اسلام بحيري: يجب أن نحرق أفكار فقهاء دمروا حياتنا

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو

اتهم بتعمده تشكيك الناس فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، بالإضافة إلى تعمقه فى مناقضة السلم المجتمعي، ومناهضة الأمن الفكري والإنساني، كما اعتبر برنامجه يمثل تحريضاً ظاهراً على إثارة الفتنة وتشويه الدين، ويمس بثوابت الأمة والأوطان وتعريض فكر شباب الأمة للتضليل والانحراف، كل ذلك اتهم به اسلام بحيري الذي تخطى الخطوط الحمراء للازهر الشريف وكسر قداسة مراجع الدين الحنيف فأصبح بنظر الكثير من الاسلاميين كافرًا وخارجًا عن الدين.

حكم على اسلام المتهم بازدراء الاسلام بخمس سنوات سجن، ليبرأَ بعدها من التهم المنسوبة اليه، وتوقف برنامجه "مع اسلام" على قناة "القاهرة اليوم" من العرض لكنه سيعود في بداية الشهر المقبل الى برنامجه وبرنامج آخر على قناة عربية، فهو الذي ترك الكتابة التي كان متفرغًا لها طوال اثني عشر عاما لينشر افكاره، لكن كما قال لـ"النهار"، فانه "بعد احداث ثورة يناير لم تعد تؤثر كون الاسلاميين يبتلعون مصر، فنقل المواجهة الى الشاشة، بعد ان قادته الصدفة الى تقديم برنامج".

أخبار ذات صلة
فاطمة ناعوت التي اتهمت بازدراء الاسلام لـ"النهار": أعدائي جهلة
هل فعلا يزدري الاسلام؟
هدف اسلام ليس" مواجهة الاسلاميين فقط، بل التراث الذي تربّوا عليه. لكن هل فعلاً اسلام يزدري الاسلام؟ أجاب "أبداً براءتي صدرت من المحكمة، والازهر ادعى ما ادعاه كون البرنامج بات خطرا عليه وعلى عمله. وعندما تقف مؤسسة ضخمة أمام شخص فهذه هزيمة مبدئية لها". وأضاف "ازدراء الدين موضوع يحتاج الى نية وقصد وانا انتظر كل من يشاهد البرنامج بانتظام ان يطلعني اين حصل ازدراء!"

نشأة جيل
أصابت سهام اسلام ابن تيمية مرجع العديد من الاسلاميين، وقال ان " الجيل الذي نشأ في السنوات الاخيرة او التربية الفكرية لما يسمى المسلم الملتزم تعتمد على مرجعية ابن تيمية الذي أتى قبل سبعة قرون، والآن نسمع إعادة لكلامه بطريقة مختلفة حتى من الازهريين، وانا اقول ما بعد ابن تيمية ليس كما قبله".

"احراق" كتب الفقه
طالب اسلام بحرق عدد من الكتب الفقهية لأنها بحسبه "هي التركيب البنائي الأساسي لما يسمى ارهابياً وداعشياً وسلفياً وجهادياً، فما تفعله داعش والجماعة الاسلامية في مصر والقاعدة والاخوان والسلفيون والجهاديون، كلها مذكورة في هذه الكتب بصورة واضحة وصريحة، لذلك تلك الابواب من الكتب يجب ان تحرق"، واضاف "هذه الكتب التي كفّرت الطوائف غير السنّية وبدّلت الجهاد من الدفع الى الطلب، فسمحت للمسلم بالدخول الى بلاد الغير يقتل الناس ويسبي النساء ويسلب الأموال، ومع ذلك كنت أقصد تنقية هذه الكتب، اي الا تتخذ كتلة واحدة كالقرآن الكريم، اذ لا ينفع ان يوصف كتاب بشري بالكمال".

من المرجع اذا؟
اذا كان الحال كذلك، اي مرجع يمكن المسلم اتباعه والأخذ برأيه بنظر اسلام؟ "الاسلام بفكره كان يفترض قبل الخلل الذي حصل في القرون الثلاثة الاولى الا يكون هناك كهنوت او ما يوازي الكنيسة في القرون الوسطى، اي ان تكون العلاقة مباشرة بين الانسان وربه في العبادة، اما الآن فجعلوا العبادة ملكًا للانسان بعد ان سحبوا منه حقه في التفكير بالدين. فقد جعلوا من الدين علماً وهذه أكثر نقطة كنت اناقشها في البرنامج. الدين ليس علماً، كل انسان كما يملك حق العبادة يملك حق التفكير في دينه. ثانيا لسنا مضطرين للرجوع الى مرجع بشري لدينا النص، صلة الوصل بين الانسان والنص أساءت له، لذلك يجب تجنّب كتب فقهاء وان لم تحرق يجب ان توضع في المتاحف على انها مجهود بشري". واستطرد "يجب ان نفهم النص مباشرة بروحه وبالسياقات الاجتماعية والتاريخية الحقيقية، اي يجب العودة الى النص الاصلي مباشرة بالعقل الجماعي بالمؤسسات بشخص يقدم مشروعات فكرية. فالجهاد مثلا وسيلة لبناء الدين، لكن الدين تمّ، لذلك السؤال لماذا اجاهد؟ وما الذي جعل الايات تنزل حينها"؟

نسخة موازية للدين
اما لماذا يريد تجديد الدين الاسلامي؟ "من جانب برغماتي من مصلحتي كي نعيش حياة ومجتمعًا آخر في بلداننا العربية، اريد ان ينزع من الدين سمّ الدموية الموجود في كتبه البشرية وليس الالهية. نرى ما يحصل في مصر سواء قبل أو بعد الربيع العربي، فالاخوان والتكفيريون موجودون قبل مقتل السادات وهذا نتاج للكتب القديمة وليس فقط للسلفيين والوهابيين. كذلك نرى ما يحصل في سوريا والعراق وغيرها من الدول العربية. ثانياً، الظاهرة الفكرية التي أؤمن بها، وهي مشروعي الذي قمت به والذي أثّر في الناس ولقي صدًى لدى كل مسلم في العالم تقوم فكرته الاساسية على ان هذا ليس الدين بل نسخة موزاية، الدين الاصلي قد يكون توقف في السنوات الاولى بمعناه وافكاره واهدافه، وزُوِّرَ دين جديد كله قتل وتدمير وترويع، لذلك يجب اصلاح الدين كفكرة".

لا يلومنّ احد "داعش"
بنظر اسلام "داعش وغيرها من الجماعات التكفيرية نتاج طبيعي وملتصق تمامًا مع الكتب التي صدرت قبل 13 قرناً على انها كتب الاسلام وهي تطبق المذكور فيها، لذلك اما ان نُزيل الكتب واما ان نتوقف عن إدانة الناس، هذه الجماعات ليست صنيعة اميركية او صهيونية ولا مخابراتية. فشخص يقتل نفسه من اجل الاخرة يعود الى ايمانه في عقيدة يعتبر انها صحيحة".

المبرّر الديني والتفجير

وعن مقتل النائب العام المصري هشام بركات وتفجيرات سيناء علّق "قبل سنة قلت ليس اول تفجير ولا الثاني، ولن يكون الاخير وستبقى الجنازات تسير، والسبب ان كل ما يحصل له مبرر ديني، طالما نحن لا نواجه الماء الآثم حيث تنمو الطحالب، فاما ان نواجه الطحالب ونترك الماء ونقول انها مقدسة، وإما ان نواجه الماء الآثم، وانا كسرت قداسة هذه الشخصيات بلفظ قاسٍ، وكنت اقصد ان هؤلاء الناس لا يستحقون القداسة فقد دمروا الدين وحياتنا".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق