حقيقة موقعة الجمل والتهديد بتفجير الخليج/ مجدى نجيب وهبة


** وقفت السيدة عائشة غاضبة عندما وصل إليها خبر تولى على بن أبى طالب إمامة المسلمين ، فقالت لعبيد الله بن كلاب الذى أخبرها بالأمر "والله ليت إنطبقت السماء على الأرض إن تم الأمر لصاحبك" .. فقال لها ما شأنك .. والله ما أعرف أحد أولى بها منه ، فلماذا تكرهين ولايته ؟ ، فصاحت عائشة ردونى .. ردونى .. وهى تقول قتل والله عثمان مظلوما .. والله لأطلبن بدمه ، فقال لها عبيد الله ولم ؟ فوالله أول من أحال حرفه لأنت .. فقد كنت تقولين أقتلوا نعثلا فقد كفر (نعثلا لفظ توبيخ وإستهزاء بعثمان بن عفان) .. فقالت إنهم إستتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقول الاخير خير من قول الأول .. ثم إجتمعت عائشة بطلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وبعض من بنى أمية من قوم عثمان بن عم معاوية وإتفقوا جميعا على تجهيز جيش للأخذ بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان فى الوقت الذى خرج على جيشه لقتال معاوية .. وفى مدينة البصرة وقع 600 قتيل بين الجانبين .. ثم تجدد القتال حتى وقع 13 ألفا من المسلمين كان من بينهم طلحة والزبير اللذان أعطى العهد والبيعة لعلى .. ثم ذهبا إلى السيدة عائشة وقادا معها جيشها لمحاربة أهل البصرة فى غفلة من أمير المؤمنين .. جلست عائشة على جملها تنادى فى الناس بعد أن سالت الدماء وقطعت الأجساد إلى أشلاء تصرخ وتقول : أوقفوا القتال .. أوقفوا القتال .. لكن دعاة الحرب من الجانبين أخذوا يقذفون النبال على جمل عائشة وباتت السيدة عائشة على وشك القتل ، فهب على كرم الله وجهه ينادى ألا كفوا .. ألا كفوا .. لكن لا حياة لمن تنادى ولم يتوقف القتال إلا بعد وقوع القتيل رقم 13 ألف .. ووقع من قبله الجمل الذى كان يحمل هودج السيدة عائشة وساد المكان الصمت وداست الأقدام فى الجثث الأشلاء والدماء فذهب عبد الله بنى بديل مذهولا للسيدة عائشة وأدخلها بيته والجميع فى حالة هيستيريا من البكاء والنحيب .. وذهب على لبيت عبد الله بنى بديل ليطمئن على عائشة وقال لها "غفر الله لك .. غفر الله لك" ، وكأن لسان حاله يندب ما حدث وما سيحدث من بعد هذه الموقعة "الجمل" التى غيرت التاريخ للأمة الإسلامية وقلبته رأسا على عقب ، وقسمت الأمة وزعزعت الإستقرار وأهانت الخلافة وأجهزت عليها ..
** هكذا إنتهت موقعة الجمل بـ 13 ألف قتيل أعقبهم 90 ألف فى موقعة صفين ما كانوا ليموتوا لو لزمت السيدة عائشة بيتها .. لكن أيا كان الأمر فقد خرجت عائشة وليتها ما خرجت وغضبت من ولاية على وليتها ما غضبت وإعتلت الجمل وليتها ما إعتلته .. فساعدت بنى أمية سواء قصدت أم لم تقصد وساعدت على قتل على سواء علمت أم لم تعلم ... إنها قنبلة الشيعة التى قد تنفجر فى أى لحظة فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ ..
** تاريخ طويل من العداوة فى بلاد تحت سيطرة المذهب الواحد وفى بلاد تعدد المذاهب .. كان شيعة العراق مضطهدين تحت حكم البعث ، وفى البحرين تحكم الأقلية السنية الأغلبية الشيعية وفى السعودية الشيعة محاصرين تحت سلطة الأسرة الحاكمة بالعقيدة الوهابية أكثرهم عداوة للشيعة .. فى لبنان عاش الشيعة على الهامش طائفة بلا مركز ولا بيت سياسى ولا مظلة إجتماعية لكن خريطة الشيعة إرتبكت بعد ثورة الخومينى فى إيران لكنه ارتباك مخطط بدايته كانت فى بداية الخمسينيات .. خطة لم تتم إلا الأن يخرج فيها الحزب الشيعى عن صف الهزيمة ويعتلى رئيس أكبر دولة شيعية منبر الخطابة ويقول ما نساه العرب من زمان "سنلقى إسرائيل فى البحر" .. الشيعة الأن يقودون الأمة بموديل قديم يعيدوا أمجاد ثوار العروبة .. مفارقات مدهشة قد تختفى تحت هوس الإعجاب أو الكراهية وربما هناك إتفاق على أن الشيعة قنبلة لكن السؤال كيف ستنفجر هل هناك اشعال لحروب اهلية قادمة بين السنة والشيعة .. اسئلة تستحق النظر والتامل لانها متعلقة بمستقبل قريب جدا فقد صرح الخومينى ردا على التهديدات بانقلاب مضاد على ثورته كما حدث مع محمد مصدق رئيس حكومة ايران وقائد الثورة على الشركات الامريكية التى احتكرت بترول بلاده فى الستينات يومها صرح الخومينى اننا سنحول الخليج الى كرة من النار ... هكذا بين موقعة الجمل وتصريحات الخومينى فهل نعود وتتحول مصر الى عراق اخر .. هذا ما ستكشف عنه الايام القادمة .. وما ينم عنه الدور الأمريكى الذى يلعبه أوباما ، فلمصلحة من تدمر جميع الشعوب ودول الشرق الأوسط فى وقت واحد لتسقط بعض دول الخليج وتقف إيران تراقب هى وإسرائيل والمنظمات الإرهابية ..
** إنها اللعبة القذرة التى يمارسها أوباما وبعض دول الغرب لنهب وسرقة ثروات الشعوب العربية العاجزة عن حماية نفسها ضد البلطجة والإرهاب الدولى وشعارات عفى عليها الدهر .. شعارات يسارية وهى البحث عن الديمقراطية .. إنها الديمقراطية المغموسة بدماء الشعوب وأرواحهم .. إنها الديمقراطية التى تتحدث عنها العاهرة "هيلارى كلينتون" ومستر "ساركوزى" .. إنها الديمقراطية التى ستأتى على الأخضر واليابس وسيرتفع القتلى إلى الألاف من الشيعة والسنة وهى الديمقراطية التى نشرها أوباما على العراق لتأييد سلفه رئيس الأمريكى الأسبق الذى أهين بقذفه بالجزمة ، ولكنه لا يهتم فالمهم هو الحصول على بترول العراق ولو على أشلاء وجثث العراقيين جميعا .. هل نصل بالعراق إلى 13 ألف قتيل كما حدث فى موقعة الجمل .. هل نصل بالعراق إلى 90 ألف قتيل كما حدث فى موقعة صفين .. وهل يحدث فى مصر مثلما حدث ويحدث فى العراق ومثلما حدث ويحدث فى لبنان ومثلما حدث ويحدث من منظمة حماس وتسلطه الدموى على شعب غزة .. فى هذه اللحظة سيخرج علينا أوباما وشريكته الغندورة وهو يضع المساحيق على وجهه ويبدو تأسفه مما حدث ويطالب هذه الشعوب بضبط النفس والتروى .. وبعد ذلك ماذا ينتظر من يبكون على مصر .. إنه مخطط ومستقبل سوداوى ينفذه رئيس حقير ، والعالم صامت صمت القبور بل أن هذه اللعبة تستهوى البعض فلما لا وهناك رئيس أكبر دولة فى العالم فى العالم يبحث عن رفاهية شعبه على حساب جثث وأشلاء المغفلين من الشعوب العربية ..
** أفيقوا ياعالم .. أفيقوا يا أقباط مصر من الغيبوبة التى تعيشون فيها منذ إندلاع هذه الأحداث وأنتم لا تعوا ما تتكلمون ولا تفهموا ما تتحدثون عنه .. أفيقوا ياعرب .. أفيقى أيها الشعوب التى كانت متماسكة ورغم ذلك ورغم كتاباتنا العديدة فالصمت هو صمت الجميع .. إنهم يسمعون ولا يتكلمون .. يبصرون بأعينهم ولا يفهمون بل أنهم فى جميع الأحوال مؤيدون وغدا سنرى كل شئ .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق