عبد الله كمال يوجه "القاضية" لزيدان/ مجدى نجيب وهبة


** كما تعودنا وكما عودتنا روزاليوسف فى مواجهتها الدائمة والدءوبة للإرهاب والتطرف ، فقد واجه أ. عبدالله كمال حق الرد على الخطاب المرسل من د. زيدان رداً على الأستاذ عبدالله فى إفتتاحية روزاليوسف بعنوان "أمير المسيحيين وأمير المسلمين" ... ولأن كلمة د. زيدان هى "رطرطة" كما وصفها الأستاذ عبدالله كمال فهنا سوف أكتفى ببعض فقرات رد أ. عبدالله على د. زيدان ، مع تحياتنا وتحية جميع أقباط مصر لهذا الكلام الرائع والشجاع والمنشور فى مجلة روزاليوسف العدد [ 4296 ] يوم 9 أكتوير 2010 ..
** يقول أ. عبد الله : قد ظهرت فى الساحة بعض من الأصوات المنسوبة للمثقفين راحت تتبنى الخطاب الطائفى تخلطه بسمت العلماء وتضفى عليه منهجية العلم وتلبسه العقلانية فى حين أن عمق رسالتها ينطوى على تفتت وتفرقة وتبن لخطاب التطرف وتأصيله ، وليس الدكتور زيدان سوى نموذج متكامل لهذه الحالة ، كما ان الدكتور محمد سليم العوا قد إقترف بعض مظاهر تلك المشكلة حين راح يردد "كلام العوا" غير المدقق عن وجود أسلحة فى الكنائس وهو معنى قد يمرر لـ "متطرف معلن" وإن كان مرفوضاً لكنه حين يأتى من شخصية بقيمة د. العوا فإنه يكون خطيراً جدا خصوصا حين يتبعه بمقالات تكرسه وترسخه .
** لقد أل الدكتور زيدان على نفسه فى السنوات الأخيرة وخصوصا منذ أن صدرت روايته "عزازيل" تأصيل وتسويق الخطاب الطائفى الساخر من عقيدة الأخر .
** وعن مقاله الأخير المنشور فى جريدة المصرى اليوم تحت عنوان "الخلافة والباباوية" لكى يقدم دليلا جديدا ومؤكدا على تفرغ زيدان لهذا .. ناهيك عن تصريحاته الصحفية التى وصلت حد التطاول الساخر على عقائد الأخرين وقد تطاول فى هذا المقال حول خلف مقارنة مغلوطة بين تاريخ ومعنى الخلافة الإسلامية والباباوية المسيحية "حيث قارن بين ما لا يقارن بينهما" ، بل إنه لوى عنق الحقائق وقفز على التاريخ لكى يربط بين متناقضات ويصنع تشابها بين مختلفين ... وبعد ان إنقضى نصف مقاله الأول فإنه راح يتناول كتاب "ساويرس إبن المقفع" ، كما لو أنه يكتب مقالا ثانيا لكى يرد على مقولة "أصحاب البلد" وبالمرة فإنه يمضى فى إثارة جدل غريب الهدف بشأن تعدد الزوجات فى المسيحية وبشأن أنه يمكن للأسقف أن يكون متزوجا وبشأن أنه لم يكن معروفا عن المسيحيين فى مصر أنهم أقباط وإنما فقط لغة قبطية وقضايا من هذا النوع الذى لم يكن المقال قد خصص لها أصلا .
** وقد وصفه أ. عبدالله كمال بالمثقف الذى لا يعرف ماذا يريد وإلى أين يتجه ، وإنما تصدرعمن يمارس "الرطرطة" ويبدو أن زيدان قد عانى من هذا المرض بحيث أنه لا يمكنه العلاج منه ... ويواصل أ. عبدالله حول ما تم نشره لزيدان فى المجلة فيقول :
• إن كنت قد نشرت له فى صفحات المجلة عبر أليات عمل يقوم بها الزملاء الأعزاء.
• راح يستند إلى ما أسماه حديثا عن الإبتلاء بعشق الوطن والنص الذى إستخدمه واصفا إياه بأنه حديث شريف "حب الوطن من الإيمان" وهو قول مأثور لا أصل له فى الأحاديث النبوية ولم يقل عنه حتى فى الروايات أنه حديث ضعيف وله أن يعود إلى عشرات من الكتب فى ذلك وحتى يعود فإن إقتباسه هذا يعطينا فكرة جديدة عن مدى الدقة التى يتصف بها ومستواها .
** وفى تعليق زيدان على مقال رئيس التحرير بأنه لو كان قد قرأ مثل كلامى فى أيام فتوته العلمية والميل إلى الإنفعال "لأثارنى أسلوب رئيس التحرير وتهوينه من شخصى" .. وإذا كنت من جانبى أؤكد أننى لم أسع إلى التهوين من شخص د. زيدان بل أننى أعتبره ولهذا أتناول ما يقوم بنشره فإنى أدعو الله بأن يستعيد فتوته العلمية لكى يفجر ما فيه من طاقة يمكنه أن يرد بها على ما لم يثره بعد أن أتته الحكمة .
** الدكتور زيدان يقول أن لديه "نظرة نقدية فى تراثنا المسيحى والإسلامى لا تهدف إلا لإلقاء الضوء على المناطق المنسية فى وعينا المعاصر" ولو كان ذلك صحيحا لأشدنا به وساندناه ، لكن الدكتور زيدان عمليا لديه مشروع فكرى يقوم بالأساس على النظرة المتربصة لا النقدية فى التراث المسيحى .
** ويكتب حول كتبه مقالات ويدير حولها حوارات وينشر أحاديث تندفع كلها فى إتجاه التراث المسيحى والطعن فى أسس الكنيسة الأرثوذكسية ولست أريد أن أعيد هنا ما ذكره فى حوار جريدة اليوم السابع بشأن المسيح والمسيحية إذ أننى لا أرغب فى أن ألهب حريقا إنطفئ .
** وتساءل الأستاذ عبد الله كمال هل رواية يوسف زيدان "عزازيل" رواية أم أنها بحث .. أهى عمل أدبى أم عمل تاريخى .. هل هى شفرة دافنشى المصرية ...ويصر الأستاذ عبد الله على رواية عزازيل لانها صاحبة الصيت ناهيك عن رواية أخرى لم يسمع بها الكثيرون .
** وهنا بعد هذا العرض الشيق والرائع لما كتبه الأستاذ عبد الله كمال نختتم ما قاله الأستاذ عبد الله فيقول :
أولاً : أخطر ما فى الطائفية التى نواجهها أن تجد من يمكن أن يدعمها منهجيا وفكريا وألا يدرك أصحاب تلك التوجهات أنهم إنما يبلون البلد بكوارث الفتنة ويرسخون فى ثقافة الناس ما يعمق الإختلاف ويقضى على التسامح .. وليس ما يدعون أنه نزع لأوهام المصريين .
ثانيا : إن المساعى الشخصية والمطامح الذاتية لعدد من المثقفين تجرف فى طريقها قيما ثابتة وتراثا من الإخوة ويحلو للبعض وهو يبنى سيرته وسمعته وينمى شهرته لكى ننسى مساراته أن يمضى قدما فى إتجاه خطر .. يستمرئ الشهوة وتلهيه الإغواءات متجاهلاً النتائج الخطيره لفعله .
ثالثا : إنه يجب أن نقف جميعا ضد مثل تلك التوجهات والإتجاهات لما لها من تأثيرات خطيرة على البلد ليس وصاية على الفكر ولا رقابة على التفكير ولكن تصويبا وإنتقادا وتقييدا لمطامح شخصية لا علاقة لها بنوافع وطنية ودافعنا فى هذا هو حب الوطن الذى هو من عمق الإيمان حتى لو لم يكن هذا المعنى المأثور حديثا نبويا شريفا .
رابعاً : إن المسائل الجدلية تحتاج مناخا مناسبا لكى تثار فيها ، فإذا كان الجو المحيط لا يسمح بنقاش عاقل ومفيد ويؤدى إلى عكس غرضه فإن علينا أن نؤجل كنخبة مثقفة الجدل الذى قد يثير فتنة ، وإلا نكون نحن من بين من يستغل "الهوس" ، خصوصا إذا لم تكن ضرورته حالة ولم تكن موجباته لازمة .
وفى النهاية أقول للدكتور زيدان : "ما لم يكن سيجوز لا ينبغى أن يجوز أبداً" .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق