وتعهد البابا المستقيل، بأن يظهر "طاعة واحتراما غير مشروطين" لخليفته في الكرسي الرسولي.
وقد أعلن بنديكتوس السادس عشر تنحيه عن الكرسي الرسولي وهو في الخامسة والثمانين من العمر، ليكون أول بابا يستقيل منذ القرون الوسطى.
وخاطب بنديكتوس السادس عشر الكرادلة قائلا "بينكم يوجد أيضا البابا القادم الذي أعده بأن أظهر له طاعة واحتراما غير مشروطين".
وودع البابا مساعديه، قبل أن تنقله مروحية إلى دير في قرية كاستيل غوندولفو المقر الصيفي للبابوات، والتي لا تبعد كثيرا عن الفاتيكان، وحيث سيقضي نحو شهرين، ريثما يختار الكرادلة خليفته.
وقد ألقى بنديكتوس السادس عشر الأربعاء عظة وداع في ساحة القديس بطرس أمام نحو 150 ألف شخص، ألمح فيها إلى صراعات داخلية داخل الفاتيكان، وشكر فيها "المؤمنين" لاحترامهم قراره بالاستقالة، وهو قرار قال إنه لمصلحة الكنيسة.
وقال بنديكتوس في عظته "كانت هناك لحظات من السعادة شعَ فيها النور، لكن كانت هناك أيضا لحظات أخرى لم تكن سهلة".
تركة صعبة
لكن بعض الأصوات في الكنيسة الكاثوليكية ارتفعت تنتقد قرار بنديكتوس السادس عشر بالتنحي.
فقد شكك الكاردينال جورج بيل كبير أساقفة أستراليا في قدرة البابا المستقيل على قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
وقال بيل متحدثا من روما لقناة تلفزية إن البابا المستقيل كان "معلما فذا"، لكن "الإدارة لم تكن نقطة قوته"، مبديا أمله في أن يرى خليفة له "يقود الكنيسة ويلملم أطرافها".
كما أبدى بيل تخوفه من أن ترسي الاستقالة سابقة مقلقة للكنيسة الكاثوليكية، لأن "الناس الذين لن يوافقوا، مثلا، البابا القادم الرأي، سيشنون حملة لدفعه إلى الاستقالة".
وقد أضرت مجموعة من الفضائح الجنسية تورط فيها قساوسة كاثوليك بسمعة الفاتيكان، إضافة إلى تسريب وثائق سرية تتحدث عن فساد وصراعات داخلية.
ويقول مراسل بي بي سي في الفاتيكان ديفيد ويلي إن البابا القادم سيكون عليه معالجة مشكلة البيروقراطية في الكرسي الرسولي، الذي بدا حتى الآن متلكئا في تناول هذه الفضائح علنا.
وسيسلم مقاليد إدارة أمور الكنيسة الكاثوليكية -التي ينتمي إليها 1.2 مليار نسمة- إلى خليفته المؤقت الكاردينال تارتشيزيو بيرتوني.
وقال بنديكتوس السادس عشر إنه لن يتدخل في شؤون البابوية مستقبلا، لكنه أشار إلى أنه قد يقدم النصح.
وفي الساعة الثامنة مساء، تنتهي رسميا بابوية بنديكتوس السادس عشر، وهو ما سينعكس رمزيا في انسحاب الحرس السويسري الذي يرابط عند بوابة كاستل غاندولوفو ليعود الحرس إلى الفاتيكان.
وسيواصل بنديكتوس السادس عشر -واسمه الحقيقي جوزيف راتزينغر- حمل لقب البابا، شرفيا فقط، لكنه سيتخلى عن الملابس البابوية، ليرتدي بدلها رداء أبيض عاديا.
وسيكون عليه التخلي عن حذائه الأحمر الشهير، وعن الخاتم الممهور باسمه والذي يستعمل للتصديق على بعض وثائق البابوية.
0 comments:
إرسال تعليق