ذبح الأقباط ... بالقانون والشريعة/ مجدى نجيب وهبة


** هل الوحدة الوطنية تحولت إلى شعار مرفوع من الخدمة يثير الشفقة والسخرية ... هل شعار "الدين لله والوطن للجميع" تم تشييعه إلى مثواه الأخير فلم نعد نعرف ما هى مناقب الأديان ولم نعد نعرف أين هذا الوطن الذى يحتوى الجميع !! .
** لقد تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن العدالة معصوبة العينين والذى يعلمه الجاهل والمتعلم أن القاعدة القانونية يخضع لها جميع المواطنين دون إستثناء ودون تمييز أو مفاصلة أو محاباة لذى صفة أو لصاحب منصب أو جاه أو سلطان لتحقيق العدالة بغير "خيار أو فاقوس" وبغير نظر أو إعتبار لصفة أو لون أو عقيدة أو غيرها ، فالحق يعلو ولا يعلى عليه .
** منذ أسبوعين فى قناة ON TV المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس أجرت د. سعاد صالح فى برنامج مانشيت حوارا قالت "تجوز الولاية من المسلم على الكافر وليس العكس" مستندة إلى نص قرأنى يقول أن "الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا" ، كما أن القوامة تكون للدين الأعلى وليس الأدنى ، وأن شهادة غير المسلم على المسلم غير جائزة بالإجماع لأنه أقل دينا ، ولم تكن ما قالته أستاذة الفقه هو من أفكارها بل أنه نص قرأنى ، ردده كذلك أكثر من أستاذ أزهرى وشيوخ إسلاميين وكالعادة قدمت د. سعاد صالح إعتذار صورى بعد أن نجحت فى بخ السم فى العسل وتجرعنا منه جميعا .... نعم إنها نصوص قرأنية وهى ما دعت رئيس محكمة "مصر الجديدة" و"شبرا الخيمة" يطلب برفض سماع شهادة المواطن المسيحى وتحجج رئيس المحكمة بأنه لا يجوز قبول شهادة المسيحى فى ميراث المسلم ؟!! ، وربما نلتمس العذر أو بعض منه فى حالة قضايا الميراث ولكن الكارثة والمصيبة أن هناك جناية قتل مع سبق الإصرار والترصد وأحيل المتهم إلى المصحة النفسية لمعرفة ما إذا كان مسئولا عن تصرفاته أم لا وأحيل للطب الشرعى الذى قام بإيداع تقريره .
** وفى جلسة 30 يونيو 2010 طلب محامى الجانى مناقشة د. رؤوف وهو أحد هيئة الطب الشرعى وفوجئ د. رؤوف بسؤال محامى المتهم ما هى ديانتك؟ ، والطامة الكبرى أن يستجيب القاضى لطلبات الدفاع وهى ما تتعلق بالهوية الدينية وأثبتت هيئة المحكمة ذلك فى الجلسة وبالقطع أجاب الدكتور رؤوف بأنه مسيحى الديانة وهى الذريعة التى ربما يرى فيها محامى المتهم وسيلة للهروب من العقاب إستناداً لما صرحت به الدكتورة سعاد صالح وقالت أن الولاية من المسلم على الكافر وأن شهادة غير المسلم على المسلم غير جائزة لأنه أقل دينا ... وفى هذه الحالة وحسب النص القرأنى فالقتيل والذى تم ذبحه كافر وشهادة الدكتور الكافر رؤوف لا يعتد بها ومن ثم فعليه أن يقدم إستقالته من مصلحة الطب الشرعى حيث أن هذا النص سيكون حجة ضد أى قبطى أمام المحاكم ؟!!! ..
** ونتساءل ماذا بعد إذا توغل التطرف ووصل إلى منصة القضاء وبأى إسلام سوف يحكم القضاء هل الإسلام الوهابى أم الإسلام الشيعى أم الإسلام السلفى أم الإسلام الوسطى الذى بدأ يتوارى مع موجة الهجوم الشرس والمتطرف من جحافل الوهابيين والشيعة والسلفيين .. هل يحكم القضاء بالإسلام الوهابى والمحرك للفتن والوقيعة بين طوائف المسلمين الشيعة والسنة فهناك المذابح مستمرة فى مساجد العراق وباكستان وأفغانستان وقد بلغ الأمر حد تمويل عمليات القتل والتفجيرات بأموال الزكاة والنفط ، هذا بجانب فتاوى قتل السياح المسالمين بل ومساعدة الإرهابيين على جمع السلاح وعلى مظاهر التطرف ، إنطلقت منهم فتاوى أن الأرض ليست كروية للشيخ "بن باز" فتاوى تحريم مصافحة الرجل للمرأة ، وفتاوى إرضاع الكبير وفتاوى النقاب والحجاب والجلباب القصير واللحى ومن فتواهم أن الإسلام الوهابى لا يعترف بالديمقراطية وأن البنوك حرام وأموالها ربا ... رغم أن معظم أبنائهم وأمرائهم السعوديون يضعون حساباتهم بالمليارات فى البنوك الأوربية والأمريكية ويضاربون عليها فى البورصة .. حللوا دم السائح رغم أنهم بنوا حضارتهم وأنشأوا أبارهم البترولية بالسواعد الأجنبية التى ساعدتهم فى بناء البنية التحتية وتقديم كافة الخدمات فهم لا يجيدون إلا فى جمع الريالات وفى نشر المحرمات فالحضارة الغربية حرام والتليفزيون والمسرح والسينما فى الوقت الذى غزوا الكباريهات وإرتادوا الملاهى وصالات القمار والعلاقات المشبوهة مع الساقطات التى أزكمت الأنوف فى جميع دول أوروبا .
** إنه لتذكرة الدكتورة سعاد صالح بالإسلام الوهابى وعيب يادكتورة أن تنعتى الأقباط بالكفار فلسنا كفار ولم نتعود أن نكفر أحد مهما إختلفنا معه فى الإيمان أوالعقيدة .
** لقد إبتلى العالم بالإسلام الوهابى منذ ظهور البترول فى هذه الدول التى مارست التحريم وطبعوا فتواهم وأفكارهم فى كتيبات صغيرة وفى شرائط صوتية توزع بالمجان فى أنحاء العالم وبين الجاليات الإسلامية فى أوربا وأمريكا فهل تأثر هذا الإرهابى ومن على شاكلته بالفكر الوهابى !!! .
** أما عن المذهب الشيعى والذى يتبناه النظام الإيرانى فهل تأثر به الإرهابى المتهم بالمذبحة فى الباجور .. لقد إستخدم هذا النظام كلا من حركة حماس وحزب نصرالله فى الجنوب اللبنانى ودفعت لهم أموالاً طائلة لنشر أفكارهم رغم أنهم لا يعترفون بالرسول صاحب الرسالة بل هم يؤمنون أن على بن أبى طالب هو صاحب الرسالة ورغم أن بين حماس والشيعة مصانع الحداد إلا أن السيد "خالد مشعل" أحد كوادر حماس وصف طهران بأنها الأب الروحى للحركة وهو يكشف عن أهم خصائص حماس فهى مستعدة للتضحية المذهبية وللمبادئ العقائدية التى تقوم عليها فى مقابل تحالف يؤدى بها إلى قنص السلطة الساعية دوما لها والمزيد من المال وهو ما يكشف قبح ومبادئ حركة حماس الإسلامية التى تبدو متأثرة بالشيعة ومبادئها وهى "التقية" والتى تقوم على إخفاء ما تؤمن به وإظهار غيره وتوزيع الأدوار .. والتبرؤ من التعهدات وهو ركن أساسى فى عقيدة الحركة الحمساوية .. ألسنتهم مثل الأسلحة الفاسدة التى تصيب صدورهم قبل خصومهم فضلا عن عقيدتهم والأكثر أهمية وهو أنها أقصائية أى لا تقبل شريكا ولا ترى غير ذاتها والمتتبع لتفكير حماس سوف يكتشف أنه أمام أيديولوجية إخوانية تؤمن أن فلسطين هى أرض وقف إسلامى وكل ما يقومون به هو التمكين لأن الله سيمكن لهم فى الأرض .
** هذا هو الإسلام الشيعى ياأستاذة سعاد صالح فهل هذا ما يدين به الإرهابى وإذا كان كلا منكم يكفر الأخر لماذا تقحمون الأقباط وسط هذه الهرطقات وتكفيرهم .
• كان يجب أن يخجل المحامى من نفسه وهو يتقدم بطلباته إلى هيئة المحكمة بسؤال د.رؤوف عن ديانته .
• كان يجب أن تخجل الدكتورة سعاد صالح وهى تصف الأقباط بالكفرة رغم المذابح التى تقام فى كل مكان فى العالم بإسم الإسلام .
** أما الأقباط فقد أصابتهم الغيبوبة فإنشغل الجميع بالزواج الثانى وتناسوا الصفعات والطعنات التى توجه لهم من تحقير للعقيدة إلى هدم الكنائس إلى ذبح الأقباط .. لم نسمع عن تضامن الأقباط لمواجهة هذا التيار المغولى والمدمر بإسم الإسلام وإنشغل البعض منا فى البحث عن الفضائيات ليتحدث أمامهم فى صراع بين بعضهم فكل منهم يسعى ليكون هو الأوحد فى الدفاع عن الأقباط وطالت الإتهامات كثيرين فهذا مع اللائحة 38 وهذا ضد اللائحة وتركنا إرهابى الباجور وإرهابى نجع حمادى يمارسوا جرائمهم المروعة ولم يتحرك أحد ، خرج العالم كله للتنديد بقاتل مروة الشربينى حتى حكم على المتطرف الألمانى بالسجن مدى الحياة وهى أقصى عقوبة ، خرجت المظاهرات للتنديم بمقتل "خالد سعيد" مواطن إسكندرية وأتهم الجميع الأمن حتى أحيل أمين الشرطة والمخبر إلى المحاكمة ، وتحركت المظاهرات بالقصاص من قتلة المصرى بقرية "كترمايا" بالجنوب اللبنانى وذبحه والتمثيل بجثته رغم أن البعض أدانه بجريمة قتل بشعة ، أما ذبح مواطن الباجور فقد إكتفى البعض بالتساؤل وصمت الجميع ... وغداً لن يتذكر أحد الواقعة .. كما نسينا ضحايا نجع حمادى وإعتبرناهم شهداء ، ومئات الضحايا قبلهم وأكتفينا بالمقالات النارية والبلاغات للنائب العام وكلمات الشجب والإدانة والله أكبر .
** لقد تهاوننا فى حقوقنا فهانت علينا أنفسنا فى حين إعتقد البعض منا أن أمريكا لن تسمح بتوغل الإرهاب وسوف تقضى عليه فقلنا أن أمريكا وبريطانيا هى "الراعى الرسمى للإرهاب" فهم يغازلون الوهابيين وينافقون الشيعة ويتملقون السلفيين كل ذلك من أجل أموال النفط .
** تقاعس الأقباط عن الإلتحام يداً واحدة لمواجهة غول التطرف حتى رجل الأعمال الذى كتبنا أكثر من مرة لنحذره أن الجريدة التى قام بتأسيسها وهى "المصرى اليوم" صارت بوق للإخوان ولمنظمة حماس فى محاولة لتلميع أفكارهم المضللة وإظهارهم أمام العالم بصورة الحمائم الوديعة ، وما أصبح بالجريدة تحول للقناة الفضائية ON TV ، واخر ما نشرته "المصرى اليوم" حول الوفد الخاص جداً الذى دأب على زيارة غزة والحصول على الكوفية الحمساوية برئاسة العضو البرلمانى مصطفى البكرى وأحمد المسلمانى وبعض أعضاء حزب الوفد وكتبت المصرى اليوم بالبنط العريض "أن هنية يستقبل نواب الوفد المصرى" !!! ، فمن أعطاهم توكيل للحديث والزيارة بإسم مصر .. أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يعبرون إلا عن أفكارهم ... كما سبق أن نشرت نفس الجريدة حوارا مطولا للقيادى البارز فى حركة حماس محمود الزهار وهو يهاجم أحمد أبو الغيط مسئول الخارجية المصرية وعاد وأنكر ما قاله وإدعى أن المصرى اليوم قامت بتحريف تصريحاته .
** إنها بعض الأشياء التى ربما تذكر رجل الأعمال نجيب ساويرس أن ما يتم من خلال الجريدة والقناة الفضائية هو الإعتداء الصارخ على الأقباط والكنيسة فقد تحولت هذه الأبواق إلى مدافع فى قلب الأقباط .
** هل تناسى رجل الأعمال ما قامت به حماس فى غزة من جرائم نهب وحرق للكنائس وتخريب مئات من منازل كوادر السلطة الفلسطينية والمواطنين الأمنين والرموز الوطنية بما فيها مقر الرئاسة وغيرها بعد أن دمروها ونهبوها فأى حرية رأى أن يخصص صفحات كاملة لهؤلاء السفاحين بجريدة المصرى اليوم وأزعم أنها حرية رأى وللأسف يدعم الصحيفة رجل أعمال !!! .
** هل تناسى الجميع أن حماس تسعى لإقامة إمارة الظلام والتخلف .. إنها حماس الإسلامية ... هذا لتذكرة سعاد صالح ومحامى الجانى بالباجور وهو يسأل د. رؤوف بأى ديانة تدين .. إنه يدين بدين المحبة والتسامح .. دين الحب ودين العطاء .
** أما عن التيار السلفى .. يقول أحد شيوخ السلفيين أن النقاب هو الفرض المفروض على المرأة المسلمة وعليها ألا تظهر حاجبيها ولا بياض عينيها ، فتسأل كيف تضبط نظرة عينيها بحيث لا يظهر منها سوى السواد ؟ وكيف تسير فى الشارع وأشياء كثيرة فبإسم أى دين يتم كل ذلك .
** نعم هناك الإسلام الوسطى وهو إسلام الحب والسماحة والإعتراف بالجار وحسن المعاشرة والذى يعتنقه أحبائنا وإخواننا فى الوطن وجيراننا فى السكن .. إٍسلام أم حسن ومسيحية أم نبيل .. إسلام محمد ومسيحية جورج .. إنها مصر الخالدة أيها الغربان والتى ستظل يدا واحدة ضد كل هذه التخاريف .. حماك الله يا أرض مصر وحمى شعبك العظيم من غربان وخفافيش الظلام ودعونا نردد "الدين لله والوطن للجميع" .

رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email:elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق