داعية كويتي: ثورة المصريين "غير شرعية".. وقتلاها ليسوا شهداء

العربية ـ دبي - محمد عبيد، القاهرة- أميرة فودة، مصطفى سليمان
قال رئيس لجنة الفتوى المصري الاسبق الشيخ جمال قطب ان كلام الداعية الكويتي عثمان الخميس عن الثورة المصرية لا اصل له من الصحة على اى مستوى، كما انه يجافى العقل والفطرة، فكل الشرائع السماوية واخرها الاسلام تحض اتباعها على منع الظلم والتصدى له وعدم الرضا به.

وجاء رد قطب بعد أن قال الداعية الكويتي الشيخ عثمان الخميس بحرمة الخروج على الحاكم أو التظاهر لعزله، واعتبر أن ذلك السلوك يمثل فساداً عظيماً حسب رأيه، كما اعتبر أن قتلى وضحايا الثورة المصرية ليسوا "شهداء".

قول الخميس "خطأ وإثم" الشيخ جمال قطب واستشهد قطب بالحديث القدسى الشهير عن رب العزة " يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى فلا تظالموا بينكم " متسائلا كيف يتصور بشرى على وجه الارض ان الثورة على الحاكم الظالم فى مصر او غيرها لا تعتبر عملا شرعيا إلا اذا كان المتكلم تلميذ صغير يبحث فى القرأن الكريم عن لفظ ثورة دون ان يدرس احكام القرأن ولم يفهم مقاصده.

اما التعليل بان الشعب لم يخرج لسبب دينى فهو اشد خطأ واثما ولذلك اتوجه بالسؤال للخميس هل شرع الله مقصورا على اقامة الشعائر والعبادات والطقوس الدينية ام ان رفض الظلم يرضى الله والامر بالمعروف والنهى عن المنكر يرضي الله، فلا شك ان كل حركة تمنع الشر وتجلب الخير هى لله.

كما ابدى قطب استياؤه من عدم اعتبار شباب الثورة الذين قتلوا غدرا فى ميدان التحرير ليسوا بشهداء؛ قائلا "هل من عاقل يتصور ان يخرج شباب فى ثورة على حاكم ظالم ويتم تهديدهم بالقتل فيفضلوا الثبات فى مكانهم وهم عزل ويقولون كلمة الحق الى ان يقتلوا ليسوا بشهداء، هذا كلام فارغ والمصريون ليسوا فى حاجة لشهادة الخميس او فتواه وعليه ان يتعلم اولا مقاصد القرأن".

ثورة من أجل الدنيا وقال الخميس في حديث مصور على موقع "يوتيوب" يعود لفترة سابقة إن الثورة المصرية، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، لم تكن ثورة إسلامية ولكن ثورة من أجل الدنيا، فالثوار لم يخرجوا من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية أو من أجل الدين.

ومضى الشيخ في حديثه قائلا إن الثوار كانوا يطالبون بحكم ديمقراطي و هذا ليس مسألة دينية، وبالتالي لايجوز أن تلبس تلك الثورة أو غيرها لباسا شرعيا.

وأردف "خرجوا (الثوار) من أجل الدنيا .. وعليهم بالعافية والله يوفقهم". فهم حسب قوله تعرضوا للكثير من الظلم والحرمان ولكن ثورتهم تبقى دنيوية وغير شرعية وهي مثلها، مثل أي ثورة في الدنيا.

لسوا شهداء وعن الضحايا الذين سقطوا خلال المظاهرات والاحتجاجات برصاص قوات الأمن قال الخميس إنهم ليسوا شهداء، "فهذا ليس طريق الشهادة" وأضاف "نسأل الله أن يغفر لهم".

وأوضح الشيخ في بداية الحديث أن هناك حيرة واضطرابا بشأن المظاهرات والرأي الشرعي فيها، فالبعض يفتي بناء على حماس فقط دون علم، معربا عن أسفه لأن معظم من أجازوا المظاهرات أجازوها من باب الحماس دون أي أساس شرعي، ولايذكرون نصوصا عن الرسول "صلى الله عليه وسلم"، وأنهم استندوا لأحاديث ضعيفة.

وشدد على أن الأصل هو عدم جواز الخروج على الحاكم والسمع والطاعة له وإلا حدث فساد عظيم, ولكن البعض يأخذهم الحماس دون دليل.

ويشار إلى أن أكثر من 800 مصري قتلوا برصاص قوات الأمن، فيما أصيب أكثر من ستة آلاف خلال المظاهرات التي استمرت 18 يوما متواصلة، وانتهت بتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن الحكم في الحادي عشر من فبراير/ شباط الماضي، وإسناد مهامه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد حتى الآن.

واستنكر عدد من علماء الأزهر ورجال دين في مصر فتوى عثمان الخميس حول عدم شرعية الثورة المصرية وعدم الاعتداد بقتلاها.

وقال الشيخ طارق الزمر وكيل مؤسسي حزب الجماعة الإسلامية،"البناء والتنمية " لـ "العربية نت" إن مقاومة الطغيان والطغاة في حد ذاتها واجب شرعي بغض النظر عن الأشخاص أو الحكومات".

وأضاف أن "المظاهرات والخروج على الحاكم ليست بالضرورة أن تكون من أجل تمكين حاكم من تطبيق الشريعة، رغم أن هذا هدف نبيل، لكن الثورات والخروج على الحاكم الظالم والمستبد والطاغي جائزة شرعا ولهذا فإن من خرج من المصريين منذ يوم 25 يناير في مواجهة نظام الرئيس السابق حسني مبارك بهدف إسقاطه لمنع ظلمه وتعديه على الحقوق والحريات ومن قتل أثناء ذلك ومن أجل هذا الهدف فهو شهيد وله أجر الشهداء".

من جانبه قال الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر "إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن السلطان ظل الله في الأرض فأجلّوه وعظّموه وإن كان عادلا فله الأجر وعليكم الشكر وإن كان جائرا فعليه الوزر وعليكم الصبر".

واستدرك الشيخ عبدالحميد الأطرش "لكن ما حدث في مصر وهي بلد الخير والأمان وهي البلد الوحيد الذي ذكر في القرآن بعد مكة شاء قدرها أن تبتلى بحكام لم يعرفوا ربا ولا دينا وشاء لها الله أن يهيء لها شبابا ورجالا يثورون ضد الظلم وسرقة مقدرات هذا البلد العظيم فكان من حقهم أن يبحثوا عن حقوقهم فخرجوا وأسقطوا الحاكم في ثورة بيضاء ولم يعتدوا على أحد، بل خرجت عليهم آليات النظام السابق وقتلتهم بالرصاص الحي ودهستهم بالسيارات وهم عزل فهؤلاء الشباب لا شك أنهم شهداء عند الله ونحسبهم من الأخيار ونسأل الله لهم الرحمة".

وتابع الشيخ عبدالحميد الأطرش "أما ما قاله الداعية الكويتي من عدم الخروج على الحاكم فهذا ينطبق على الحاكم العادل مثل الخليفة عمر بن الخطاب وغيره من الخلفاء الراشدين".


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق