استنكار الھجـوم على الأزھـر وتأیید لموقف ھیئة كبار العلماء

یعلن سماحة الأستاذ الدكتور إبراھیم أبو محمد المفتي العام للقارة الأسترالیة إدانتھ للحملة المفضوحة التي تتعرض لھا أعرق مؤسسة في مصر وھي مؤسسة الأزھر من خلال ظاھرة التطاول الإعلامي على ثوابت الإسلام والتشكیك في مصادره ومحاولات النیل من حصونھ، وفي مقدمتھا الأزھر ومناھجه الدراسیة، وشیخه ورموز علمائه.
• ویؤكد سماحة المفتي تأییده لبیان ھیئة كبار العلماء بأن مناھج الأزھر ومجالس شیوخھ ھي التي فتحت عیون علماء العالم الإسلامي على فھم كتاب الله وسنة رسولھ المصطفى صلى الله علیھ وسلم، وعن طریق مناھجھ وشیوخھ أدرك العالم قیمة منھج الإسلام رسالة ورسولا، وعلى متون تلك المناھج تعرفت أبناء الدنیا على تاریخ أمتنا وحضارتھا ورجالھا وأبطالھا ومن صنعوا لھا المجد.
• ومن علوم الأزھر أخذت المعاییر الحقیقیة التي یقیس الناس بھا نبض الحیاة، ویعرفون بھا مقیاس الصواب والخطأ، لیس فقط على مستوى السلوك الفردي، وإنما معیار الصواب والخطأ الحضاري والثقافي للأمم والشعوب والمجتمعات الإنسانیة.
• والأزھر منذ نشأتھ یمثل الفكر الإسلامي الأصیل، وھو قبلة المسلمین العلمیة، والأزھر بعلمائھ وشیوخھ ھو المأمون على دین الله عقیدة ولغة وثقافة، ولا یمكن لجھة أو ھیئة في أي مكان في العالم تستھدف التأصیل العلمي وتبحث عن صحة الروایة وسلامة التوثیق إلا ویكون لھا علاقة وثیقة بالأزھر الشریف جامعا وجامعة. 
• وظل الأزھر لما یزید عن ألف عام ھو الحارس الأمین والمأمون على سلامة وصحة فكر الإسلام الصحیح، وعلى نظافة وجدان المسلمین وعقولھم في كل بقاع الأرض من طوفان الغلو والتطرف والتعصب الأعمى والتأویل الفاسد، والإرھاب المجنون. فكیف یسمح لفئة إعلامیة ضالة وجاھلة أن تنتھك حرماتھ وتتھمھ بالمسؤولیة عن الإرھاب الذي یحاربھ الأزھر.
• لقد ظن البعض ـ إثما وخطیئة ـ أن الأزھر الآن أصابھ الكبر ولھ ذریة ضعفاء، فإذا بالأزھر - رغم كل عوامل التجریف والاختراق- لا یزال عفیا وعصیا وقادرا في الحق على قول " لا ". فھل یا تري تلك ھي مشكلة الأزھر وشیخھ الطیب؟
• نؤكد في ھذا البیان أن الھجوم علي الأزھر والتطاول على شیخھ – والتعریض بدوره ومنھجھ وعلمائھ ورموزه، إنما ھي محاولة لتقزیم مصر وحرمانھا من الحضور الحي والتأثیر في المحیط الإقلیمي والدولي، وإسقاط وتفریط لیس للأمن القومي المصري فقط، وإنما ھو إسقاط وتفریط لأمن الأمة ثقافة وحضارة وتاریخا ِّم - في خذلان- ُ َسل ورجالا ومؤسسات .وھذا في حد ذاتھ یشكل عارا وطنیا وقومیا وھزیمة ثقافیة وحضاریة تاشد حصون عقیدتنا وثقافتنا لعدو یخطط لاختراق أجھزة المناعة الثقافیة ویسعي لتجریدنا دوما مما تبقى لأمتنا من كل وسائل التحصین التي سقطت، ولم یتبق منھا على الأرض وفي قلوب الناس وعقولھم غیر الأزھر.
• فلصالح من تھدمون الحصون؟ وكیف یسمح لإعلام الغوایة والفتنة أن یمارس دور الخیانة بالدعوة إلى ھدم الحصون؟ ومن ھو ھذا الذي یدفع للطبال والزمار في تلك الحملة المشؤومة؟
• وبرغم كل المحاولات الفاشلة، سیبقى الأزھر الشریف ھو المصدر والمرجعیة، وبیت الخبرة الكبیر الذي یحصن الجمیع بعطایاه الفكریة، ضد العنف والإرھاب، ویقیم للثقافة والفكر والمعرفة میزان العدالة والاستقامة.
• حفظ الله مصر ممن یمكرون بھا، وحفظ لمصر أزھرھا بشیوخھ وعلمائھ لیظلوا حصنا واقیا وسدا منیعا وسندا علمیا وثقافیا لمصر وللعالم الإسلامي من كل موجات الوضاعة الثقافیة المترعة بالمعصیة وفقدان المناعة. 
 أ.د إبراھیم أبو محمد
 المفتي العام للقارة الأسترالیة 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق