القس جونز: أشعر بأنّ الله دعاني لأحرق القرآن الكريم

بعد إستئذان محطة "الجديد" عدد من المراجع الروحية الإسلامية والمسيحية في إجراء مقابلة إعلامية مع القس الأميركي تيري جونز الذي دعا منذ عدة اسابيع الى حرق القرآن الكريم. أطلّ جونز في مقابلة ضمن برنامج "للنشر" مع الإعلامي طوني خليفة.

قال جونز: "دعينا بالفعل الى يوم عالمي لحرق القرآن والهدف من ذلك هو تكريم ذكرى من قضى في إعتداء 11 ايلول ولإرسال رسالة تحذير للمتعصبين المسلمين".

سأله خليفة "من أنت لتطالب بحرق القرآن الكريم وبأيّ صفة؟" ردّ جونز: "نحن نشعر بانّ الله من دعانا الى ذلك. وشعرنا بأنّه يجب أن نحرق القرآن كتحذير واضح للإسلاميين المتشددين كي لا يحاولوا بارساء الشريعة الإسلامية هنا في أميركا".

قاطعه خليفه "وهل الله يدعو الى حرق الكتاب المقدسّة للديانات الأخرى؟ وكيف تدعون أنّ الدين الإسلامي هو دين شيطاني؟ كيف تتواصلون مع الله وهذا هو فكركم؟ أجاب جونز: "من وجهة نظر المسيحيين فانّ القرآن ليس كتاباً مقدساً، هو كتاب للإدعاءات والأكاذيب. هناك طريقة واحدة وتتمثّل بشخص يسوع المسيح. وهناك كتاب مقدّس واحد". قاطعه خليفة "ما تقوله هي وجهة نظر شخصية لأنّ الكنيسة المسيحية في العالم بأسرها تعترض على اقوالك؟". يجيب جونز "في الواقع أغلبية المسحيين عارضوا كلامنا، كنيستنا ضعيفة في أميركا، لكن الكتاب المقدس يقول أنّه هو الطريق وما من مساحة أخرى للقرآن أو للنبي محمد".

من جهتّه سأله مطران جبل لبنان للسريان الأورثوذكس جورج صليبا "جونز" عن قيم المسيحية التي ترفض العنف والتجريح بالآخر مشيراً له أنّ الإسلام ديانة تؤمن بالله الواحد الأحد وبالقيم الإنسانية" ردّ جونز "هناك مفاهيم خاطئة عن كتاب المقدّس لدى المسيحيين. كتاب المقدس واضح للغاية هناك اشخاص لديهم افكار خاطئة حول الكتاب المقدس والمسيحية. الكتاب المقدس ليس للتسامح بمعنى أنّه لا يقبل بالخطيئة. فقد كررّ يسوع أنّ الخطأ والخطيئة ممنوعة ويسوع المسيح هو الطريق وحده، ويوم إعلاننا بيوم حرق القرآن كان لدينا النيّة بحرق القرآن ولم نكن نعتبر ذلك خطيئة".

الشيخ الدكتور محمد أنيس اروادي (عضو المجلس الإعلامي الأعلى) أنّ أقوال تيري جونز عن الإسلام تثبت انّه لا يعرف شيئاً عن الإسلام والقرآن الكريم، ولو قرأ القرآن لعرف سورة المائدة وسورة آل عمران وسورة مريم (عليها السلام) ليفهم أنّ القرآن الكريم يتحدث عن عيسى. بالفعل تحدث في كتابه "الإسلام هو الشيطان"، أنّ الإسلام يشكّل خطراً على المدنية الأوروبية والأميركية كما يزعم. ولكني أسأله متى طالبت الجاليات الإسلامية في اوروبا او اميركا بتطبيق القوانين الجنائية الإسلامية في اوروبا؟ متى طالبت بقطع يد السارق؟ هذا الرجل جاهل تماماً لما كتب في القرأن الذي يقول "ولا تجدنّ أقرب الناس مودّة من الذين آمنوا، الذين قالوا إننا نصارى"، هذا الرجل يريد ان يتكبّر بتأجيج المشاعر فيما قرآننا الكريم يقول عن القساوسة المسيحيين لا يستكبرون. هذا الرجل صديق للقاعدة ويريد ان يزيد الإرهاب أكثر فأكثر، تباكيه على من مات واستشهد في 11 أيلول مجرّد إدعاء لأنه من ضمن إعتداء 11 ايلول مسلمين أيضاً.

يردّ تيري جونز على الشيخ اروادي بالقول: "بالفعل لم أقرأ القرآن، لم أقرأ كثيراً فيه. ولكنني قرأت الكتاب المقدّس،وكتابنا المقدس يأتي على ذكر القرآن، فهو يشير الى أنّه ظهر لك ملاك من الربّ أو رؤيا ما، فليكن ملعوناً. ويتحدث الإنجيل عن أنّه لا يجب إضافة أيّ شيء عليه. والنبي محمد أضاف على الكتاب المقدّس وبالتالي يجب أن نلعنه. انظر ماذا يجري في البلدان الإسلامية".

يقاطعه الشيخ أراودي ليسأله "اعطني مثلاً عن حكومة اسلامية تمنعك من ممارسة التعاليم المسيحية أو شعائرك. القرآن الكريم يتضمن آية تقول "لا إكراه في الدين!".

يردّ جونز "ثمرة كتابنا المقدّس الديمقراطية أمّا في البلدان الإسلامية لا يمكن الحصول على رخصة للقيادة. هذا التصرفات لاتحترم الحرية...".

عند هذا الحدّ إنتهى الإتصال مع تيري جونز فتدخل خليفة ليقول: "تدعّي أموراً كثيرة فيما ابنتك وصفتك في عدة تقارير صحفية أنّك مهووساً بجنون العظمة ولافتة الى انها تركت الكنيسة التي تقودها لأنّها تعتبرها من البدع الريفية".

من جهتّه رأى المطران صليبا بعد الإستماع لأحاديثه أنّ جونز لا يمكنه أن يكون رجلاً مسيحياً لأنّه يخالف تعاليم المسيح".


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق