لم أجد أمة تُظهر حبها الجم لانبيائها كما تفعل الأمة الإسلامية بنبيها: "محمد"!
فهو التالي بعد الله في الشهادة!
والصلعمية قرينة لاسمه كلما ذُكر عل ألسنتهم!
والنداء في كل تظاهرة بفداء سيرته بأرواحهم، وأولادهم، وأموالهم!
،...،...،...
ومع كل هذه الحفاوة، يصدق فيهم القول الخالد:
"هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً".
وهل هناك من بعد بعيد أكثر من هذا:
أن لا يخضع المحب للمحبوب خضوعاً مقدساً؟!..
فالقرآن يدعوهم إلى طاعة الله.
وإلى طاعة رسوله.
ورسوله ـ بحسب إيمانهم ـ، كتب وثيقة عهد للنصارى كافة، جاء فيها:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس اجمعين رسولاً ومبشراً ونذيراً، كتبه لأهل ملّة النصارى ولمن ينحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها وقريبها وبعيدها، جعل لهم عهداً فمن نكث العهد الذي فيه وخالفه إلى غيره وتعدى أمره كان لعهد الله ناكثاً، ولميثاقه ناقضاً وبدينه مستهزئاً، وللعنة مستوجباً، وان احتمى راهب أوسائح في جبل أو في وادٍ أو مغارة أو عمران أو سهل أو رمل أو بيعة، فأنا أكون من ورائهم اذب عنهم من غيرة لهم بنفسي وأعواني أهلي وملّتي وأتباعي لأنهم رعيتي وأهل ذمّتي".
وجاء في الوثيقة أيضاً:
"ولا يكلف أحد منهم شططاً، ولا يجادلون إلا بالتي هي أحسن، ويحفظون تحت جناح الرحمة وتكف عنهم أذية المكروه حيثما كانوا جنباً إلى جنب مع المسلمين".
فهل أخذ المسلمون بهذه الوثيقة ، عبر تاريخهم القريب، أوالبعيد؟!..
لسنا في احتياج لاستجداء الإجابة؛ لأن أساليب الغدر والخداع والاحتيال والاختطاف والوحشية، التي تمارس ضد المسيحيين في بقاع كثيرة من العالم، تجيب بفورية، وبصراحة ووضوح وصدق مؤلم على سؤالنا.
وعلى الأمة الإسلامية أن تحدد لنا بشفافية ـ ولو لمرة واحدة ـ ما هو اختيارها الأبدي:
هل تطيع قرآنها، الذي يأمرها باطاعة رسولها، وتنفذ بكل قلبها وصيته بحسن معاملة المسيحيين، وادانة من يخالفها بحزم وارادة صادقة؟..
أم تعتبر أن هذه الوثيقة تتعارض مع أوامر الله، والنصوص القرآنية ـ مع في ذلك من اشكاليات إيمانية؟..
الاختيار هنا ـ أياً كان الأختيارـ ، سيكون معبراً بدقة عن:
علاقة المسلم بالله.
وعلاقة المسلم بمحمد.
وعلاقة المسلم بالآخر.
وعلاقة المسلم بالمجتمع الدولي، الذي لن ينتظر طويلاً؛ ليكتشف: هل هو مستهدف أم لا؟!...
0 comments:
إرسال تعليق