لقاء ديني إسلامي ـ مسيحي رفضاً للفيلم المسيء في ببنين

 المستقبل

تواصلت أمس، اللقاءات والمسيرات المنددة بالتطاول على الإسلام والمسلمين والإساءة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشددة على "أنهم يريدون الفتنة كي تقع بين المسيحيين والمسلمين". فيما إستمرت المواقف السياسية والحزبية المستنكرة هذا الإعتداء، محذرة "العالم الغربي من التمادي في هذه الأفعال التي تزيد الشرخ عمقاً بين العالمين الإسلامي والغربي". في وقت نفذ فيه عمال مطعم "كي.أف.سي" في طرابلس إعتصاماً أمام المطعم مطالبين المعنيين "بتعويضهم مادياً"، إزاء الخسارة التي ألحقت بهم نتيجة إحراق المعطم.
لقاءات ومسيرات
*عكار ـ (زياد منصور)، "النصرة والوفاء لرسول الله" عنوان اللقاء الديني المسيحي ـ الاسلامي والذي عقد في قاعة "التسيتادال" في ببنين، بدعوة من رئيس البلدية كفاح كسار، ومشاركة نواب كتلة "المستقبل" رياض رحال، معين المرعبي، خالد زهرمان، خضر حبيب، نضال طعمه، قاسم عبدالعزيز وكاظم الخير، والنائبين السابقين مصطفى هاشم ووجيه البعريني والمفتي الشيخ اسامة الرفاعي، راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المطران باسيليوس منصور، الاب الياس جرجس ممثلاً رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة، عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" محمد المراد، منسق "القوات اللبنانية" في عكار نبيل سركيس، محمد هوشر ممثلاً عن "الجماعة الاسلامية"، منسق عام "تيار المستقبل" في عكار خالد طه وحشد كبير من رؤساء الاتحادات البلدية ورؤساء البلديات ورجال دين مسلمين ومسيحيين ومخاتير وفعاليات.
وبعد النشيد الوطني، وآيات من الذكر الحكيم للشيخ هيثم الرفاعي، قال كسار في كلمته: "إن ما يشهده العالم اليوم من ظلم وقهر وكيل بمكاييل مختلفة لا بد من ان يجعل شبكة الأمان بين الشعوب مفككة"، معتبراً أن "ما يتعرض له الاسلام مستفز لمشاعر المسلمين ولكل الشرفاء في العالم، وهو تخطيط مدبر بأيد صهيونية حاقدة".
ورأى ان "ترسيخ سياسة الخوف تقوم على إبراز الوجه السيء لردات الفعل القائمة على العنف من قتل وتدمير وتكسير والتي طالت مؤسسات ديبلوماسية واقتصادية وغيرها". وختم: "من حق المسلمين والمسيحيين ان يغضبوا للاساءات التي توجه لأنبيائهم ورسلهم لما فيها من كذب وافتراء تبثها آلة الدعاية الصهيونية".
وطالب رئيس إتحاد بلديات ساحل القيطع أحمد المير في كلمته "الدولة اللبنانية بالعمل الفوري والتحرك داخل المؤسسات العالمية العربية والدولية والضغط على المؤسسات لتشكيل لوبي عربي ـ اسلامي من الدول العربية والاسلامية كافة لفرض قوانين داخل مجلس الأمن والجمعية العام للأمم المتحدة تهدف الى معاقبة كل من يستهدف الدين الاسلامي ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام بالاساءة والتشويه والتزوير".
أما نائب رئيس اتحاد بلديات سهل عكار محمد علي حسين، فأكد ان "ما نشهده اليوم هي اساءات مقصودة لبث الفرقة والفتن في وطننا العربي والاسلامي، وهي اساءات تمس كل الديانات السماوية والرسل والانبياء"، مناشداً "الجميع في الشرق والغرب مسلمين ومسيحيين أن يقفوا صفاً واحداً ضد التطرف والتعصب الأعمى من اي كان، وان تكون هناك قوانين تمنع التطاول على الديانات كافة".
بدوره، قال رئيس اتحاد بلديات الجومة سجيع عطية: "التعرض لرسول الله النبي محمد، قد أصابنا جميعا في الصميم، لأننا كمسيحيين نشعر أن الاساءة الشنيعة قد توجهت الينا، لأننا مع المسلمين نلتقي على توحيد الخالق وعلى قيمه ومحبته التي تتكامل بين الرسالتين السماويتين المسيحية والاسلام"، داعياً إلى أن "نكون عقلانيين في ردود أفعالنا، رغم جرح مشاعرنا وعواطفنا، لمنع أعدائنا من تحقيق أهدافهم والتي باتت جلية لكل عاقل ومتبصر".
وشدد المطران باسيليوس منصور على انه "من حقنا ان نغضب إن أساء أحد الى أنبيائنا ورسلنا ولكن علينا ان نكون حضاريين في تصرفنا، معبرين حقيقة عن قيم ديننا ورسالتنا السماوية، واننا نردد بالصوت العالي، مسيحيين ومسلمين، ان هذا الفيلم جريمة نكراء ولا تمت بصلة لحرية الفكر بل هو طعنة غادرة وعلى الامم المتحدة والامم اجمع معاقبة كل الذين سعوا الى هذا لفيلم وروجوا له".
وفي الختام، قال المفتي الرفاعي في كلمته: "ان من تعرضوا لسيد الخلق إنما أساؤوا الى أنفسهم عندما أقدموا على ما فعلوه، والبعض يريد ان يكافح وان يرد، نحن مع الرد ومع المواجهة ولكن لكن ليس بعاطفتنا وليس بالتكسير والتخريب، وانما بما علمنا سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبالطريقة التي شرعها سيدنا محمد"، محذرا من "الوقوع في افخاخ وكمائن ردود افعال يريدون لنا جميعا ان نقع فيها، وهذا امر علينا اجتنابه وعدم الوقوع فيه والرد سيكون وفق الطريقة التي شرعها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".
وشدد على ضرورة "العمل على تفويت الفرصة على من أساء الى النبي، لأنهم يريدون الفتنة كي تقع بين المسيحيين والمسلمين لأنهم يعلمون ان الاثنان يعملون على إقامة العدالة الانسانية ومنظومة في العلاقات بين الانسان وأخيه الانسان دون شروط مهينة ".
اضاف: "هم يريدون ذلك لأهداف معينة تدخل فيها السياسات والحسابات والمصالح، ولكن في المحصلة لا يستطيع احد ان يجعل هذا الدين الحنيف منقوصا او ان ينال من نبيه"، داعياً الى "الالتزام بأخلاق النبي وآدابه وعلمه وسلوكه وحكمته ودعوته الى الحكمة والصبر والدعاء الحسن".
*لبت بلدة كفررمان بأطيافها كافة، نداء نصرة رسول الله واستنكار التطاول على الاسلام من خلال الفيلم الاميركي ـ الصهيوني "براءة المسلمين"، تحت راية "لبيك يا رسول الله".
ونظمت بالمناسبة مسيرة حاشدة أنطلقت من أمام النادي تقدمها النائب عبد اللطيف الزين، رئيس دير مار أنطونيوس الاب باسيل باسيل ، رئيس بلدية كفررمان الحاج كمال غبريس، إمام بلدة كفررمان الشيخ غالب ضاهر وحشد من الشخصيات والفاعليات والاهالي. وجابت المسيرة شوارع البلدة وحمل المشاركون فيها الرايات واليافطات المنددة بالاساءة للرسول محمد، واطلقوا شعارات الموت لاميركا والموت لاسرائيل.
وألقيت كلمات لإمام النادي الحسيني ولعدد من رجال الدين ركزت على التعايش بين الاديان واستنكار كافة انواع التطاول على الرموز والمقدسات الدينية، وتم احراق العلمين الاميركي والاسرائيلي.
اعتصام لعمال "كي.أف.سي"
أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" ان عمال مطعم "كي.أف.سي"، نفذوا إعتصاماً أمام المطعم في طرابلس، رافعين شعارات تشير إلى الضرر الذي لحق بهم من جراء توقفهم عن العمل وإنقطاع سبل عيشهم، مشيرين إلى أن "نصرة الإسلام لا تكون بهذه الأساليب ". ودعوا المعتصمين الذي بلغ عددهم خمسين شخصاً المسؤولين إلى التعويض عنهم "لا سيما أن مصيرنا بات مجهولاً، ومعظمنا كان يحاول جني بعض المال خلال عطلة الصيف لتأمين دراسة وتعليم إخوته أو أبنائه" .
مزيد من المواقف المستنكرة
*رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال إحتفال تأبيني في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، أن "الهجمة والإساءة لرسول الله تتفاعل وتتراكم وتكبر، وأنها لم تعد فقط مسألة فيلم مع ما فيه من مشاهد وفضائح، بل إن هناك من يصر على الاساءة وممارسة الاستفزاز والتحريض تجاه العالم الإسلامي ومجتمعاته". وأشار إلى أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال لمسلم أو غير مسلم من أصحاب الشهامة والكرامة والاخلاق بأن يرضى بما إنطوى عليه هذا الفيلم من مشاهد فاضحة، وبما أعقبه من إصرار مجلة فرنسية على نشر رسوم مسيئة للرسول، وما أعلنته مجلة ألمانية من أنها سنتشر مثيلا لها".
*اوضحت هيئة علماء المسلمين في لبنان، في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، ان "الرّسوم المسيئة لا تعتبر حرية رأي لأنها ليست نقاشاً علمياً وموضوعياً حول النّبي وإنما مجرّد رسوم مسيئة لا تستند إلى منطق سليم أو تتسم بموضوعية، ولا تهدف إلى مناقشة فكرة بقدر ما تهدف إلى الإساءة إلى شخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبالتّالي جميع أتباعه في هذا العالم". وحذرت "العالم الغربي من التمادي في هذه الأفعال القبيحة التي تزيد الشرخ عمقاً بين العالمين الإسلامي والغربي وتؤسس لاستفحال التطرف في كل جهة إلى صراع الحضارات بدل تلاقيها"، مؤكدة أن "عدم لجم هذه التصرفات المتهورة من بعض المخمورين الذين يبحثون عن التملق أو الأضواء الإعلامية بالتّطاول على العظماء سيؤدي إلى فتن كثيرة وردود فعل متصاعدة لا تحمد عقباها ولا تضبط مآلاتها".
* شدد مسؤول منطقة الجنوب الأولى في "حزب الله" أحمد صفي الدين، خلال احتفال تربوي في صور، على أن "وقوف بعض الدول وإصرارها على بث الفيلم وحماية منتجيه ومعديه إنما هو إصرار على إهانة مليار ونصف مليار إنسان بلا معنى أو مبرر أو سبب إلا حماية الفكر والمشروع والقواعد التي يريدون إرساءها وتقوم على أن لا يوجد أي مقدس أو قيم أو كمال في هذا الوجود".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق