من هنا ينطلق الإرهاب/ مجدى نجيب وهبة

** فى حلقة ساخرة من برنامج "الحقيقة" للإعلامى وائل الإبراشى يوم 24 يوليو الماضى على قناة دريم 2 حيث دار الحوار حول عملية شفاء المرضى وإخراج الشياطين داخل الكنيسة الإنجيلية ، وذلك من خلال قيام بعض القساوسة من الكنيسة الخمسينية بالصلاة على المرضى وإخراج الأرواح النجسة والشياطين ، وإستضاف الإبراشى القس إكرام لمعى و"رومانى جاد الرب" أحد الناشطين بمنظمة حقوق الإنسان .. وكالعادة بدأت الحلقة بمانشيتات صادمة وصاروخية ومستفزة لمقدم البرنامج الإبراشى ، ووجه العديد من الإتهامات للقس الخمسينى منها "الدجل والشعوذة" ، فبدأ القس هادئا واثقا فى إيمانه وعقيدته ورد على إتهام الإبراشى بأنه لا يقوم بأى أعمال دجل وشعوذة ولكن ما يقوم به هو من صميم تعاليم "السيد المسيح" وأنه يرفض أن يتحاور خارج نص الكتاب المقدس فعاد الإبراشى فى إصرار غريب للسخرية من القس وهو يصر على توجيه الإتهام له بالدجل والشعوذة وتساءل الإبراشى فى سخرية هل يمكن أن يأتى لك مريض مصاب بمرض السكر أو الكبد أو كسر فى رجله ثم تقوم بالصلاة عليه فيشفى فورا ومرة أخرى أفاد القس الخمسينى نعم نقوم بالصلاة ويشفى المريض حسب درجة إيمانه وهناك فرق بين كسر الساق وإلتواء الساق فيمكن أن يتسبب الشيطان فى إلتواء الساق أو الأيدى أو الفك أو الوجه فنقوم بالصلاة وإذا خرج الشيطان يعود الفك كما كان أو الرجل الملتوى لحالته الطبيعية .
** وللمرة العاشرة فى إصرار غريب يتهم الإبراشى القس الخمسينى بالدجل والشعوذة ، مما جعل الضيف يخرج عن شعوره ويطلب من الإبراشى حذف هذا الإتهام حتى يمكنه تواصل الحوار وإستطرد الضيف أن الدجل والشعوذة يعرفها ناس أخرون وهم معروفون بالسحر والربط والأعمال السفلية وكل هذه الأعمال هى من الشيطان ، وهو عكس صلواتنا فهى لإخراج الشياطين بإسم "يسوع الناصرى" ، ثم عاد الإبراشى للقس "إكرام لمعى" والذى بدأ سخريته وهجومه على القس الخماسينى رافضا فكرة وجود أيات بالكتاب المقدس يدعو فيها السيد المسيح تلاميذه بشفاء المرضى وإخراج الشياطين والأرواح النجسة .. المهم أن القس "إكرام لمعى" دائما ضد ومعترض ربما مجاملة لمقدم البرنامج لضمان إستضافته فى حلقات قادمة ..ثم عاد الإبراشى لسؤال القس الخمسينى هل تتقاضى أموالها مقابل تقديم الصلاة على المرضى .. أجاب القس "إننى لا أتقاضى أى أموال وقال السيد المسيح مجانا أخذتم مجانا أعطوا " .
** ثم عاد الإبراشى للضيف الثالث فى الحلقة وهو الأستاذ "رومانى جاد الرب" الذى بدأ مندهشا حول إيمان القس الخمسينى بل حاول أن يبدو ساخرا وكذلك رفضه التام لمعجزات إخراج الأرواح النجسة والشياطين بل قال "أن الشياطين يعبدون الله" وهو ما دعى القس الخمسينى لسؤال رومانى جاد الرب ما هى عقيدتك فأجاب رومانى بطاقة تعريف هويتى مع الإبراشى !! ... ورغم عدم معرفتى بالقس الخمسينى إلا أننى أشيد بشجاعته فى الدفاع عن عقيدته رافضا من يسخر به بعكس الأخرين الذين ربما حاولوا مجاملة مقدم البرنامج .
** لقد إخترت عنوان المقال " من هنا ينطلق الإرهاب" ولتذكرة الإبراشى أنه فى أحد حلقاته قام بإستضافة زعيم الطائفة البهائية وظل يستدرجه فى الحوار بينما تركز كاميرا البرنامج على مركز تجمع البهائيين فى قرية الشورانية وهى إحدى قرى الصعيد وظل الإبراشى يوجه لهم طوال الحلقة الإتهامات بتحريف القرأن والعقيدة الإسلامية ولم يعرف ضيوف الحلقة مغزى إستضافتهم فى البرنامج ، وعقب إذاعة الحلقة هجم المتطرفين والغوغاء على البهائيين وقاموا بحرق منازلهم وفى أماكن عبادتهم بل وقاموا بمطاردتهم خارج القرية وسفك دماء بعضهم مما دعى البهائيين بتقديم بلاغ للنائب العام ضد الإبراشى بإتهامه بإثارة الفتنة الطائفية والتحريض على معتقداتهم .. وإذا كان الإبراشى يبحث فى برامجه على الإثارة وإخراج الشياطين لماذا لا يستضيف شيوخ الدجل والشعوذة وأصحاب اللحى والفتاوى التى تنطلق عبر الفضائيات ومعظمها يتعلق بالعلاقات الجنسية والأعمال السفلية .. أما عن الكنيسة الخمسينية فهل مطلوب بعد عرض البرنامج التعرض لها وقذفها بالحجارة ثم حرقها بعد إتهام قساوستها بالدجل والشعوذة .
** أما بالنسبة لضيوف الحلقة الكرام فيبدو أنهم فى غمرة سعادتهم بظهورهم أمام الشاشة وتناسوا تعاليم السيد المسيح له المجد فهل لم يقرأوا إنجيل "متى البشير" الإصحاح العاشر أية 27 "وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه أعميان يصرخان ويقولان إرحمنا يابن داوود ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان فقال لهما يسوع أتؤمنان إنى أقدر أن أفعل ، قالا له نعم ياسيد .. حينئذ لمس أعينهما قائلا بحسب إيمانكم ليكن لكما فانفتحت أعينهما ...
** وفى نفس الأصحاح أية 32 " وفيما هما خارجان إذا إنسان أخرس مجنون قدموه إليه فلما خرج الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا فى إسرائيل .
** وفى الإصحاح العاشر من إنجيل متى " ثم دعا تلاميذه الإثنى عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف وأوصاهم قائلا فيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين قد إقترب ملكوت السموات .. إشفوا مرضى .. طهروا برصا .. أقيموا موتى .. أخرجوا شياطين .. مجانا أخذتم مجانا أعطوا .... هذه هى تعاليم السيد المسيح ليس بها دجل أو شعوذة فلا مكان للسخرية ... تحياتى للقس الخمسينى .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email :elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق