الخوري حبقوق وقع كتابه: تاريخ ابرشية طرابلس المارونية ـ الجزء الاول



زغرتا ـ الغربة
وقع حافظ ارشيف ابرشية طرابلس المارونية الخوري فريد حبقوق، كتابه الجديد "تاريخ ابرشية طرابلس المارونية الجزء الاول، في القاعة العامة في دير مار يعقوب في بلدة كرمسده في قضاء زغرتا، برعاية وحضور رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا السيد زعني مخائيل خير، رئيس بلدية علما السيد ايلي عبيد، مدير عام مدارس ابرشية طرابلس المارونية الخوري خالد فخر، مدير مدرسة مار يعقوب كرمسده الاستاذ ابراهيم الخوري، وعدد من مختاري الفضاء، الى وجوه تربوية، وثقافية، واجتماعية، وعدد كبير من اقرباء واصحاب الخوري فريد، وابناء بلدة كفرصغاب، وحشد من المدعويين. 
بداية كانت كلمة تعربف وترحيب من الاستاذ سمير لطوف، من ثم النشيد الوطني اللبناني، وتحدث بعدها الخوري جوزيف نفاع، فاشار في كلمته الى :" ان التاريخ ليس مجرد اخبار عن ايام انقضت الى غير رجعة، بل هو خزان نجمع فيه انجازات وتضحيات وخبرات، دفعنا ثمنها اعمار اساقفة وكهنة وعظماء، افنوا العمر في الخدمة، وان الجاهل وحده يفرط في هذا الارث". وتابع الخوري نفاع يقول :" وهذا بالتحديد ما قدمه لنا الخوري فريد حبقوق في كتابه، فهو لم يستعرض لائحة باسماء الاساقفة، بل طعمها بكل جهد قاموا به لرفع شان الابرشية، وغالبية تلك الانجازات ما نزال ننعم نحن اليوم بها. وما الصرح العظيم، كرسي دير مار يعقوب في كرم سده، سوى شاهد امين على ايادي جميع اساقفة الابرشية، تشابكت بهمة وعزم لرفع مداميكه واعلاء مجده في المنطقة ولبنان". وتوجه الى الخوري فريد بالقول:" كتابك مدرسة لكل تلميذ في ابرشية طرابلس من كهنة وعلمانيين، ودليل نير لكل مؤمن عاش مسيحيته في ربوع هذه الابرشية، ومدارسها ورعاياها، وفي حركاتها الرسولية. كل ابن حقيقي لابرشية طرابلس المارونية، لا بد ان يرى كتابك صورة له تمثله وترسم تاريخه الخاص. ومن يجد نفسه غريبا عن هذا الكتاب هو غريب فعلا عنا وعن قلاية الصليب، وهو بالتالي ليس منا يا خوري فريد". 
ثم تحدث المونسنيور فرنسيس ضومط باسم الخوري فريد حبقوق فقال:" مضى على عملي في ارشيف ابرشية طرابلس المارونية نحو خمسة وثلاثين عاما، قضيتها في تصنيف الاوراق وترتيبها، بشكل يسهل على من يريد اية معلومة ان يجدها بسهولة. اما لما دخلت للمرة الاولى الى الارشيف، كانت هذه الاوراق موضوعة في غرف خاصة مقفلة، اكثرها مكدس على الارض، والقليل منها موضب في ملفات واضبارات، فاذا احتجت الى ورقة ما فكيف ستجدها وسط هذا البحر من الرسائل، ان كان في قلاية الصليب في طرابلس، او في دير مار يعقوب كرمسده الكرسي الاسقفي، انه لامر مستحيل هذا عدا عن الغبار الذي كان يلف كل شيء". 
وتابع المونسنيور ضومط:" ما شجعني على حفظ ذلك الارشيف الضخم، هو صاحب السيادة المطران جورج بو جوده، راعي الابرشية. وهنا اتوجه الى اخوتي الكهنة، والعلمانيين، في الابرشية، هذا هو تاريخكم سيظهر في عدة اجزاء، ويجب ان تقراؤه بتمعن، لمعرفة كل ما جرى في الابرشية وفي رعاياكم، واناشد الذين هم من خارج الابرشية، قراءته ليعرفوا من خلاله جزء كبير من تاريخ الطائفة المارونية عبر الزمن، لان هذه الابرشية كانت من اكبر الابرشيات قبل فصل سوريا عنها سنة 1954 بامر من الكرسي الرسولي، هذا هو تاريخنا وتاريخ عائلاتنا، عسى ان يلقى اعجابكم". 
وفي الختام تحدجث المطران جورج بو جوده فلفت في كلمته الى :" إنّ كتاب "تاريخ أبرشيّة طرابلس المارونيّة" جاء حصيلة أبحاث ودراسات طويلة قام بها الخوري فريد حبقوق بصفته حافظ أرشيف أبرشيّة طرابلس المارونيّة منذ زمن طويل ممّا يمكّننا القول بأنّه قد عاش نوعاً ما كل الأحداث الواردة فيه ولم يكتفِ بأن يرى فيها كلمات مخطوطة على ورقة، بل إنّه تعرّف من خلالها على عدد كبير ممّن صنعوا تاريخ الأبرشيّة وكان لهم الدور الكبير في حياتها وتطوّرها. وإنّ ما يميّز هذا الكتاب هو أنّه يحدّثنا عن تاريخ الأبرشيّة من خلال أولئك الذين كان لهم هذا الدور الكبير في صنع هذا التاريخ".
اضاف المطران بو جوده :" ان أبرشيّة طرابلس هي واحدة من هذه الأبرشيّات التي لها تاريخها الخاص الذي صنعه رجال لهم هم أيضاً تاريخهم الشخصي وقد لعبوا دوراً هاماً في توجيه تاريخ الأبرشيّة. الأبرشيّة جماعة بشريّة يديرها أشخاص يقودهم الروح القدس للقيام بالمسؤوليّات الملقاة على عاتقهم. أبرشيّة طرابلس هي من الأبرشيّات المارونيّة التي لها تاريخها العريق وقد أراد الخوري فريد حبقوق، أبن هذه الأبرشيّة وحافظ أرشيفها أن يعطينا تاريخها بأسلوبه الخاص، وبالإستناد إلى كل الوثائق التي إطّلع عليها، فربطها بحياة بعض الرجال الذين ساسوها وقادوها ووجّهوها عبر التاريخ، مركّزاً في هذا القسم الأوّل من مشروعه على الأساقفة الذين توالوا على خدمتها بعدما تنظّمت الأبرشيّات المارونيّة ككنائس محليّة قائمة بذاتها على أثر المجمع اللبناني الذي عقد في دير سيّدة اللويزة سنة 1736 والذي قاد أعماله ووجّهها العالِم الماروني اللبناني إبن بلدة حصرون السمعاني".
وختم المطران بو جوده يقول :" مَنْ أجدر من الخوري فريد بأن يقوم بهذا المشروع، هو الذي عايش تاريخ الأبرشيّة من خلال أرشيفها الغني والمتنوّع منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة. فلم يبق ورقة من الوريقات ورسالة من الرسائل وحادثة من الحوادث التي حصلت فيها والتي كتبها أو أرسلها أو قام بها أحد أساقفتها إلاّ وقرأها وصنّفها وحافظ عليها وإهتمّ بترتيبها فعادت تضجّ بالحياة، ولم تبق حرفاً ميتاً، إذ أنّها تروي لنا أحداثاً كثيرة عاشتها الأبرشيّة ومعلومات دقيقة عن أشخاص ساهموا في صنع تاريخها، كمؤمنين عاديّين أو كهنة أو رهبان وراهبات أو أساقفة لعب الكثيرون منهم دوراً كبيراً في حياتها، وكان للبعض منهم، وهم الأكثريّة، دورٌ إيجابيٌ للغاية، وللعدد القليل، ولسوء الحظ، دور سلبي، أعاق تطوّرها ونموّها".  
في الختام تحدث صاحب الكتاب الخوري حبقوق فشكر راعي الابرشية المطران جورج بو جوده الذي حثه على جمع هذا الارشيف الضخم، كما شكر الحضور على وجودهم الى جانبه في هذا الوقت. من ثم قطع الجميع قاليا من الحلوى واقيم حفل كوكتيل في المناسبة. 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق