الوسطاء يمتنعون: مصر إسلامية .. أيها الكفار/ مجدى نجيب وهبة


** لقد إستاء البعض عقب الجريمة البشعة بكنيسة "القديسين" ، ليس من بشاعة الجريمة وعدد الضحايا وتمزيق جثثهم إلى أشلاء ، ولكن كان الإستياء من تظاهر الأقباط وتطاولهم على النخبة السياسية والأمن ، بل وتجرأهم للمطالبة بالتعيين بالوظائف السيادية والمساواة بالمسلمين وقانون دور العبادة الموحد ، وإلغاء بعض مناهج التعليم وإرساء مبدأ المواطنة فعليا وليس إسميا ... وتساءل البعض ما الذى حدث حتى ينطلق الأقباط فى تظاهر حاملين الصلبان ليهتفوا ضد رئيس الدولة ومسئولى الأمن .. هل سقوط بعض القتلى وجرح العشرات يعطى لهم الذريعة للتظاهر ؟!! ...
** إنطلقت المقالات التحريضية لتهيل التراب على الأقباط والكنيسة ، وقد زادت حدة هذه السفاهات ضد الأقباط بعد أحداث العمرانية ، وتساءل المتطرفون كيف يهاجم شباب العمرانية الأمن ويعتدوا على مبنى المحافظة بالجيزة ويقطعون الطريق الدائرى ، وقد كان الأمن رفيقا معهم فلم يطلق عليهم سوى بضعة رصاص وقنابل مسيلة للدموع مثل التى تستخدم فى مولد أبو زبيبة ... نعم لقد إنطلقت الأقلام فى إصرار غريب وطائفى ، فمصر دولة إسلامية وأنتم فى الحماية تحت مظلتها ، ونضربكم ونطلع عين اللى خلفوكم ومحدش ليه دعوة بيكم .
** تساءل حمادة فى صوت الأمة الطائفية .. منذ متى تحدث هذه الإحتجاجات المؤسفة ، يقول ذلك حماااادة رغم حالات التظاهر والإحتجاجات اليومية من بناء بعض القرى إحتجاجا على وفاة أحد من أبناء القرية ، وقد دهسته سيارة مسرعة أو التظاهر للمطالبة بالحقوق الضائعة ، أو التظاهر على موت مواطن داخل أحد الأقسام ، كل هذه التظاهرات شرعية بقوة القانون والدستور ... أما الجماعة الكفرة دول فليس من حقهم الإعتراض أو التظاهر فهو قلة أدب ، ويجب أن نوريهم العين الحمرا ...
** ومن صوت الفتنة إلى اليوم السابع ، حيث إنطلق محامى الجماعة المحظورة بمقال نارى .. يقول الزيات "مصر إسلامية من غير قنابل ولا بارود" ، والمقال منشور بجريدة اليوم السابع فى 11 يناير 2011 .. هكذا خبط لزق قرر الزيات فى هوجة الإهانات المتلاحقة للأقباط أن يكون له رأيا قاطعا بدل اللف والدوران ويبدو أن الأفوكاتو منتصر الزيات إستاء من الحادث المروع لأنه أعطى الحجة للمسيحيين أن يتكلموا وأن يغضبوا وأن يعبروا عن كل مطالبهم بشكل علنى وأكثر بكل ما أوتوا من قوة من أجل الإسقاط على المؤسسة الأمنية فى مصر وهزها ، وضرب قوات الأمن فى الشوارع والتجرؤ عليها للمرة الثانية بعد الإعتداء على رجال السلطة العامة فى العمرانية ... ويواصل الزيات محامى الجماعة المحظورة فيقول "شاهدنا مطالبات على عينك ياتاجر ، حقائب وزارية ووظائف عليا وقانون موحد لدور العبادة ، والغريب أن أجهزة الإعلام فى بلادنا تعالج مثل هذه الأمور بسطحية وتفاهة بالأغانى وبرامج تستدعى فيها الفنانين والفنانات ليتكلموا عن فداحة ما حدث وعن العلاقة الحميمة بين المسلمين والمسيحيين ، وربما لا يعرف أحدهم أحكام الطهارة والوضوء ؟!!! ... وتحجبت عن شاشات التلفاز النخب الفكرية والثقافية والدينية التى يمكن أن تتناول الظاهرة من جميع جوانبها بدلا من كلام ساذج يردده هؤلاء الإعلاميون والفنانون .
** يعنى محامى الجماعة المحظورة يرى أن كل ما تم من ترضية وإعتذار من بعض النخبة الفكرية والفنية والإعلامية هو مجرد كلام ساذج وأن كل هؤلاء لا يعرفون أحكام الطهارة والوضوء !! ، وبالقطع شمل هذا التجريح والسخرية الفنان عادل إمام ، وعزت العلايلى ، ويسرا ، والموسيقار عمار الشريعى ، والإعلامى تامر أمين ومحمود سعد ، ومنى الشاذلى والإعلامية ريم ماجد والإعلامية رولا خرسا ، والعديد والعديد من النخبة الإعلامية فى مصر وكتابها ورؤساء تحرير الصحف ، وهو نفس الكلام الذى ردده حماااادة بيه فى مقاله بصوت الأمة .
** ويطالب الزيات بتعقب الجناة والضرب على أيديهم بيد من حديد ، لكن لا يعنى ما حدث أن تفتح كل الأبواق لتهتف بإسم الصليب تخت سماء مصر وهى دولة إسلامية ؟!! .. لا يمكن أن يتحول المصاب لمواطنين مصريين إلى سب رئيسها ووزير داخليتها عيانا فى بيانا علنا على الهواء مباشرة .. ويبدو إستياء الزيات محامى الجماعة المحظورة من مطالبة الأقباط ببناء دور عبادة ، حيث قارن الزيات بين الإستفتاء التى تجريه سويسرا والذى رفضوا بناء مأذن جديدة لدور العبادة للمسلمين هناك ؟!! ، ويتساءل الزيات كيف تقولون ذلك والكنائس تدق أجراسها فى سماء مصر الإسلامية ، وتنقل وسائل الإعلام قداس أعياد المسيحيين ويحضرها الكثير من المسلمين ، بينما الأذان لا يجوز له أن يرتفع على المأذن فى أوروبا المتحضرة الديمقراطية وأمريكا بلاد الحرية ... ويواصل ... لم أزل أستمع لعقلاء النصارى يقولون نحن مسيحيو الديانة مسلموا الثقافة فهوية مصر إسلامية ، وقانونها العام هو الإسلام .... هذا هو ثانى مقال يكتب بهذه الوقاحة والطائفية فهل ما يكتبه هؤلاء هو سياسة دولة باعتبار مصر إسلامية من غير قنابل ولا بارود ..... هذا المقال هدية للسيد رئيس الدولة حتى يعلن أن مصر إسمها مصر الإسلامية وأن يقر مجلس الشعب هذا المسمى الجديد ...
** وبعد هذه الفتاوى ألا يحق للمتطرفين الإسلاميين تفجير الكنائس وقتل الأقباط .. ألا يتفق هذا مع حادث قطار جريمة سمالوط والتى أقدم على إطلاق الرصاص مندوب شرطة من سلاحه النصف ألى ... لقد بدأ الزيات بتاريخ مصر وتناسى أن مصر فرعونية قبطية ، ثم تحولت إلى اللغة العربية بعد الفتوحات الإسلامية ، ويتعامل العالم جميعا مع مصر على هذه الهوية أما أن تتحول إلى مصر الإسلامية فهذا فى عقول هؤلاء المرضى وليس غيرهم .
• لقد تناسى الأفوكاتو أن من روع الأمن والنظام هم جماعة الإخوان المسلمين التى إنشق منها جماعة التكفير وجماعة الجهاد وجماعة الأمر بالمعروف ودورهم المخرب فى تدمير الوطن وليسوا الأقباط .
• هل تناسى الأفوكاتو د.طلعت ياسين همام زعيم الإرهابيين والذى كان يدرس للطلبة بجامعة أسيوط وأغتيل على يد الأمن عام 1995 بعد جرائم عديدة روعت المجتمع .
• هل تناسى الأفوكاتو جرائم ذبح رجال الشرطة على أيدى الإخوان المسلمين وتطاولهم على النظام ، فقد ظهر أحد كوادر الإرهاب فريد سالم كدوانى ، فقد قاد الإخير العمليات الإرهابية داخل المنيا وهو تلميذ د. البشير ، حيث قام بتشويه جثث القتلى وقام بفصل رأس أحد المواطنين عن جسده ويدعى ظريف عبد الله ، وتم تعليقه فوق أحد أعمدة التليفونات ، ثم قام بالسطو على أحد سيارات الميكروباص والتى إنتهت بقتل أحد عشر فرد من أمناء الشرطة عام 1996 ، والخفراء الذين أنزلهم فريد كدوانى على مدخل مدينة أبوقرقاص قام بتوثيقهم بالحبال وعلى طريقة المستعمرين الإيطاليين فى فيلم عمر المختار قام بإطلاق الرصاص على رؤوسهم من الخلف وأردهم قتلى فى الحال .
• فى عام 1995 نفذ أشهر المذابح فى شارع الصاغة أكثر شوارع ملوى إزدحاما وفيها إقتحم كدوانى ومعه مجموعة مسلحة مكونة من 8 أشخاص من أعضاء الجماعات المتطرفة ، وفى وضح النهار قاموا بتفتيش المارة وأغلقوا الشارع من الناحيتين وإقتحموا محل الصاغة الخاص بعماد عياد وأطلقوا النار فأردوه قتيلا فى الحال ، ثم قام الكدوانى وعصابته بسرقة النقود التى وجدوها داخل خزينة المحل وحملوا معهم كل كمية الذهب الموجودة فيه وفروا هاربين .
** ورغم هذه الجرائم البشعة لأحد أمراء الإسلام ، لم يكن الكدوانى بالبلطجى ، بل كان يعمل بمهنة التدريس بالمرحلة الإعدادية وقد إستغل تواجده بالمدرسة فى نشر الفكر المتطرف داخل قريته حتى زاد عدد أتباعه من الأطفال وأولاد الشوارع الذين إستخدمهم فى تكوين أول تنظيم للأطفال فى ملوى ..
** لقد تمت كل هذه الجرائم بإسم الإسلام ، هل تناسى الأفوكاتو مذبحة الدير البحرى وقتل وذبح 66 سائحا والتمثيل بجثثهم ، هل تناسى الأفوكاتو حادث فندق أوروبا فى الجيزة فى إبريل 1996 والتى راح ضحيتها 18 سائحا و15 مصابا .... هل تناسيت جرائم الإرهاب فى شرم الشيخ وطابا وذهب ومحاولة ضرب السياحة ، لتدمير فكر هذا الوطن ... هل هذا الإسلام الذى يبحث عنه الأفوكاتو وأخرين ..
** لقد جرب السودانيون الدولة الدينية فلم يجنوا إلا القهر والخوف والحرب الأهلية ، وجلدوا النساء فى الميادين بإسم الشريعة ولم يتنفس الجنوب الصعداء إلا بعد مراحل الإنفصال الأخيرة عن الشمال الإرهابى ، بل إننا رأيناهم يرقصون فى الشوارع وقد ذهبوا للإقتراع منذ الساعة الثالثة فجر الإقتراع ... جرب الإيرانيون هذه الدولة الدينية فلم يربحوا إلا العزلة .. عزلة الحكام داخل بلادهم وعزلة الإيرانيون كافة عن العالم الخارجى ... جرب الصوماليون الإسلام السياسى فلم يجنوا سوى الإنقسام والحروب والمجاعة ..
** هذه الحقائق التاريخية والثقافية والسياسية الواضحة يرفضها دعاة الإسلام السياسي فهم يريدونها طغيانا خالصا لأنهم لا يريدون أن يفكروا ، فقد خلقوا لأنفسهم ماضيا مصطنعا مستعارا يعيشون فيه كما كان الناس يعيشون قبل ألف عام حين كانت إستبدادا مطلقا يمارسه أفراد يحكمون بأنفسهم وبمن يصطنعونهم من مرتزقة الجند والولاة والقضاة والفقهاء .
** فى مثل هذه الدولة يمكن أن نفهم دور المحتسبين أو "الفتوات" الذين كانوا يتطوعون للخدمة العامة أو يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، لأن مدن العصور الوسطى لم تكن تعيش فى ظل قانون عادل نافذ يلتزمه الجميع ولم تكن تعرف ما تعرفه المجتمعات الحديثة من مؤسسات مختلفة تقوم على سن القوانين وحراستها والعمل بها .. لكن زعماء الجماعة الإسلامية لا يرون هذه المؤسسات الحديثة ولا هذه القوانين الديمقراطية ويصرون أن يلعبوا دور المحتسبين والفتوات .. لقد كفّروا المجتمع وحاربوا الدولة فى محاولة لإقامة الشريعة وإقامة الدولة الدينية وهذه خدعة كبرى ... إنهم مجموعة مرتزقة أجادوا حمل السلاح وممارسة العنف وإغتيالهم للمفكرين ورجال الأمن ، وعدوانهم على الكنائس وترويعهم للسياح الأجانب .. ماضيهم وحاضرهم إسود ملطخ بالدماء .. فهل هذا هو الإسلام الذى يتحدث عنه الأفوكاتو وأخرين فى سماء مصر المسلمة ..


** بعد نشر المقال السابق إتصل بى عديد من الأصدقاء وأخبرونى أن السفارة الأمريكية تعامل الأقباط معاملة سيئة جدا وترفض إعطائهم أى فيزة للهجرة رغم الطوابير العديدة أمام مكتب السفارة .. أما السفارة الأسترالية فتضع شروطا ربما لا تتوافر فى الكثير وهى ألا يتعدى سن المتقدم عن 50 عاما ويكون حاصل على مؤهل عالى ....
** أخيرا .. إرحموا الأقباط فى دولة لا تعانى من المشاكل مع أبناء الوطن ، ولكن المشاكل مع النظام ثم النظام ثم النظام .. ثم الإرهاب ..

CONVERSATION

1 comments:

  1. كلام عسل على عسل ,راجل والرجال قليل مقالاتك روعه كتباتك مقنعه لما بقرأ مقال لحضرتك كاني ربحان مليون دولار , لكن يا اخوي هذا لا يكفي مشوار الف ميل يبدأ بخطوه ومشوار التحرير بدا , تحرير ارض الفراعنه عاجلا ام اجلا سوف تتحرر من طغيان الارهاب الاسلامي , كل عمري اسمع مقوله (ما اخذ بالقوه يسترد بالقوه ) يا اخ مجدي ناقصنا قياده وشجاعه على شويه دعم وتمويل خارجي حتي نكمل المشوار بدايته صعبه وبمشيئه اله سنتغلب علي الاحتلال ونرجع الارهاب الاسلامي حيثما اتي الي الصحراء , اهم شئ عدم الخضوع, فقط النضال المسلح اذا احوجت الامور لانه هذا الارهاب لا يفهم بلغة الشعوب المتحضره هذه فئة من الحيوانات الغير اليفه بالمقاومه باي شكل كانت لازم تستعمل لتحرير ارضنا من الكلاب اتوا زوار وسيرحلوا بمشيئه اله وهم صاغرون

    ردحذف