الفتنة الطائفية فى مصر صناعة محلية/ رأفت محمد السيد


الفتنة الطائفية فى مصر هى صناعة محلية عرفتها مصر منذ عدة ســـنوات بإيدى رجال جهاز أمن الدولة المنحل إسـتخدموها للحفاظ على أمن النظام السابق ، وأؤكد أنه لايوجد فى مصر فتنة طائفية ولكن هناك من يلعب على هذا الوتر لتحقيق مصالح خاصة من رجال أمن الدولة السابقين ويعاونهم فى ذلك فلول الحزب الوطنى ويستغلون فى ذلك طبيعة الشعب المصرى العاطفية وانسياقة خلف مايحدث دون التفكير فيمن وراء تلك الأحداث ومن المحرض والمحرك الحقيقى لها ؟ فمازال رجال أمن الدولة السابقين موجودين بالخدمة يعملون كسابق عهدهم ولكن هذه المرة أكثر شراسة لكى يظهروا أن هناك خللا أمنيا وأن هذا البلد مقبل على حرب اهلية وذلك من خلال أمرين الأول عن طريق الإنفلات الأمنى بما يضمن لهم إنتشار الفوضى وحالة من ترويع وترهيب الامنين وحالة من عدم الإستقرار فإذا ماتحقق لهم ذلك أشعلوا نارا جديدة وهى زرع الفتنة الطائفية بين قطبى الامة المسلمين والمسيحيين وذلك (بمخطط فكرى أولا ) من خلال ترويج شائعات مغرضة وتوجيه المصريين مســــلمين ومســـيحيين إلى مايفســد أجواء المحبة بينهم فمثلا وسامحونى على صراحتى فيما ســـأقول من حقائق لابد أن نضع أيدينا عليها لأنها تملأ النفوس بأشــياء غير حقيقية فقد نما إلى علمى كغيرى من المسلمين أنه يتم توجيه الاخوة المسيحيين إلى أن مصر فى الأساس دولة مسيحية وأن المســـــيحيين هم السكان الأساسيين لهذا البلد ولابد أن تعود مصر كما كانت دولة مسيحية وعلى الجانب الاخر يتوجهون للمسلمين وإيهامهم بأن السبب الرئيسى فى إرتداء القساوسة وغيرهم فى مصر الرداء الأسود فى حين أنهم فى جميع الدول يرتدون الرداء الأبيض هو تعبيرا عن حزنهم على أن مصر أصبحت دولة إسلامية بعد أن كانت مسيحية ولن يرتدوا الرداء الأبيض إلا بعد أن يتحقق لهم تحرير مصر من أيدى المسلمين – بالله عليكم هل ســـتكون النفوس سوية وهم يلعبون فى عقول الطرفين ، فضلا عن ذلك نجد بعض المتشددين من رجال الدين الإســلامى والمسـيحى يتناول كلا
منهما الطرف الأخر بشئ من التهكم والتشدد والتشكيك مما يثير الكثيرين من هنا وهناك ويكون مادة خصبة للإعلام المسموع والمقروء والمرئى لتشوية الصورة الجميلة والمحبة الحقيقية مابين أفراد الشعب العاديين من المواطنين الذين لايعرفون سوى الحب فيما بينهم ، يضاف إلى ذلك تشدد بعض الشـــــباب من الطرفين فى تناول قضية مسـيحى ومسـلم بصورة لم نعرفها من قبل فهى جديدة على مجتمعنا المصرى وقيام بعض الشـــباب فى فترة سابقة فى الإساءة إلى دين الأخر من خلال عمل مسرحى يثير حفيظة الطرف الأخر أو كتابة منشورات تحث على كراهية الأخر – كل هذه الأمور نتيجة لعدم الوعى من الطرفين والإنقياد خلف من يريدون إشعال فتيل الفتنة حتى لاتأمن مصر بالإستقرار ، فبعد توجيه السموم الفكرية من خلال الشائعات يتم التوجيه إلى إثارة المشاعر لدى الأخوة المسيحيين بأنهم مضطهدون وأنهم لايمارسون حقوق المواطنة وذلك من خلال الإعتداء على دور عبادتهم بالحرق أو بأعمال الترويع والقتل وخلافة ليكونوا قد ضمنوا ترسيخ مخططهم الذى سعوا إليه من قبل بأفكار سممت العقول وأثرت فى النفوس فما يكون منهم سوى الدفاع عن أماكن عبادتهم حتى لو كان بالقتل وبذلك يكون هؤلاء المفسدون فى الارض من رجال أمن الدولة وفلول الحزب الوطنى قد نجحوا فى الوقيعة وإحداث شرخ فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ، أؤكد أنه لو كتب لثورتنا إســــتمرار النجاح والوصول بالسفينة إلى بر الأمان وهذا ماأتمناه ويتمناه كل مصرى شريف سيكون بإتحاد المسلمين والمسيحيين فى وجه كل هؤلاء وأن يكونوا حائط صد فى مواجهة الشائعات ، نريد أن تعود العلاقة الحميمية بيننا كسابق عهدها بلا شعارات ولا هتافات وإنما بقلوب صافية مخلصة – ولنتأكد من هناك بالفعل محاولات وليست محاولة واحدة لإجهاض ثورتنا من خلال حرق الوطن بالفتنة وقد بدأت بكاميليا وانتهت بعبير وماخفى كان أعظم فليست كاميليا ولا عبير الخنساء حتى يطلب المسلمون حمايتها وليست هى القديسة حتى يحميها المسيحيون فلتنتبهوا أيها المصريون مسلمون ومسيحيون أن كل هذه الأمور إنما هى قصص يتم من خلالها الدفع ببعض المتسلقين وهم ليسوا سلفيين بالمعنى الصحيح بل يتم إستخدامهم لإشعال الفتنة ثم تأتى بعد ذلك المرحلة الاخرى ليتم الدفع بالبلطجية والهاربين من السجون الذين يحملوا السلاح لتشتعل نار الفتنة – فليس كل من أطلق لحيته وارتدى جلبابا أبيض سلفى وليس كل من حمل صليبا فى يده مسيحيا – إننا فى امس الحاجة إلى الوحدة والتماسك خلال الايام والشهور القادمة لمواجهة فلول الحزب الوطنى والقضاء على الثورة المضلدة سواء من الداخل او الخارج – نحتاج إلى تضافر الجهود من أجل مثر ومن أجل الإطاحة بكل بؤر الفساد المتفشية فى المجتمع – والتحدى الأكبر لنا فى هذه المرحلة هو مواجهة المتعصبين من المسلمين والمسيحيين الذين أثاروا الفتنة فى صول وامبابة وغيرهما - واخيرا كلمة أوجهها إلى رجال الدين المتشددين من هنا وهناك مسلمون ومسيحيون وهم معروفون جيدا إتقوا الله فينا – إتقوا الله فى مصر ، فقد أشار القرأن الكريم إلى إخواننا المسيحيين وأكد أنهم أقرب الناس مودة لنا وسنظل متحابين رغم أنف الجميع حفظك الله يامصر وحفظ أقباط مصر ( مسلمون ومسيحيون ) .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق