صرخة دماء قبطية/ عـادل عطيـة

أيتها الشعوب الميشومة حد التخمة ، بفخار : "خير أمة اخرجت للناس" !
أي خير في مشاعركم سحيقة البدائية ..
.. والقبلية .
والتي تعطينا احساساً مرعباً بالدونية ؟!..
أي خير وأنتم تعيدون اللات والعزىّ إلى العالم ؛
لنعبدكم ..
ونفيض في كؤوسكم المنحوتة بجرائم الكراهية باسم الدين : قرابين إنسانية ..
حتى لم نعد نرى الهلال نوراً ..
بل منجلاً يحصد الآخر .
وقيمة الآخر .
وكرامة الآخر. ؟!..
أي خير وقد اصبحتم مسيخاً دجالاً إسلامياً ينظر بعين واحدة ..
ويكيل بكيلين ..
في براعة منكرة في التمييز بين دم إنسان ، وشبيهه ..
فنتمزق بين الاسماء : حسن ، ومرقس ، وكوهين !
الطفل جرجس أسعد ، شهيد قرية العديسات ..
دمه الذي سفكته مهاويس الدين ..
ليس ببعيد ..
لكنه راح ضحية التعتيم والنسيان ..
إلا من رنات جرس الكنيسة التي نقلت دويّها الحزين إلى ملائكة السماء ، وهي تودعه إلى أبديته !
بينما محمد الدرة ،
الذي قُتل بينما يحاول اجتناب الرصاص الإسرائيلي ،
صارت اخباره ملء الآذان ،
وتحدث عنه الرؤساء ، والامراء ، والسلاطين ..
وخصصت له اسماء شوارع ، وميادين ..
ويرقد بسلام خالداً في الموسوعة الحرة : "ويكيبيديا" !
وماذا عن دماء المجند هاني صاروفيم ،
الذي عُذب بوحشية حتى الموت ،
وهو يؤدي خدمة العلم ..
وألقوه في اليم مصحوباً بنوبة : "الله أكبر"..
وحتى الآن لم نسمع أن أناته أثرت في وجدان احد ..
وأن دمه المراق أهتزت له الاجفان ..
أو أن العدالة رفعت العصابة عن عينيها ؛ لتبحث وتمسك بالفعلة الآثمين !
بينما عندما سالت دماء خالد سعيد على يدى قوات الأمن المصرية في الاسكندرية ..
وضعوا مأساته كأغنية على اليوتيوب ،
وأعدوا جروباً باسمه على الفيس بوك ،
وطالبوا بمحاكمة قاتليه ، ومعاقبتهم !..
يبدو أن العدل أصعب من القيام به ، عندما تزداد حدة الظلمة الاخلاقية على أرض المآذن !
ولكننا لن نمل في محاكمتكم ..
صارخين :
إلى متى نتوسل العدل في التقدير ؟!..
وأن تكفوا عن تغطية قدس أقداس الحياة بصحفكم الصفراء ، والسوداء ..
التي أمر الخالق ألا تبتلعه الأرض ؟!..
وأن تعرفوا أن لا فرق بين دم إنسان ودم إنسان آخر إلا بفصيلة الدم لا بفصيلة الإنسان ؟!..
،...،...،...
ينبغي أن يتوقف احساسكم بالافلات من عذاب الضمير،
وأن تفعلوا ولو فعلاً صغيراً من الاخلاص على طريق التوبة ،
فتفتحون مجالاً للإله في قلوبكم ..
وإلا تكفّ الرحمة عن الابتهال من أجل ذنوبكم !...

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق