نائب بريطاني يصف البرقع والنقاب بتصريحات أثارت غضب المسلمين

لندن- "العربية.نت"

وصف وزير الهجرة البريطاني، داميان غرين، إصدار أي قرار لمنع ارتداء النقاب في بريطانيا بأنه "عمل لا يتماشى مع الحياة البريطانية" بحسب ما نقلت عن لسانه الأحد 18-7-2010 صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية في نشرتها على الأنترنت التي كررتها الأحد أيضا.

وانتقد غرين مشروع قانون تقدم به النائب من حزب المحافظين، فيليب هولوبون، لحظر النقاب في الأماكن العامة بالمملكة المتحدة التي تقول بعض التقارير أن أكثر من مليونين ونصف المليون مسلم يعيشون فيها، بينهم ما يزيد على ألفي امرأة يرتدين النقاب أو البرقع اللذين لا يوجد قانون يحظر ارتدائهما إلى الآن.

وقال غرين للصحيفة أن الموافقة على أي قرار لمنع ارتداء النقاب سيكون غريبا لأن المجتمع البريطاني "متسامح ويقوم على الاحترام المتبادل" مضيفا أن تبني نص المشروع "غير محتمل" وليس من المستحب أن يحاول البرلمان البريطاني إصدار قانون ينص على ما يجب على الناس ارتداءه" وفق ما انتقد به تصريح في وقت سابق للنائب المحافظ هولبورن وفيه قال إنه سيطلب من المنتقبات إزالة الحجاب إذا أردن لقاءه في مكتبه كما سيرفض عقد اجتماعات مع نساء مسلمات إذا لم يرفعن النقاب لأنه لا يستطيع التعامل معهن.

وقال إنه، خلافا لفرنسا، فإن بريطانيا ليست بلدا علمانيا متشددا و"أنا شخصيا أصر جدا على الإحساس بأن إبلاغ الناس بما يمكن أن يرتدونه وما لا يمكن أن يرتدونه وهم يمشون فقط في الشارع هو شيء غير بريطاني نفعله إلى حد ما، لأننا مجتمع متسامح وقائم على الاحترام المتبادل." مضيفا أن هذه الخطوة كانت مقبولة سياسيا بشكل أكبر في فرنسا نظرا لأنها دولة أكثر علمانية بشكل أقوى.


فرنسا تقر القانون

وكانت الجمعية الوطنية الفرنسية وافقت الأسبوع الماضي على مشروع قانون يمنع ارتداء النقاب في في الأماكن العامة، وهو قانون سيعرض أمام مجلس الشيوخ في سبتمبر (ايلول) المقبل وفي حال إقراره يدخل حيز التنفيذ برغم وجود أكثر من 5 ملايين مسلم في فرنسا، وتريد فرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا مع ما بين خمسة إلى ستة ملايين، حظراً شاملاً للنقاب والبرقع في جميع الأماكن العامة بما في ذلك الشارع.

وتطرق غرين في المقابلة مع "صنداي تلغراف" إلى مشاكل الهجرة فقال إن الصيف سيشهد حملة كبيرة على التدفقات الأساسية للهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا يعقبها في الخريف تحديد الحكومة الائتلافية لحد أقصى وشامل للمهاجرين القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي "فهم يقولون في الخارج أنه لا يجري الدفاع عن الحدود البريطانية بشكل جيد جدا وأنه اذا استطعت دخول هذا البلد فمن السهل نسبيا أن تعمل هنا بشكل غير قانوني، لذلك سيكون علينا تغيير هذه الفكرة".


أمريكا تعارض

لكن استطلاعاً للرأي أجراه معهد "يوغوف" للقناة الخامسة في التلفزيون البريطاني الجمعة كشف أن ثلثي البريطانيين يؤيدون حظر النقاب في المملكة المتحدة. وأجري الاستطلاع بعد أيام من إقرار الجمعية الوطنية الفرنسية حظر ارتداء هذا النوع من الحجاب.

وقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية معارضة إدارة الرئيس باراك أوباما مشروع القانون هذا الذي ترى واشنطن أنه ينال من حرية المعتقد، كما نددت منظمة العفو الدولية بإقرار مجلس النواب الفرنسي بغالبية ساحقة مشروع القانون، معتبرة أنه "ينتهك حرية التعبير والديانة".

وكان استطلاع للرأي أجراه معهد هاريس في آذار (مارس) لصالح صحيفة "فايننشيال تايمز" أظهر أن البريطانيين هم في طليعة الاوروبيين المنفتحين على النقاب والبرقع.

وبلغت يومها نسبة المؤيدين لحظر هذا النوع من الحجاب 57% فقط من البريطانيين مقابل 70% من الفرنسيين و65% من الإسبان.


استهداف المسلمين

وكان النائب المحافظ، فيليب هولوبون، شن حربا واسعة النطاق على المجتمع الإسلامى فى بريطانيا، وأطلق تعليقات أثارت الجماعات الإسلامية، التي اتهمته بالفشل فى أداء مهامه كنائب، وفقا لصحيفة "الإندبندنت" التى نقلت عنه تأكيده بأنه سيطلب من مرتدية للنقاب نزعه إذا ما أرادت مقابلته "وإن أذعنت، سأقول لها إنها تستطيع رؤية وجهى بينما لا أستطيع رؤية وجهها والتأكد من أنها الشخص الذى تزعم أنها هو، وسأدعوها للتواصل معي بطريقة مختلفة، ربما فى صورة خطاب".

وقال هولوبون إن أغلبية المسلمات ترتدين زيا يسمح للناس برؤية وجهوهن وأن رجال الدين الإسلامي لم يقولوا إن ارتداء النقاب أو البرقع إلزاما دينيا، "فهو ليس ضرورة"، حسبما يقول، مشيرا إلى أنه "يعتقد أن وجهة نظره تلك هى الاتجاه السائد، وإن كنت تريد الانخراط فى الحوار الطبيعي واليومي والفعال، يمكنك أن تفعل ذلك من خلال رؤية وجه الشخص الآخر".

وشن هولوبون كذلك حملة عنيفة ضد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى، وحذر من أنه مع توقعات زيارة رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، إلى تركيا هذا الصيف لتأييد محاولة الأخيرة للانضمام للاتحاد، ربما ينتهى "بكارثة" إذا ما انضمت للاتحاد، وذلك لأن قوانينه التي تسمح بالحركة الحرة ستشجع الكثير من الأتراك للانتقال إلى بريطانيا.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق