
وتخيلت لو أن القديس مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية، لم يكتب بشارته إلى الرومانيين؛ ليريهم أن المسيح ملكاً أقوى وملكوته أوسع وامجد، خوفاً منهم أو خوفاً على مشاعرهم .. فمملكتهم يومئذ كانت في أوج عظمتها، وكان ملكهم قوياً، وامبراطوريتهم واسعة جداً!
وتخيلت لو لم يأتي هذا القديس العظيم إلى مصر؛ ليبشر أهلها بالمسيحية، وتركهم في عبادة الأصنام، حفاظاً على كرامة كهنة المعابد الوثنية، وحفاظاً على ارزاق الصنّاع والفعلة الذين يقتاتون على نحت التماثيل، وعلى هبات الشعب الذين يؤمنون بعظمة آلهتم الحجرية!
كم كنت اتمنى لو أن هذا التأكيد غير مؤكد!
وأن يكون عيد القيامة عيداً قومياً اسوة بعيد الميلاد !
فان كنا ممنوعين بقوة القانون من التبشير، فلماذا نجعل هذه الفرصة الثمينة تفلت منا، وهي مناسبة روحية في ذلك اليوم من كل عام، تضع كل الذين لا يؤمنون بالصلب والقيامة في مواجهة أمام حقيقة الخلاص، وبشارة الفداء، ولو جرح الحق مشاعرهم!...
0 comments:
إرسال تعليق