناك من يقسم،قائلاً : " وحياة دين أمك" !
وآخر : "بثلاثة دين أمك" .. على وزن عليّ الطلاق بالثلاثة !
وبينما يتشدق المسلم بأن دينه دين التوحيد، مع أن اخناتون سبقه إلى ذلك ، ولا أريد أن أقول اليهودي والمسيحي ، فهو يطلق على الإله اسم : "الله" الذي هو إله القمر ، ورمزه الذي لا يزال يعلو المساجد والجوامع !
ثم هو الله أكبر ، الذي معناه أن هناك آلهة ، أو على الأقل إلهاً آخر ، وأن الله أكبر من الله الآخر،أو أن الله أكبر من الآلهة الأخرى !
ولا أعرف ماهو موقفه،عندما يردد هذا التعبير : "يا فتاح يا عليم " .. فيتبادر إلى ذهنه النص القرآني : "الفتاح العليم" ، والنص التاريخي عن : "بتـاح" أو "فتـاح" إلـه الخلق عنـد الفراعنــــة ؟!..
انها لمأساة ، عندما يتيه الإنسان في دينه ، ويتيه دينه في عقله !...

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق