اخيتوفل ومشورته الدنيئة/ لطيف شاكر

اخيتوفل اسم عبري معناه "أخو الجهل" أو "أخو الغباء". رجل من جيلوه في أرض يهوذا وأحد مشيري داود (2صم 15: 12) وكان أب أحد أبطال داود (2 صم 23: 34) وكان رجل احتيال ومكر ولم يكن مخلصاً في مشورته. وكان من أكبر مشيري أبشالوم وأعوانه في أثناء عصيانه على أبيه داود. ولما اتبع أبشالوم Absalom مشورة حوشاي وكان هذا العمل لصالح داود سراً، قتل أخيتوفل نفسه (2 صم 15: 31- 34و16: 15و17: 23) وهذه من حالات الانتحار النادرة في تاريخ اسرائيل في العهد القديم.

وأخيتوفل هو القائد الفعلي لحركة تمرد أبشالوم ضد داود أبيه، ويوصف بأنه كان "مشيراً للملك" في وقت كان فيه داود في الأربعين من العمر (1 أخ 27: 33 و34 مع 26: 31). ونجد شرحاً وافيا عنه وعن دوره في ثورة أبشالوم في (2 صم 15: 12 - 17: 23).

ويبدو ان في كل عهد يوجد يهوذات واخيتوفلات لانه لابد ان تأتي العثرات وويل لمن تأتي بواسطته العثرات .

فموضوع المجزرة الدنيئة وغزوة العسكر الجبانة علي كنيسة العمرانية وقتل الشباب القبطي واصابة عشرات الابناء واعتقال الشباب القبطي كان لها وقعا مريرا في نفوس كل المصريين ببلاد المهجر, وقد استطاع الشعب القبطي في اوربا وامريكا واستراليا وكندا ان يفضحوا الحكم المباركي الواهن ويكشفوا عن القناع العادلي الاجرامي وتابعه قفة محافظ الجيزة الفاشل ومدير الامن الاهطل وبدأوا يستعدوا لعمل تظاهرات عديدة امام السفارات والقنصليات المصرية في اوربا وبلاد المهجر ويشهروا بدولة العسكر المصرية الحرامية , والحقيقة ان الكثير من الاقباط والمسيحيين قد تفهموا الموقف جيدا واتحدوا معا تحت مظلة واحدة وفي رابطة مقدسة .

لكن الذي استفزني اكثر هو الاعلام الموجه والمسيس والكاذب في تلفيق موضوع اعتذار اسقف الجيزة وضواحيها وخادم المطران الامين جزاه الله خيرا في خدمة المطران والانصراف عن الرعية الذي ائتمنه الله عليها, حتي انه بالرغم من ان النيران مازالت ملتهبة علي السطح آثر الرجل السلامة وسافر الي المانيا بحجة خدمة المطران وكلها خدمة فهو يضحي بالكل من اجل الواحد حتي لو كان في عداد الاموات وكأنه سيكون بلسما لشفاء المطران ولا يستطيع احدا من الرهبان او افراد الشعب او اعضاء عائلته ان يقوم بهذه المهمة الصعبة الذي لولاه لمات المطران وشبع موت ولا بديل عنه لانها مهمة فوق مستوي البشر وياحزناه!!!!! .

لكن المتتبع لسير المجزرة وتوابعها والامور المتلاحقة للغزوة اجزم ان الاسقف اعتذر فعلا عن قتل ابنائنا وعن المصائب التي اصابتنا بمشورة اخيتوفل متعهد الحفلات الصاخبة ,لكن نفي قداسة البابا هذا الاعتذار بصفته الرئيس الاعلي لنا وبمعني اصح شطب اعتذار الا سقف وكأنه لم يكن وقداسة البابا في حكمته اراد ان يعطي للاسقف درسا , ولكن يبدو ان الاسقف بليد الذهن ولم يستوعب الدرس جيدا, فراح يكيل المدح والثناء والشكر لتعاون المحافظ والامن علي قناة CTV بعد حديث نيافة الانبا مرقس الرائع والشجاع وتوجيه التهم للمحافظ والامن .

والادهش ان اسقف الجيزة ترك كل مشاكل الكنيسة وسافر الي المانيا غير مكترث بالموتي واهاليهم والمصابون وعائلاتهم والمعتقلون وذويهم والاعياد علي الابواب ,وكأن لسان حاله يقول الفخ انكسر وانا نجوت وليذهب الجميع الي فخوخ الحكومة وسجونها .

وقد يتهمني البعض انني اهاجم الاسقف لكن فقط اوضح حقيقة هامة ان بعضا من اساقفتنا لايجيدون التصرف الحسن في وقت الملمات والمصائب التي يصطدموا بها وتحدث كل يوم ولا يعرفوا حكمة الكلمة امام مسئولين ادنياء , لانهم ابناء النور وولدوا من الروح والذين ولدوا حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح (غلا 29:5 )

وعند نيافة الحبر الجليل الراحل العظيم الانبا بيمن (كمال حبيب) خبر اليقين كيف كان الرجل عملاقا بين الاقباط والمسلمين واستطاع ان يحقق الكثير لابروشيته لانه يجيد الكلمة والتصرف الحسن, حتي اثناء اعتقاله كان كالاسد الجسور له كل الاحترام والمهابة امام كل المسئولين من رجال السجن, ويشهد بهذا ليس زملائه الاساقفة,بل ايضا ايضا مأمور السجن الذي استقال من منصبه بعد هذه المهزلة الهزلية .

وهنا يأتي دور اخيتوفل فرأينا هاني عزيز الذي يدعي انه مستشار البابا بجلافة وصفاقة ,علما ان البابا اعلن عدة مرات انه ليس له مستشارين او وكلاء يتكلمون نيابة عنه, لكن الرجل يصر علي هذه الوظيفة والمعروف ياسادة ان مستشار البابا يجب ان يتحلي بصفات طيبة وقريبا من ثقافة البابا وروحياته وعلمه الغزير ووطنيته الصادقة . لكن الرجل للامانة لايحمل اي من هذه الصفات سوي انه عميل مندس من الحكومة علي الكنيسة , ونراه دائما في حفلات خليعة مع عدد من محظياته في ملابسهم الشبه عارية وكان امينا للشرطة سابقا برتبة جنرال .

اما ثروته فالله اعلم فعليها عشرات من علامات الاستفهام ,- المهم حتي لانبعد عن موضوعنا- ذهب الرجل الي الاسقف بعد عودته الميمونة من المانيا يقنعه او يجبره علي ذهابه الي المحافظ لماذا لااعرف ؟ونظرا لان الرجل محسوب علي قداسة البابا فوافق الاسقف عديم الحكمة فورا دون استشارة ابيه الحكيم والمعلم العظيم واعتبر مشورة اخيتوفل عزيز تستحق تحقيقها فقام بدوره واخذ شلة الانس المكونة من بعض العلمانيين ورجال الكهنوت الذين بلا عقل, ليقدموا جميعهم فروض الطاعة والولاء بمصاحية اخيتوفل هاني عزيز المستشار الاكبر . وبالرغم من ان المحافظ كنوع من التأديب والاستعلاء رفض الموعد الاول للمقابلة الا انهم بنطاعة وافقوا علي الموعد الثاني خانعين مذلين صاغرين ,وبدأت نوبة القبلات وتوزيع المشروبات والمرطبات وتقديم الاعتذارات ولامانع من اطلاق النكات لزوم التخفيف من الازمات وكله علي دم المصابين والاموات .وسيطلب الرب من هذا الاسقف دم هؤلاء الشهداء .

لكن ماذا كانت نهاية اخيتوفل لقد انتحر ومات اشر موتة, والذي يثيرني انه ورد بجريدة الدستور ان وفدا مشكلا من هاني عزيز الاخيتوفلي وآخرين سيأتوا الي امريكا لمقابلة بعض المصريين المهاجرين لنوضيح امر المجزرة العمرانية والغزوة الطلبانية باسلوب حكومي ملفق ومرطب لسخونة مشاعر الاقباط , ويبدو انهم مربطون مع بعض ضعفاء النفوس هنا وبعد التصاوير اللازمة والكلمات الكاذبة سيتجهوا جميعهم الي الكونجرس لبثيتوا امام اعضائه ان كل شئ تمام وانه لايوجد تعصب ولاهباب ولا قتل ولا سباب, والكل يعيش في سلام وحرية ووئام والاقباط هم الذين يضطهدون المسلمين الغلابة ويذيقوا الدولة اشر عذاب, وان المجزرة قد تأسف عليها اسقف الجيزة بسبب الجرائم التي ارتكبها الاقباط في حق دولة العصابات وقتل عشرات الضباط باسلحتهم الفتاكة واحزمتهم الناسفة التابعة لابن لادن القبطي , وطبعا كالعادة سيكون لديهم ملف كامل مفبرك بعناق الاسقف مع المحافظ ومدير الامن وصور بعض رجال الاعمال المسيحيين نتيجة تسهيلات الحكومة لهم وصور عدد من الكنائس ليؤكدوا ان الحكومة السنية لاتمانع ابدا في بناء كنائس كل يوم في الشوارع والميادين ويشهد بهذا اخيتوفل الكذاب وابو الكذاب...

ولا مانع ايضا ان يوجهواا التهم لامريكا لانها لاترعي حقوق الانسان وديكتاتورية وتضطهد شعبها وكل الناس , فالهجوم خير وسيلة للدفاع وينجح اخيتوفل المخابراتي ولاعق احذيتهم في مهمته الدنيئة والوقحة .....الا نستيقظ يا شعوب المهجر واوربا ونبطل مشورة اخيتوفل .