
والحقيقة أننى إتجهت الى الكتابة فى هذا الموضوع لأن وجدت كثيرين والرؤية مشوشة عندهم عن معرفة مصيرهم بعد الموت ‘ أو إختلاط المعرفة لمعلومات قرؤاعنها فى الإنجيل‘ ولعدم تعمقهم فى دراسة الكتاب المقدس ‘أو عدم قراءة تفاسير الكتاب المقدس ‘ لأن المؤمن المسيحى يعرف جيدا مصيره بعد الموت ‘ ومن أول ماقاله الرب يسوع فى إنجيل القديس مرقس 1: 14و15عندما بدأ بالكرازة ببشارة ملكوت الله "قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" ولعبة الشيطان منذ صلب السيد وفتحه الفردوس أمام الذين ماتوا على رجاء المسيح والمحبوسين فى الهاوية ‘ أن يشكك فى الأبدية التى وعد بها الرب يسوع للمؤمنين به (2بط3)‘ وهذا شيئ خطير للغاية ‘وإذا صدقها الناس انحرفوا عن الإيمان وخسروا حياتهم الأبدية. وأرجوا ان يفهم القارئ العزيز أننى أكتب اليكم -وأنا تحت أقدام السيد تلميذا وتحت خشبة الصليب ساجدا للمعرفة بالرب يسوع على قدرمايعطينى روحه القدوس- ومن كلمة الله الحية الفعالة فى كتابه المقدس.
أولا: مكان موتى العهد القديم : (الهاوية والجحيم) ‘ ولأن خطية آدم أورثت البشرية كلها وجوب الموت ‘ وأغلق الرب الفردوس على الأرض "فطرد الانسان واقام شرقى جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة.تك3: 24‘ وهكذا أصبحت الهاوية قبرا لكل الأبرار وهو نفسه الجحيم قبرا لكل الأشرارقبل الفداء والخلاص ‘ وقد عرفنا الآباء عن ماهية الهاوية ومعنى الكلمة ( شاؤل أو سؤال وتساؤل‘ وهو تعبير غامض جدا يشير الى الحالة المؤقته للأرواح بعد أنفصالها عن الأجساد أو بمعنى آخر (عالم الأرواح غير المرئية بعد الموت) وقد أرانا الرب يسوع المسيح الهاوية والجحيم فى إنجيل لوقا الإصحاح 16 عندما شرح قصة الغنى ولعازر" فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم ‘ ومات الغنى أيضا ودفن ‘ فرفع عينيه فى الهاوية وهو فى العذاب ورأى ابراهيم - من بعيد – ولعازر فى حضنه ‘ فنادى وقال ياأبى ابراهيم ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لسانى لانى معذب فى هذا اللهيب. فقال ابراهيم ياابنى اذكر انك استوفيت خيراتك فى حياتك وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزى وأنت تتعذب."لو16: 22-25. " ومارواة الرب هو نبوة لما سيحدث بعد الفداء والخلاص لأرواح الراقدين الأبرار مكان تعزية وهو الفردوس وهى نفس الكلمة التى ذكرها القديس بولس الرسول عندما أختطف للسماء الثالثة(2كو12: 4) وكذلك مكان للأرواح الشريرة فى الجحيم (وبيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت ...)‘ وهذه وتلك مكان إنتظار الأرواح لحين الدينونة العامة والتى ستحدث بعد المجيئ الثانى للمسيح ليدين المسكونة بالعدل‘ ويعطى كل واحد حسب أعمالة إن كانت خيرا أو شرا.
ثانيا: الهاوية أوالجحيم كتابيا : 1- جاء أول ذكر للهاوية بإعتباره مكان موتى العهد القديم" تك37: 35 عندما علم يعقوب بموت إبنه يوسف وأبى أن يتعذى قال" إنى أنزل الى ابنى نائحا إلى الهاوية." 2- 1ملو 2: 6" فى وصية داود لإبنه سليمان" فافعل حسب حكمتك ولاتدع شيبته تنحدر بسلام الى الهاوية." وكان يتكلم عن رجل شرير قائد جيش اسرائيل يوآب بن صروية. 3- مز55: 15" لينحدروا الى الهاوية احياء لان فى مساكنهم وفى وسطهم شرورا . و" مز6: 5" لانه ليس فى الموت ذكرك. فى الهاوية من يحمدك.و" مز16: 3" لانك لن تترك نفسى فى الهاوية .لن تدع تقيك يرى فسادا(وهى نبوة عن قيامة السيد من الأموات)‘ مز30: 3" يارب أصعدت من الهاوية نفسى احييتنى من الهابطين فى الجب."‘ مز49: 15 "انما الله يفدى نفسى من يد الهاوية لأنه يأخذنى." وعشرات الآيات فى العهد القديم تذكر الهاوية كمكان للموتى الأبرار والأشرار فى العهد القديم‘ والهاوية هو نفسه "الجحيم " كما جاء ذكره فى الإصحاح الثالث عشر من تتمة سفر إستير عدد 7" حتى إذا هبط اولئك الناس الخبثاء الى الجحيم فى يوم واحد ..." وذكرفقط فى العهد الجديد فى مت 16: 18 بقول الرب " وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها." بمايمثله الجحيم بالإمتلاء من كل اشرار البشر وقوات الشر المدمرةطوال عصور الماضى والحاضر والمستقبل ‘ لن تقوى على كنيسة الرب.
وعن نبوات نزول المسيح الى الجحيم من قبل الصليب نذكر منها نبوة زكريا" بدم عهدك قد أطلقت اسراك من الجب الذى ليس فيه ماء. ارجعوا الى الحصن ياأسرى الرجاء. زك9: 11 و 12‘ والمرتل داود يقول فى مزمور 16: 7" لأنك لن تترك نفسى فى الهاوية . لن تدع تقيك يرى فسادا." ومز 30: 3" يارب أصعدت من الهاوية نفسى . أحييتنى من بين الهابطين فى الجب." ومز49: 15" انما الله يفدى نفسى من يد الهاوية لأنه يأخذنى."
ونكتفى بهذا عن موتى العهد القديم ‘ ونلتقى إذا أحيانا الرب وعشنا عن الموت ومابعده فى العهد الجديد‘ وهو موضوع تعزياتنا للذين يعيشون على الرجاء بمجيئ الرب يسوع.
0 comments:
إرسال تعليق