ليس موت لعبيدك بعد/ نسيم عبيد عوض

إنتهينا فى مقال الهاوية والجحيم كتابيا أن كل موتى العهد القديم من آدم ليوحناالمعمدان والى اللص اليمين ‘ كان مثواهم الهاوية أو الجحيم كما رأيناها فى لو 16فى قصة الغنى ولعازر ‘وكان الرب يعرفنا مكان الموتى قبل الصليب ‘مكان إنتظار للأبرار وللأشرار مع الفصل بينهم‘ اى قبل فتح الفردوس.  وكما قال القديس أثنايوس الرسول فى كتابه التجسد ‘ كان موت الإنسان الذى خلقه الله ليحيا معه فى الجنة تحديا أمام الله: أ- كان موت الإنسان تحديا ضد كرامة الله ‘ لأنه هو الذى خلقه على صورته ومثاله‘ فكيف تتمزق صورة الله فى الإنسان الذى خلقه؟.  ب- كان موت الإنسان ضد قوة الله ‘ فكيف لا يحمى الإنسان من الموت ومن إبليس؟ ‘   ج- كان ضد حكمة الله فى خلقه للبشر.  د وكان ذلك ضد ذكاء الله ‘كيف لا يحل مشكلة موت الإنسان؟ .  وهكذا تدخل اقنوم الإبن ( الله الكلمة) لحل المشكلة فهو حكمة الله وقوة الله (1كو1: 24) ‘ وجاء الحل الذى هو الكفارة والفداء والنصرة على الموت وغلبة الهاوية ‘ وهكذا تحققت النبوات الكثيرة جدا من العهد القديم ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر: 1- إش7: 14" ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو اسمه عمانوئيل."(الله معنا)   2-  إش 9: 6و7" لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا أبديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن الى الأبد."    3- إش 11: 1و2" ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله .ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب.  إش 61 : 1 " روح السيد الرب علي لأن الرب مسحنى لابشر المساكين وارسلنى لأعصب منكسرى القلب لانادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق....." وهذه الاعداد التى قرأها الرب يسوع فى المجمع عندما دفع اليه سفر أشعياء النبى ‘ وقرأها الرب ثم طوى السفر وسلمه للخادم وجلس . فابتدأ يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب فى مسامعكم."         لوقا 4: 16-21.    4- وأيضا نبوة على لسان دانيال النبى فى رؤياه" كنت أرى فى رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة .سلطانه سلطان ابدى مالن يزول وملكوته مالا ينقرض." ‘ وقالها الملاك جبرائيل للسيدة العذراء فى بشارته لها" فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى أبن الله"لو1: 35.

وهذا ماقرره القديس يوحنا البشير " كان النور الحقيقى الذى ينير كل انسان آتيا الى العالم .كان فى العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم. واما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله المؤمنون باسمه.الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل .بل من الله.يو1: 9-13. ثم قدم لنا الرب يسوع كيف سيفدى البشر بدمه المسفوك على عود الصليب : 1- "اجاب يسوع ان كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله يو3: 3‘ وأيضا" اجاب يسوع الحق الحق أقول لك ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله." يو3: 5.

وبدأت بشاير خلاص الإنسان وميلاده الجديد كطبيعة جديدة وخليقة جديدة يعود بها للصورة التى خلق بها آدم ‘ ولذلك وجدنا الرب يسوع يتعامل مع الموت بصورة مختلفة تماما أنه رقاد و نوم و موت الجسد :                                                                                        1- فى مت 9 : 18 -26" وفيما هو يكلمهم بهذا اذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا ان ابنتى الآن ماتت .لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا. ولما جاء يسوع الى بيت الرئيس ونظر المزمرين والجمع يضجون. قال لهم تنحوا. فان الصبية لم تمت لكنها نائمة. فضحكواعليه. فلما أخرج الجمع دخل وأمسك بيدها .فقامت الصبية. قامت للحياة لأنها فى عهد المسيح الجديد ورب الحياة أن الصبية كانت نائمة.                                                                 2- فى لوقا 7: 11-17" ابن أرملة نايين ..ثم تقدم ولمس النعش وقال أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت .." وهل الميت يقوم ويجلس؟ .. نعم عند رئيس الحياة الرب يسوع المسيح أنه كان نائما."                                                                                                 3- فى  يو11" ..قال لهم لعازر حبيبنا قد نام ولكنى أذهب لأوقظه. وكان يسوع يقول عن موته . وهم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم . فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات ." بلغة البشر موت ولكن بلغى الله الحى نوم‘ ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجا.فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ..فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب"   هذا هو عهد النعمة والحق وقد أرساها الرب يسوع : 1- المؤمنون به أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله وورثة بالتبنى.  2- يولد المؤمن بالماء والروح ‘ وحيث الروح فى السموات فهو يولد من فوق ‘ ويكتب اسمه فى ملكوت السموات. وقد أقرها الرب يسوع فورا لمرثا أخت لعازر " قال لها يسوع انا هو القيامة والحياة . من آمن بى ولو مات فسيحيا .  وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الابد. ثم قال لها فيما بعد" ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله." فسر التحول فى العهد الجديد هو الميلاد الثانى الجديد كخليقة وطبيعة جديدة ‘ وتحققت على الصليب وبالموت والقيامة وقد أعلنها الرب صراحة فى اليوم الأخير من العيد..." من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه انهار ماء حي . قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه.لان الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد. لان يسوع لم يكن قد مجد بعد( على الصليب).

ويقدم لنا الكتاب المقدس الحقيقة" وهذه هى الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية ‘ وهذه الحياة هى فى ابنه  ‘ومن له الابن فله حياة ‘ ومن ليس له ابن الله فليست له حياة. 1يو5: 11"‘ وأيضا "الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية . والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله."(وهو الموت) يو3: 26" وماهى الحياة الأبدية التى أورثها لنا الله؟..هى المسيح ذاته لأن له الحياة فى ذاته"فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس ‘ والنور أضاء فى الظلمة والظلمة لم تدركة.يو1: 4. وهكذا يقول الرب" خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها أحد من يدى.يو10"

إذا ياأحبائى أولاد الله ان القول بالموت أصبح تعبيرا مقتصرا على أهل هذا العالم الغير مؤمنون ‘ أما نحن نقول حسب التعبير الكنسى ( ليس موت لعبيدك بعد بل هو إنتقال) إنتقال من أرض غربتنا الى السماء ومع المسيح كقوله الكريم " أنا أمضى لأعد لكم مكانا‘ وان مضيت وأعددت لكم مكانا آتى أيضا وآخذكم الي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا."يو14: 1- 3‘ وكقول القديس بولس الرسول" ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا ننتظر العتيدة."عب13: 4 .

وأصبح الموت له تفسير مختلف عن الموت فى العهد القديم من حيث الطريق الى الله ومن حيث مكان أولاد الله‘ وهذا ماورد فى رؤ20: 6" مبارك ومقدس من له نصيب فى القيامة الأولى ‘ هؤلاء ليس للموت الثانى سلطان عليهم ‘بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه." هناك موت أول وموت ثانى وقيامة أولى وقيامة ثانية : 1- الموت الأول هو موت الجسد  ويبقى على الأرض لحين القيامة العامة والمجيئ الثانى للرب يسوع‘  وروح الأبرار تصعد على الفور الى فردوس النعيم  والأشرار الى الجحيم . 2- الموت الثانى هو الهلاك الأبدى للأشرار ويكون بعد الدينونة أو القيامة العامة.  3- الذى ولد ولادة واحدة أى جسدية هو من يستحق الهلاك الأبدى أو النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته ‘ والذى ولد ثانية من الماء والروح اسمه مكتوب فى سفر الحياة فليس له إلا موت واحد هو رقاد الجسد والروح تصعد الى الفرودس حيث الإنتظار للدينونة.

والفردوس رآه القديس يوحنا الرائي " بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف متسربلين بثياب بيض وفى أيديهم سعف النخيل. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيئ من الحر.لان الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم.رؤ7: 9- 17‘ وأما الشهداء فهم تحت مذبح مخصص لهم " رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم . فأعطوا ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم ايضا العتيدين ان يقتلوا مثلهم ."رؤ 6: 9- 11‘ مكان إنتظار الأبرار والشهداء لحين الدينونة العامة.

4-  القيامة الأولى وهى القيامة من موت الخطية لأن أجرة الخطية هى موت كقول الرب يسوع بفمه الطاهر" الحق الحق أقول لكم ان من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فلة حياة أبدية ولا يأتى الى دينونة بل قد إنتقل من الموت الى الحياة. الحق الحق اقول لكم انه تأتى ساعة وهى الأن حين يسمع الاموات صوت ابن الله والسامعون يحيون(الموتى بالخطية) "يو5: 24و25. وبالطبع القيامة الثانية هى العامة لكل البشر والتى قال عنها الرب" لا تتعجبوا من هذا فانه تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة.يو5: 28و29."

5- مكان أورشليم السمائية هو مكان الحياة الأبدية مع الله الى الأبد ‘للذين وقفواعن يمينة فى مجيئة الثانى على السحاب أولا من الراقدين و المنتظرين فى فردوس النعيم يقومون بأجسادهم ويعطون جسدا نورانيا ليدخلوا به السموات ‘ ‘ وبعدهم الأحياء ‘وقال لهم الرب" تعالوا يا مباركى ابى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم . ويقول للذين عن يسارة الذين بدون إيمان بإبن الله وبدون أعمال صالحة" اذهبوا عنى يا ملاعين الى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته."     مت 25 : 31- 46. إلهنا يعطينا نعمته لنكون من المولدين ثانية ومن الذين قاموا من موت الخطية. ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد. آمين..

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق