غـبطة الـﭘاطريرك ساكـو الموقـر يـبعـث بمعـلومات سنهادسية إلى مَن لا يهـمه الأمر/ مايكـل سـيـﭘـي

إنَّ المهـتمين بالشأن الكـنسي الكـلـداني والمتابعـين لمقالات الإنـتـرنيت ومنـذ سـنـوات خـلتْ ، يرون أن غـبطة الـﭘاطريرك لويس روفائيل الأول ساكـو الجـزيل الإحـترام ومنـذ أن كان مطراناً ، يكـتب بإتجاه معاكس للإدارة الـﭘاطريركـية لكـنيسة الكـلـدان ، ولا نـنـكـر أن ممارسة كـتـلك فـيها من الإيجابـيات حـسب وجهة نظـره ونحـن نؤيـده ، وفي ذات الوقـت فـيها بعـض السلبـيات من وجهة نظـر الأخـرين .
وقـبَـيل إنـتخابه الأخـير كان قـد صرح بأنه لا يفـكـر بمنصب الـﭘاطريركـية لأنه مريض ولا يستـطيع ، مؤكـداً تصريحه بتـكـراره حـروف لالالالا عـدة مرات وهي مسجلة ﭬـيـديوياً ، ولأجـل إيضاح أكـثر حـول هـذه الفـقـرة يمكـن الرجـوع إلى مقال عـلى الموقع http://alqosh.net/article_000/waddah_dallu/wd_1.htm .
وإستـناداً إلى الأخـبار الواردة من هـنا وهـناك وبشأن هـذا الموضوع فإن البعـض تـنازل عـن أصواته لصالح غـبطـته فـتعـيَّـن أن يكـون ﭘاطريركاً ، وربما هـذا كان قـصده حـين قال في مقابلة أجـرتها معه إذاعة صوت الكـلـدان / ديترويت ، عـقـب إعلان تسنمه السدة الـﭘاطريركـية بأنه لا ينسى فـضل المطران مار إبراهـيم إبراهـيم عـليه دون أن يوضح ما هـو هـذا الفـضل . ونحـن بـدَورنا قـدّمنا له التهاني في حـينها إنطلاقاً من مبـدأ في المسيحـية :
( ليس يهودي ولا يوناني ، ليس عبد ولا حـر ، ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع )
لـقـد برز غـبطـته منـذ الأيام الأولى بـبـياناته المثيرة والـثـورية ، بل المتسارعة حـتى وردتْ فـيها عـبارات تـدل فعلاً عـلى الإستعجال مثل : نص ونص ـ خـياسات ـ قـومـﭼـي ـ عـبّي بالخـرج ، دعاة القـومية الكـلـدانية ، فـفي رأيي إن هـذه التعابـير ليست لائـقة أن ينـطق بها رئيس دولة مثلاً أو وزير أو كاهـن الله بكل رتبه ، فالـﭘاطريرك أرفع بكـثير من أنْ يسـتخـدم عـبارت كـهـذه ، وإن أضطر الأمر عـنـده فـهـناك كـلمات ومصطلحات راقـية بليغة بـديلة تليق بمنصبه .
لسنا نـناقـش ستراتيجـيته ، فـذلك شأن آخـر ، إنما نحـن في صدد تسرّب رسالة له منطـلقة من إيميله الشخـصي فـيها من أسرار التحـضير للسنهادس ما كان يجـب أن ترى الـنور سواءاً قـبل ولا بعـد السنهادس المقـدس ! بعـث بها إلى أناس عـلمانيّـين تجاوز عـددهم الثمانين وبعـضهم ليسوا مسيحـيّـين لا تخـصهم المسألة لا من بعـيد ولا من قـريب .
نص الرسالة المتسربة والموجهة إلى شخـص عـلماني يؤازره ، أنـقـلها بأخـطائها الإملائية الـدالة عـلى الإستعجال :
انت رائع.
اعتقد ان الامور تغييرت وانكسف كل شيء. المعادلة صعبة لكننا نواجهها بثقة وقوة. الكنيسة ينبغي ان تتطهر من كل ما هبذ ودبّ.
السينودس القريب هو مفصلي. المطران سرهد امتنع عن المجيء بسبب عدم دعوة مار بابوي ويزعم انه مقبول في السينودس الكلداني وقرر ان يرفع دعوى الى المحكمة الكنسية بروما. ليكن ولكنه لن يحصل شيئا.
اذا كان المطران بابوي مقبولا من السينودس لماذا لم يشترك في السينودس الانتخابي لربما كان قد اختير بطريركا.
نحن لا نقبل الاساءة الى العلاقة مع كنيسة المشرق الاشورية من اجل ارضاء شخص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنـتـهـتْ
في الحـقـيقة طـلب مني صديق أن أستـفـسر من غـبطـته عـن صحة الرسالة ، وأنا عـنـدي خـبرة معه فـقـد سبق وأن أجاب عـلى إستـفساري منه بسرعة لا تـصدق وكأنه كان عـنـد الـكـومـﭘـيوتر لحـظة وصول رسالـتي إليه فـكـتب الجـواب فـوراً ، كـما عـقـب مرة أخـرى عـلى مقال لي خلال ساعات ! أرسله لي قـبل أن ينشره في المواقع الإلكـتـرونية ، إذن غـبطـته مهـتم بكل ما يصل إليه وهـذه تسجـل إيجابـية له .
فإنطلاقاً من هـذا الإهـتمام الـذي يـبديه بآراء وإستـفسارات القـراء والمهـتمين بالشأن الكـنسي ، كـتبتُ له الرسالة التالية :
غـبطة الباطريرك مار لويس روفائيل ساكـو الموقـر
 سلام الرب معـكم
بـين ساعة وساعة بل كـل يوم تـصلنا إيميلات من جهات مخـتـلفة وهـذه هي نعـمة أو نـقمة التكـنولوجـيا .
بعـض هـذه الإيميلات مثير وبعـضها مقـزز والبعـض الآخـر يبـدو غـير معـقـول ومنها يكـون غـير منـطـقي .
لا تهـمنا إيميلات الكـثيرين ولكـن يهـمنا إيميل مكـتوب من مصدركم وأقـصـد منكم مباشرة وبإسمكم ، وحـسناً تـفـعـلون حـين تردّون بنـفي أو رفـض كـل إيميل أو خـبر مزوَّر يُـنشَـر بإسمكم وأنـتم ليس لكم علاقة به فـتـطمئِـنون القـراء .
 اليوم نحـن أمام إيميل ترَونه في الأسفل من هـذه الرسالة ، صادر من إيميلكم مباشرة ومُـرسَـل  إلى مجـموعة هائلة من القـراء ، ومن بـينهم إخـوة لـنا من الديانات الأخـرى وأكـيـد من مـذاهـب أخـرى ، أنا أذكر هـؤلاء ليس إستـنـكافاً وإنما ليس لهم علاقة بهـكـذا مواضيع .
عـزيزي الباطريرك
إن لـنا خـبرة في أسلوب كـتابتـكم ، فإنه خـطـكم وعـباراتكم من جهة ، ومن جهة أخـرى فإن معـلومات هـذا الإيميل لا يعـرفها إلاّ غـبطـتـكم وبهـذه الـدقة ، مما يوحي لـنا بأنكم المرسِـل فعلاً .
لكـن من جانب آخـر فإن فـيه ما هـو غـير صحـيح ، لأن فـيه ثلاثة أخـطاء رئيسية عـلى الأقـل بالإضافة إلى إستـهـزاء واضح ، فـليس من المعـقـول أن تكـون صادرة منكم  ، مع هـفـوات أخـرى
تـرى ، هـل أنكم فعلاً بعـثـتم بهـذا الإيميل إلى هـؤلاء الناس ؟ أم هـناك شيء حـدث
حـبـذا لو تـوافـونا بتـفـسير لهـذا الغـموض وسنـنـشر تعـليقـكم إنْ ليس لـديكم مانع ، مع غاية الشكـر لغـبطـتـكم
مايكـل سيبي / سـدني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنـتـهـتْ
إنـتـظرتُ غـبطـته أكـثر من 16 ساعة ولم يجـب عـلى رسالتي مما يثير إستغـرابنا ، وهـنا لا بـد من التعـليق :
1- لسنا نـدري أين تكـمن روعة المرسَـل إليه الإيميل ، فـكـلـنا رائعـين وقـد كـتبتُ مقالاً عـن روعة غـبطـته في زيارته السابقة إلى أورﭘا وقـلتُ : رائع غـبطة .... ، فـهـناك رائعـون كـثيرون .
 2- نحـن مع غـبطـته في تـطـهـير أية مؤسسة عـلمانية ، كـنسية ، عـسكـرية ... ولكـن نـذكـِّـره بأن السعـيـد الـذكـر الكاردينال دلـّي كان يُـفـتـرض أن يسبقه بهـذه الخـطـوة ولكـنه لم يفـعـلها ، ثم أن الكـنيسة ليست مؤسسة عـسكـرية كي تـتـسم قـراراتها بالثـورية ، ولـيتـذكـر غـبطـته المرحـوم شيخـو حـين قام بعـمل من هـذا الـنـوع دون أن يحـس أحـد عـلناً ومن حـيث نـدري ولا نـدري ، وبـدون أن يثير الناس عـليه وربما هـناك من أبناء الرعـية لا يعـرف حـتى الـيوم ماذا كانت إجـراءاته الـتـطـهـيرية ! وكان واثق الخـطـوة يمشي مَـلـَـكاً لا يهاب أحـداً من السلطة ولا يستـقـوي بآخـر من الشيوخ إنما سلاحه كان إيمانه وروما تحـتـرمه دون أن تملي عـليه إملاءات لا تخـصها ، فـهـناك أمور خاصة في بـيتي وبـيته وبـيتك وبـيت الآخـرين لا يتـدخـل أحـد بها .
سـيـدنا الـﭘاطريرك :
3- نعـتـقـد أنَّ سيادة المطران سرهـد لن يقـول أن مار باوي مقـبول في السنهادس الكـلـداني ، بل ربما يكـون قـد قال مقـبول في روما .
4- أما قـولكم عـن مار باوي أنه ربما يكـون إخـتـير ﭘاطريركاً ! ألا ترى في ذلك إستهـزاءاً بشخـصية مرموقة بمستـوى مار باوي ؟ ولـنـدع منـصبكم جانباً وأنا أحـتـرم شخـصكم ، لا أظـنكم أنـكم أرفع من سيادته شخـصية وعِـلماً وثـقافة وإيماناً وشعـبـية ، ولك أن تخـتار أي مقـياس تريـد ، فـما كان يليق بكم أن تسخـروا من إنسان فـذ كـهـذا . 
5- أما العلاقة مع الإخـوة الآخـرين ، هـل لكم أن تـقـولـوا لـنا متى كانت العلاقة جـيـدة حـتى نسيء إليها ، ولماذا نسيء ؟ وأنا أقـصد قـبل بروز قـضية مار باوي إلى الساحة وفي تسعـينات القـرن الماضي ، يا سـيـدنا أنت مطلع أكـثر منا فـلماذا هـذا التجاهـل . ومن جانب آخـر لِمَ هـذه الحـساسية ، لماذا لم نحـسبها إساءة إلينا حـين غادر عـشرة كـهـنة من كـنيستـنا إلى كـنيستهم ولم نعارض ، وكما قـلتُ في المقال السابق ، سوف لا نعارض إذا شاء آخـر أن يعـمل ذات الشيء ؟ ألسنا نـتـكـلم بالمنـطق ؟
6- أما أن تـقـولـوا عـبارة ــ من أجـل إرضاء شخـص ــ فـهـذه كـما يقـول العـرب : عـليها حـشم ! هـل أن مار باوي هـو شخـص ، أم آلاف من الأشخاص آثـوريـّـين كانـوا أم كـلـداناً ؟ هـل تريـد إستـفـتاءاً أم تـكـتـفي بمشاهـدة مشاركـته إفـتـتاحـية المؤتمر القـومي الكـلـداني العام في مشيـﮔان وتجاوب الجـمهـور معه ؟
وليسمح لي غـبطـته أن أذكـر مقـطعاً من الإنجـيل بهـذه المناسبة وحاشاه أن أقارنه باليهـود ، فـقـد ورد في إنجـيل يوحـنا الإصحاح 11 الآيتين 49 ، 50 :
(( وَكانَ رَئِـيْسُ الكَهَـنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ هُـوَ قِـيافا، وَهُـوَ واحِـدٌ مِنْهُمْ. فَـقالَ لَهُمْ : «أنتُمْ لا تَعْـرِفُـونَ شَيْئاً!  وَلا تُـدْرِكُونَ أنَّهُ لِمَصلَحَـتـِنا أنْ يَمُوتَ  رَجُـلٌ واحِـدٌ عَـنِ الشَّعـبِ. فَهَـذا أفْـضَلُ مِنْ أنْ تَمُوتَ الأُمَّةُ بِكامِلِها )) .
7- فـهـل ترى في مار باوي شيئاً من هـذا القـبـيل ؟ يا سـيدنا لم يـبق أن نـقـول لكم إلاّ المثل المتـداول في ألقـوش : كـْـثيثا كـْـشَـتـيا ماي و كـْـخـيرا باريلي = الـدجاجة تشرب الماء وتـنـظر إلى الأعـلى .... ومعـناه لمن لا يعـرفه : إن الـدجاجة بعـد عـطشها ترتـوي بالماء !! فلا تـنسى فـضل الله بل تـنـظر إليه في الأعالي وتشكـره عـلى نعـمته دون أن تبخـل النعـمة عـلى غـيرها . فـحـين أصبحـتَ ﭘاطريركاً ، ضع أمام عـينيك الله وأشكـره عـلى نعـمته ونحـن فـرحـون معـك .
وتجـدر الإشارة إلى مقابلة الأخ ولسن يونان من إذاعة ( SBS ) الأسترالية لغـبطـته حـين كان في زيارة إلى أستراليا في الأيام القـليلة الماضية ، فـظهر بكـل وضوح عـلى الشاشة متـذمراً من سؤال الأخ ولسن وكأنه يقـول له ــ هـم رجـعـتْ عـلى نـفـس القـوانة يا ولسن ! ــ حـين فاجأه قائلاً : وماذا عـن مار باوي سـورو ؟؟ فـكانت إجابة غـبطـته لا تـليق بـﭘاطريرك ، بل بالحـقـيقة قـبل أن ينـطـق بحـرف ، صفن وسحـب نـفـساً ثم تـنهـَّـد تـنهـيـدة عـميقة مع حـركة خـفـيفة من رأسه نحـو يمينه وطبق شـفـتيه قليلاً وكأنه لا يـدري ماذا يقـول ، ثم قال : إن هـذا الموضوع هـو موضوع ضيق كـثيراً ....... وفي الحـقـيقة أنا نـقـلتُ المشهـد للبعـض حـين تـطـلب الأمر ، حـيث يصعـب تـصوّرها كـتابة كـما أعـمل الآن ، في حـين وأنا متأكـد يقـيناً أن هـناك عـنـصر كان بـينـنا نـقـل الصورة لغـبطـته وكأنه سر مهم أفـشى به ، نحـن نأخـذ كـل واحـد عـلى قـدر عـقـله . 
ياسـيدنا المبجـل ، أصحـيح يستحـق الموضوع كـل هـذه الـتـنهـيـدة ، ماذا جـرى ، أسقـف أخـوك يـدخـل بـيتك فـهل تـطـرده ؟ يا أخي أنـظـر إلى صورة المسيح المصلوب ثم قـل ما تشاء ونحـن نـطـيعـك ، تـذكـَّـر درب الصليـب ومراحـله ونيقاديموس وبنات أورشـليم ، أنـظـر إلى صورة مريم المتألمة ونحن نقـبل بما تـقـول ، تـذكـَّـر ما قاله الحـرس الروماني وإفـتِ بنا ولا أحـد يعارضك ، يا أخي يا سـيدنا أنت ومار باوي إخـوة للمسيح أتعـرف ذلك ؟ وليكـن الله في عـون المظـلومين ، نعـم إنه قادر .  

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق