أحدهم طلب مني أن أنضم إلى خدمة الاعلام الكنسي بالايبارشية. وهذا يعني أن نلتقي كثيراً؛ للتنسيق فيما بيننا.
وكثيراً ما يتصل بي أبي الكاهن، ويقول لي أن نلتقي عند الساعة الخامسة بعد الظهر في المطرانية.
ولانني تعودت أن أضبط ساعتي على دقات "بج بن"، احتراماً مني وتقديراً لقيمة الوقت؛ فانني أكون بانتظاره على نبض الساعة الخامسة تماماً.
ولكنه يأتي لي بعد الموعد بنصف ساعة أو ساعة ، وقد يتوقف الزمن عن النبض؛ فيلغى الموعد تماماً دون سابق انذار!
وفي كل حالات الانتظار، يمكنني أن أنتظر أكثر غير أن ضغط الدم المرتفع يداهمني في أوقات غير مرغوب فيها، ويعذبني بصداعه المؤلم، فأترك المكان وأعود إلى منزلي!
أما الرب، الذي يجعل من الجافي حلاوة، فقد منحني حظاً شمشونياً، فألتقطت من هذا الجافي حلاوة اصطلاح اطلقت عليه: "توقيت المطرانية"؛ للتعبير عن الفارق الزمني بين توقيت القاهرة وتوقيت المطرانية، والذي يطول أو يقصر حسب الظروف والأحوال!
ومنذ ذلك الحين، وكلما اتصل بي أبي الكاهن، وطلب مني أن نلتقي عند الساعة الفلانية، فانني استفسره قائلاً: "بتوقيت القاهرة أم بتوقيت المطرانية"؟!..
وغالباً أرى ابتسامته الوقورة من خلال صوته، وأتأكد ساعتها أن بندول الساعة ليس رناناً بل ضاحكاً، وأعرف التوقيت!...
0 comments:
إرسال تعليق