دبي – العربية.نت
أصدر تنظيم القاعدة من خلال ما يسمى "دولة العراق الإسلامية" أمراً قبل أسبوعين باستهداف عدد من الكنائس القبطية في مصر وأوروبا خلال عيد "الكريسماس"، كما يظهر من خلال أحد المواقع المتطرفة الذي يعتقد أنه تابع لذلك التنظيم.
وكان التنظيم قد وجّه تهديداً للكنائس والمسيحيين في مصر قبل شهرين باستهدافهم عقب إنذار حدده بثمانية وأربعين ساعة إذا لم يتم إطلاق سيدتين هما كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين اللتين يقول أصوليون مصريون إن الكنيسة تحتجزهما بعد اعتناقهما الإسلام، وهو ما نفته الكنيسة الأرثوذكسية مراراً.
ويحمل الموقع اسم "شبكة شموخ الإسلام" ويبدأ بإحصاء زمني يومي عن إعلان دولة العراق الإسلامية. واليوم الأحد 2-1-2011 جاء الإحصاء كالتالي: "مضى 1542 يوماً منذ إعلان دولة الإسلام وأمل الأمة القادم.. وستظل البقية بإذن الله".
بعض اسماء الكنائس وبينها كنيسة القديسين وبخط بارز نقرأ "دولة العراق الإسلامية: بيان عن غزوتي الرمادي والموصل المباركتين". وتحته على خلفية صفراء داكنة نقرأ "حركة الشباب المجاهدين.. فتح باب التواصل مع مؤسسة الكتائب للإنتاج الإعلامي".. ثم على خلفية سوداء كتب الموقع "شبكة شموخ الإسلام الآن (أجوبة اللقاء المفتوح) مع الشيخ المجاهد أبوالوليد المقدسي".
أما الأمر المباشر بتنفيذ تهديد استهداف الكنائس فقد جاء تحت عنوان جانبي يقول: "قم ودع عنك الرقاد مهم بخصوص تفجير الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الكريسماس" وكتبه شخص يسمى "أيمن" وصف نفسه بأنه طالب بكلية شموخ الإسلام للإعلام.
اسماء لكنائس اخرى مستهدفة يخاطب الأمر ما يسميه "الغرب الصليبي" قائلاً: "السلام على من اتبع الهدى.. أما بعد فإننا لم ننس فعلكم الشنيع في الكنانة مصر وخطفكم للمسلمات اللاتي أبين إلا أن يتخلصن من وهم ما تسمونه نصرانية، وعليه أتوجه بندائي هذا إلى نفسي وإلى كل مسلم غيور على عرض أخواته بتفجير دور الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الكريسماس، أي في الوقت الذي تكون فيه الكنائس مكتظة".
ثم يورد بالتفصيل أسماء وعناوين بعض الكنائس في مصر، بالإضافة إلى بعض الكنائس القبطية في أوروبا.. ومن ضمن هذه الكنائس كنيسة القديسين في الإسكندرية التي استهدفها التفجير الأخير.
نماذج لعبوات ناسفة وردت في الموقع وبالضغط على أيقونة كل كنيسة تظهر تفاصيل كاملة عنها.. ثم يقول: "هذا ما استطعت جمعه أيها الإخوة الأكارم".
وبعد ذلك يقدم تفاصيل تصنيع عبوة ناسفة قائلاً: "الآن نذهب إلى الإعداد وحتى يكون الهجوم مباغتاً وفتاكاً يحصيهم ويأخذهم اخترنا العبوة اليدوية الناسفة من إنتاج دولة العراق الإسلامية".
ويعرض الموقع صوراً لعبوات يدوية مختلفة منها ما هو على شكل قنينة ومنها على شكل علب بيبسي كولا يتم إدخال المواد المتفجرة داخلها.
وفي الموقع نفسه نقرأ رسالة مضى عليها يوم واحد فقط كتبها الكاتب نفسه "أيمن" يقول فيها: "اللهم لك الحمد والمنة سيأتيكم ما يسوؤكم بإذن الله". وتحته رسالة كتبها شخص يلقب نفسه بـ"أبوالقعقاع مجاهد" وصف نفسه بأنه طالب أيضاً في كلية شموخ الإسلام للإعلام.. وفيها أسماء أربع كنائس في مدينة الإسكندرية بينها بخط عريض وبارز اسم كنيسة القديسين، بما يوحي أن هذه الكنائس كانت مستهدفة في ذلك التوقيت وأن التنفيذ تم فقط في تلك الكنيسة وتحتها عبارة "الله أكبر ولله الحمد".
ثم رسالة كتبت قبل يوم واحد أيضاً باسم "أبوحمزة طالب في كلية شموخ الإسلام للإعلام" جاء فيها: "القادم أمرّ فلتتعظوا وإلا فوالله لن يردكم إلا جز الرقاب".
رسالة حديثة في الموقع بعد تفجير الكنيسة يُذكر أنه منذ قيام "القاعدة" باحتجاز رهائن في كنيسة سيدة النجاة بحي الكرادة العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أثناء تجمع نحو 100 شخص في قداس مسائي، وتجتاح مواقع الانترنت التابعة للقاعدة موجة من التحريض ضد المسيحيين واستهدافهم.
وآخر هذه التهديدات، وجهته للمسيحيين العراقيين تطالبهم بتحقيق ثلاثة مطالب للتنظيم هي "التبرؤ مما فعلته الكنيسة المصرية بالنسبة لما يقول التنظيم إنه احتجازها لنساء نتيجة اعتناقهن الإسلام، والسعي الجدي للضغط على الكنيسة لإطلاق سراحهن، وأن يلزموا أماكنهم ويبعدوا عما سمّاه الانغماس في مشروع الاحتلال".
وأسفرت عملية كنيسة سيدة النجاة عن مصرع 52 شخصاً على الأقل، من بينهم 25 رهينة وسبعة من رجال الأمن العراقيين وخمسة من الانتحاريين.
المضحك في الأمر أن الكتّاب المسلمين لا يجدون مبرراً لقتل إخوانهم الأقباط من قبل مسلمين مثلهم، فيتهمون إسرائيل بالجريمة، رغم تبني القاعدة لها، تماماً كما فعلوا حين ضربت الأبراج في نيويورك، أسامة بن لادن يحيي شهداء غزوة نيويورك والمسلمون يصيحون لا إنهم الصهاينة. عيب، وألف عيب، أن نرمي التهمة على الآخرين وإن كانوا أعداء، فالجريمة نحن ارتكبناها لأننا ننفذ ما جاء في قرآننا الكريم وفي الأحاديث النبوية من كره للنصارى.. وعندما كتب رشدي، المسلم الحقيقي، آيات شيطانية، كان يريد أن ينقذنا من كره رمتنا به (كتبنا المنزلة) ضد إخوة لنا في الأرض والحياة، فأباحوا دمه بدل أن يشكروه، لذلك نرى أن جميع الأدباء والمفكرين المسلمين، يرمون التهمة على الآخرين، كي لا يظهروا بمظهر الخائف من الاعتراف بالحقيقة، ونيل مصير صاحب الآيات الشيطانية وغيره من الكتاب المسلمين الشرفاء الذين اضطهدوا لأنهم كشفوا حقيقة كره المسلمين لكل أبناء الأرض. مسلم حر
ردحذف