اتهام إمام أكبر مركز شيعي في أمريكا باختلاس أموال الخُمس


إمام المركز الإسلامي السيد حسن القزويني

العربية ـ واشنطن – أحمد الشيتي

أُلصِقت نسخٌ من بيان صادر عن تجمّع الشباب المسلم على الزجاج الأمامي لعدد من السيارات المتوقفة أمام المركز الإسلامي (الشيعي) في مدينة ديربورن بولاية ميتشيغان الأسبوع الماضي يحمل توقيع "تجمع الشباب المسلم" في ديربورن، يهاجم صراحةً السيد حسن القزويني إمام "المركز الإسلامي" بتهمة الاستيلاء على مبلغ من المال يقدر بـ350 ألف دولار جُمع عن طريق تبرعات أبناء الجالية العربية وتم تحويلها إلى مؤسسة والد القزويني في ولاية كاليفورنيا، بحسب نسخة من البيان.

جاء هذا بُعيد تجمّع الجالية في مجلس عزاء رمزي للمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، حيث فوجئ الجمع أثناء خروجهم بوجود نسخ من البيان ملصقة على زجاج سياراتهم الأمامية.

وشدد البيان على ضرورة إرسال الأموال فوراً إلى مكتب السيد (فضل الله) أو إعادة المبلغ إلى (صندوق الخمس) في المركز الإسلامي بعد أن اتهم القزويني بعينه.

وطالب البيان السيد القزويني بالامتناع عن التشكيك في كل من يذهب إلى بيت الله الحرام وزعمه بطلان الحجة إذا كانوا من مقلدي العلامة (الراحل) فضل الله, وأكد البيان أيضاً وجود إثباتات وأدلة على "تلك التصرفات" التي عدها محرمة شرعاً.

وحمّل البيان - بحسب تقرير نشرته جريدة "صدي الوطن" التي تصدر للعرب في أمريكا الشمالية - مجلس أمناء المركز الإسلامي كامل "المسؤولية الشرعية عما يجري داخل المركز الإسلامي من هدر لأموال الخمس من قبل السيد القزويني"، على حد تعبير البيان.

وبحسب أهالي ديربون من الجالية العربية فإنه لم تعرف الفئات العمرية التي تنتمي إلى تجمع باسم "تجمع الشباب المسلم"، كما اعتقدوا أن تعليق البيان جاء بسبب صراع يدور في المركز الإسلامي منذ خمسة سنوات بين القزويني وأعضاء في مجلس الأمناء التابع لذات المركز.

ورجحت معلومات من داخل المركز أن هنالك جماعة تحاول إزاحة القزويني من المركز، لكن الأخير تمكّن من البقاء في موقعه حتى الآن بفضل ما سموه بـ"التيار الشبابي" داخل المركز الإسلامي.

وأضافت مصادر مطلعة أن القزويني نجح في التفاعل مع هذا التيار الشبابي، خصوصاً أنه من أئمة المساجد الشيعية الذين يجيدون إلقاء الخطب والمواعظ باللغة الإنكليزية، إلى جانب اللغة العربية، بعكس أغلب علماء المذهب الشيعي وهو السبب الرئيس الذي أدى إلى استقطاب مؤيدين له.
القزويني: فضل الله مرجع شيعي كبير

في ردّه على تهمة الاختلاس وأمره للمصلين الشيعة بعدم تقليد المرجع الراحل فضل الله قال القزويني لصحيفة "صدى الوطن" : دعني أبدأ من السؤال الثاني فهذا الكلام عار عن الصحة تماماً وكذب وافتراء. وقد كانت تربطني علاقة احترام ومحبة مع المرجع الراحل السيد فضل الله وكنت أنظر إليه كأب روحي وهو (رحمه الله) كان يعاملني بكل لطف ومحبة، وقد نقل لي مستشاره السيد جعفر عقيل أنه قال: أرى في السيد القزويني واحداً من أبنائي. وكل مرة كنت أزور لبنان أو أسافر إلى الحج كنت ألتقي به، وعلاقته أيضاً علاقة تاريخية مع والدي آية الله السيد مصطفى القزويني.

وتابع: "هذا الكلام الذي جاء به البيان عار تماماً عن الصحة ولا قيمة له وأتحدى أصحابه أن يثبتوا هذا الاتهام. وأنا كنت من المعجبين بالمرجع الراحل، وقطعت سفري عندما علمت بنبأ رحيله، وشاركت في مجالس العزاء وتحدثت عن إعجابي به وبالمواهب المتعددة في شخصيته، وكل من يعرفني يدرك مدى احترامي له".

واستطرد القزويني قائلاً في محاولة لتأكيد الدليل: "أنا أنظر إليه كمرجع شيعي كبير وأحد كبار مراجع التقليد وأكنّ له كل المودة والاحترام، ولمست منه كل الاحترام والمودة ونوّه بذلك خلال حوار على الهواء منذ 5 سنوات وأشاد بي وشريط الفيديو لايزال موجوداً في المركز الإسلامي".
"مجازون بالتصرف بسهم الإمام"

وبالنسبة للاتهام الأول حول مسألة اختلاس الأموال أجاب القزويني "هذا أيضاً كذب وافتراء ولا علاقة له بالحقيقة، فنحن في المركز الإسلامي مجازون بالتصرف بـ"سهم الإمام" وقد أودعت بنفسي في المركز الإسلامي في أمريكا مبلغ 350 ألف دولار، وهو موجود في مالية المركز مع الأوراق والإيصالات، وكلها موثقة لدي وبعد عودتي أقدر أن أقدم الإثباتات الملموسة".

وتابع السيد القزويني: نعم هناك مبالغ تصل إلى ربع القيمة الذي يتحدث عنه البيان أرسلته كـ"سهم السادة" إلى أيتام من السادة الهاشميين في مبرة الإمام الصادق في كربلاء المقدسة التي يشرف عليها والدي آية الله السيد مصطفى القزويني".

وأرجع السبب في إرسال المال للعراق قائلاً: "السبب في ذلك لا يعود لأنني عراقي فأنا لا أميز بين عراقي ولبناني، ولكن لوجود حاجة ماسة للأيتام في العراق، مؤكداً أن هناك 5 ملايين يتيم في العراق والحكومة العراقية لم تكفل سوى 597 يتيماً، وهذا حسب تقرير أصدرته منظمة "اليونيسيف" قبل سنتين.

وألمح السيد القزويني في حديثه مع "صدى الوطن" إلى البيان الذي وزع بالقرب من مركز "ديربورن" قائلاً: "أنا لا أتنصل من هذا الأمر وشرف وفخر لي أن أساعد اليتامى في كربلاء المقدسة، فاليتيم يتيم سواء في لبنان أو العراق أو إفريقيا، ويجوز أن نصرف عليه من سهم السادة، وهذا يجب أن يصرف على الهاشميين وتقره جميع فتاوى المراجع بمن فيهم المرجع الراحل آية الله السيد فضل الله".
كما أضاف: "هذا أمر لم أخفه أمام أعضاء المركز وذكرته في اجتماعات هيئة الأمناء، ومبرة "الإمام الصادق" في كربلاء معترف بها ومسجلة في أمريكا باسم "مؤسسة الإغاثة والتنمية" Development and Relief Foundation وكل من قدم لها تبرعاً أعطي إيصالاً وكل الإيصالات مسجلة وهناك شفافية تامة في تقديم المعلومات".


المال إلى العراق

وقال السيد القزويني بشأن ما جاء في البيان "إن هنالك تحريفاً كبيراً للوقائع في البيان، فالمبلغ الذي أرسلته لمبرة الإمام الصادق لا يتعدى ربع ما يتحدثون عنه، وعلى أية حال هذه تهمة لا أتنصل منها ولا أرى فيها عيباً. وللأسف هنالك من يلعب على الوتر العنصري بين أطفال لبنان والعراق، وأنا رأيت بأم عيني الفقر والمجاعة في العراق والحاجة إلى المساعدة".

وأكد "قمتُ بإبلاغ مدير مكتب سماحة السيد فضل الله سماحة الشيخ حسين الخشن، وأحطته علماً وأبدى تفهماً كاملاً". وأوضح القزويني أن المبالغ من سهم السادة التي أرسلت إلى "مبرة الإمام الصادق" كان جزء قليل منها لمقلدي السيد فضل الله والجزء الأكبر لمقلدي مراجع آخرين وتحديداً لمقلدي آية الله السيد السيستاني.

وفي ختام حديثه وصف القزويني ما حدث بـ"الطريقة الرخيصة والضجة المفتعلة من خلال استغلال ذكرى المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله لتوزيع بيانات تتضمن اتهامات زائفة تحط من كرامات وسمعة الناس، ولا تمت إلى الحقيقة بصلة".

يُشار إلى أن الخبر أصبح حديث الساعة للجالية العربية في ميتشيغان بسبب الغرابة في طريقة توزيع البيان وإلصاقه على أغلب السيارات للذين كانوا حاضرين في مجلس التأبين بالمركز الإسلامي الشيعي.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق